Menu
تقدر الخسائر بـ300 مليون دولار... البنية الصناعية في غزة أثرا بعد عين بفعل العدوان

تقدر الخسائر بـ300 مليون دولار... البنية الصناعية في غزة أثرا بعد عين بفعل العدوان

قــاوم- غزة: لم تترك الحرب الصهيونية على قطاع غزة شيئا إلا أتت عليه، واستهدفت كافة مفاصل البنى التحتية الاقتصادية من منع الشعب الفلسطيني عن اللحاق بركب الحضارة، والقضاء على فرص استنهاضه، لتضيف عبئا جديدا على الاقتصاد الفلسطيني المصاب بالشلل منذ أكثر من عامين بسبب الحصار، فالتقديرات الأولية لما لحق بالمصانع والورش والمحال المدمرة من خسائر تقدر بثلاثمائة مليون دولار كما قال وزير الاقتصاد الوطني بالحكومة في غزة . والزائر لما كان يعرف بالمنطقة الصناعية الممتدة على طول حدود شرق مدن وبلدات شمال القطاع، يدرك حجم الإصرار الصهيوني الواضح على شطب وإزالة كافة المصانع والمخازن الإستراتيجية التي تمد سكان غزة والضفة بالكثير من الاحتياجات والمستلزمات التي استغنى أهل غزة على مدار السنوات الـ15 الماضية عن استيرادها من إسرائيل أو الخارج. حملة التخريب أو التطهير على حد وصف أصحاب تلك المصانع لم تدع داخل أو خارج أو حول تلك المصانع شيئاً مهما كان صغيراً، إلا وأتت عليه ولم تبق ولم تذر منه شيئاً. والمصانع التي عجزت عن تدميرها الجرافات الصهيونية، أوكلت مهمة تفجيرها للدبابات، وما لم تنل منها الدبابات ترك العنان للمقاتلات لتفعل فيها فعلها، لتكون المحصلة النهائية اختفاء معالم تلك المصانع التي تعذر على أصحابها معرفة أماكن تناثر أشلائها. وإلي جانب تدمير مصانع النسيج والدباغة والأثاث والمشروبات الخفيفة وتجهيزات شبكات الكهرباء والهاتف، امتدت يد الاحتلال لتنال من مخازن الحبوب والبقوليات والمواد الغذائية ومستودعات الأدوية ومصانع الباطون وغيرها. ويسود الانطباع بين أوساط أصحاب المصانع والشركات التي دمرها الاحتلال أن حكومة الكيان كانت خلال حربها على غزة شديدة الإصرار على اجتثاث البنية التحية الاقتصادية من جذورها، والدفع باتجاه تحول سكان غزة صوب الاعتماد على الصناعات الإسرائيلية.                                                      جرائم ويقول رامي عجور صاحب شركة لصناعة الأثاث المنزلي ’لم يكتف الاحتلال بشل وتوقيف حركة التصنيع خلال العامين الماضيين من خلال حصاره لغزة، فجاء هذه المرة لنسف وتدمير المصانع في محاولة واضحة لتركيع الشعب الفلسطيني’. وأضاف ’الاحتلال جرب كل الوسائل والأساليب لدفع الناس إلى التأوه وإثارة الوقيعة بينهم وبين المقاومة، وعندما فشل في ذلك، أقدم على حرق المصانع وتطهيرها في محاولة أخري للوصول إلى مبتغاه، ولكن لن يكون له ذلك بإذن الله وما أصبنا لن يطأ رؤوسنا’.وتابع قوله ’نعم المال عندنا يعادل النفس، ولكن تعمد الاحتلال تدمير بنيتنا الاقتصادية جعلنا نتعالى على جراحنا ومصيبتنا في انتظار أن ينزل الله علينا فرجه ورحمته، فالمال ليس أغلى الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا’. أما فايز أبو عكر صاحب شركات توزيع المواد الغذائية والحبوب التي تعرضت للحرق والتدمير، فيرى أن الاحتلال أراد من وراء ذلك حرمان المشردين والمنكوبين من التزود بالمواد الغذائية الضرورية لبقائهم على الحياة. وذكر أن الاحتلال أحرق بحمم قذائفه المواد الغذائية التي كان جلها معدا للجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية والإغاثة التي كانت تنوي توزيعه على المحتاجين والمتضررين.