Menu
تقرير :المناطق العازلة.. اعتداءات الاحتلال مستمرة رغم اتفاق التهدئة

تقرير :المناطق العازلة.. اعتداءات الاحتلال مستمرة رغم اتفاق التهدئة

قــــاوم- قسم المتابعة: تبددت آمال الفلسطينيين في العمل والتحرك بأريحية في ما يسمى المناطق العازلة شرق قطاع غزة، والمناطق مقيدة الوصول في عرض البحر، مع استمرار الاعتداءات التي تنفذها قوات الاحتلال، رغم إسقاط هذه المناطق رسميا في تفاهم التهدئة الأخير.  يقول حسنين الزعانين (45 عاماً) إن حوادث إطلاق النار المتكررة من قبل قوات الاحتلال تجاه المناطق القريبة من السياج الأمني الصهيوني دعته لإعادة التفكير مجدداً في الذهاب لأرضه التي أعاد زراعتها مجدداً عقب اتفاق التهدئة في 21 تشرين ثان (نوفمبر) الماضي.  ونص اتفاق التهدئة الذي أبرم بين الاحتلال والفصائل الفلسطينية بوساطة مصرية، عقب جولة المواجهة الأخيرة التي دارت ثمانية أيام، على عدم تقييد حركة السكان أو استهدافهم في المناطق الحدودية، حيث كانت قوات الاحتلال تعلن عن وجود منطقة عازلة بعمق 300 متر تحظر على الفلسطينيين الاقتراب منها.  وقال حسنين لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" إنه نجح في الوصول لأرضه شرق بيت حانون في بداية شهر كانون أول الماضي وأعاد زراعتها، وسط آمال كبيرة لديه بانتهاء حرمانه من الوصول إليها أو الاستفادة منها على مدار السنوات السابقة، قبل أن يتبدد ذلك مؤخراً مع تصاعد اعتداءات الاحتلال ووقوع العديد من الشهداء والجرحى. حصيلة اعتداءات منذ التهدئة  وبحسب تقرير صادر عن مركز الميزان لحقوق الإنسان؛ فمنذ بدء سريان التهدئة وحتى الحادي والعشرين من كانون ثان (يناير) الجاري، استشهد 4 مواطنين وأصيب 74 آخرون بجروح في المنطقة الحدودية شرق القطاع، التي شهدت أيضاً خلال نفس الفترة خمس عمليات توغل واعتقال 9 مواطنين بينهم 5 أطفال.  فالعامل في بلدية بين حانون، عوض الزعانين (36 عاماً) لم يكن يتخيل وهو ذاهب لتفريغ القمامة في مكب النفايات الواقع في المنطقة الشمالية الذي أعيد تفعيله بعد اتفاق التهدئة أنه سيكون هدفاً لقوات الاحتلال.   وقال الزعانين لمراسلنا إنه بينما كان يقول في إفراغ شاحنة تفريغ القمامة في المكب في المنطقة الشمالية القريبة من السياج الأمني الصهيوني عندما تعرض لإطلاق نار من قبل قوات الاحتلال المتمركزة في أحد أبراج المراقبة العسكرة داخل الجدار الواقع في المنطقة الشمالية ما تسبب بإصابته بشظايا عيار ناري في رأسه، لافتاً إلى أن قدر الله حال دون استشهاده واستشهاد السائق حيث أصاب عياران الزجاج الأمامي والمرآة الأساسية.  تدمير واستهداف ممنهج  وكانت قوات الاحتلال سعت ومنذ الأيام الأولى لاندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية في 27/9/2000 إلى فرض منطقة مقيدة الوصول على امتداد الحدود الشرقية والشمالية لقطاع غزة، من خلال عمليات الهدم والتدمير والتجريف المنظم للمنازل والمنشآت والمزارع التي تقع في حرم المنطقة الحدودية، وصولاً إلى التبني الصريح لنيتها حرمان الفلسطينيين من مساحة تمثل ما نسبته 35% من مساحة الأراضي المزروعة في قطاع غزة و15% من إجمالي مساحة قطاع غزة. وتشير إحصاءات مكتب تنسيق الشئون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة التابع للأمم المتحدة (OCHA) إلى أن قوات الاحتلال هدمت وجرفت المنشآت والمزروعات في نطاق 500م على امتداد الحدود بنسبة 100% فيما هدمت وجرفت المنشآـت والأراضي المزروعة في نطاق 1000 بنسبة 75%. هذا وتتفق المؤسسات الفلسطينية والمؤسسات الدولية ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة على أن مسافة حظر الوصول التي تنفذها قوات الاحتلال على أرض الواقع تصل إلى 1500 متر ولا تقتصر على ما أعلنته قوات الاحتلال من أنها ستستهدف من يقترب حتى مسافة 300 متر من الحدود.   الحصار البحري  والأمر نفسه فيما يتعلق بالحصار البحري المفروض على قطاع غزة، فقد أغلقت قوات الاحتلال البحر في وجه الصيادين منذ 9/10/2000 ولم يتمكن الصيادون الفلسطينيون من الوصول إلى مسافة 20 ميل بحري المتاحة للفلسطينيين وفقاً لاتفاقات أوسلو بل تراجعت إلى 12 ميل ومن ثم 6 أميال وصولاً إلى ثلاثة أميال بحرية استمرت منذ شهر كانون الثاني (يناير) 2009. ويحرم تقييد قوات الاحتلال وصول الصيادين وحصره في ثلاثة أميال الصيادين من 85% من المساحة التي تقرها اتفاقية أوسلو وملاحقها. ووسعت قوات الاحتلال منطقة الصيد مجدداً إلى ستة أميال عقب اتفاق التهدئة الأخيرة، إلا أنها لم تلتزم بها إلى حد بعيد وواصلت استهداف وملاحقة الصيادين فيها.  وبحسب تقرير لمركز الميزان لحقوق الإنسان، فمنذ اتفاق التهدئة، فقد نفذت قوات الاحتلال 10 عمليات اعتقال في عرض البحر تم خلالها اعتقال 39 صياد، والاستيلاء على 10 قوارب صيد، فيما نفذت قوات الاحتلال 27 حالة قصف وإطلاق نار تسببت بإصابة صياد وتعطيل 8 قوارب.