Menu
في حوار مع " صوت المقاومة " حوا تتحدث عن حملة إحياء الأندلس

في حوار مع " صوت المقاومة " حوا تتحدث عن حملة إحياء الأندلس

حوا تتحدث " لصوت المقاومة " حول فكرة إحياء ذكرى سقوط الأندلس لا نعادي اسبانيا وهدفنا إلغاء تخليد الجرائم الاسبانية بسقوط الأندلس ..     خاص _ صوت المقاومة : محمد العرقان .   بعد 521 عامًا على سقوط الأندلس، وفى وقت يحتفل فيه الأسبان في غرناطة بجلاء المسلمين من أرضهم وتسليم مفاتيحها على يد آخر ملوكها "أبي عبد الله الصغير" بعد أن جعلها المسلمون منارةً للعلم ومصدرَ ضياءٍ لأوروبا - آبى الشباب المسلم أن ينسى حضارة أجداده التي مازالت دولة إسبانيا ترفل في نعيمها إلى الآن، وقرروا أن يخلدوا ذكرى الأندلس في أذهان المسلمين، حتى ولو جعلوا التذكرة إلكترونية عبر الإنترنت.   فتحت شعار " َلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ " ، 521 عاماً على سقوط الأندلس " ولا غالب إلا الله " دشن النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و "فيسبوك" وبدعوة من صفحة   "Al-Ándalus الأندلس" وهي صفحة مهتمة بالقضية الأندلسية , حملة على الانترنت لإحياء ذكرى سقوط الأندلس , وركز الناشطون بتدويناتهم على مرور 521 عاما على التاريخ الذي يحتفل فيه الأسبان باسترداد الأندلس .   وقد لاقت الحملة استجابة واسعة على الصفحات التاريخية و الدعوية وصفحات المفكرين والدعاة، على موقع التواصل الاجتماعي , فقد خصصت الصفحات والمواقع الإلكترونية يوم الاثنين 2- 1 – 2012 - وهو ذكرى السقوط - بعرض تاريخ الأندلس على الصفحة منذ الفتح مرورًا بعصر الولاة والإمارة الأموية وملوك الطوائف وعهد الموحدين إلى سقوط الأندلس وتسليم مفاتيحها على يد أبي عبد الله الصغير 1492م لفيرناندو وإيزابيلا ملوك إسبانيا .   وقد حاورت صحيفة " صوت المقاومة " الناشطة والإعلامية الفلسطينية الشابة منى حوا مؤسسة صفحة "Al-Ándalus الأندلس" على الـ فيسبوك وصاحبة فكرة  "حملة إحياء ذكرى سقوط الأندلس " . وإليكم في السطور التالية تفاصيل الحوار:     •  من هي منى حوا وكيف بدأت رحلتها مع الأندلس , و كيف جاءت فكرة إنشاء صفحة الأندلس على الـ فيسبوك ؟   أنا من صفد شمال فلسطين، حاصلة على ماجستير في تخصص العلوم السياسية – الدراسات الإفريقية، عمري 25 عاماً، لكني ولدت يوم ولدتني الأندلس، وبدايتي معها كانت صدفة مع سلسلة سماعية للدكتور راغب السرجاني بعنوان " فلسطين حتى لا تكون اندلساً أخرى"، السلسلة قادتني لسلسلة أوسع عن الأندلس بعنوان "الأندلس من الفتح للسقوط"، كنت استمع بتأثر كبير، لاحقاً المسألة زرعت بداخلي شغف كبير، يزداد ولعاً كلما أبحرت فيه. *فكرة إنشاء الصفحة جاء من شعوري بأن هذا التاريخ مغيّب وأننا كشباب نجهله بشكل كبير، فضلاً على أن الطريقة التي دُرسنا فيها التاريخ كانت تدفعنا لنفور والملل، جاءت الصفحة في محاولة لسد ثغرة في تعاطينا معه، خاصة وأن المجتمعات المتقدمة تعتني جداً به في حين نلقيه ونتجاهله لأسباب عدّة، فمن شعوري بمسؤولية تغير هذه الصورة النمطية ومن شعوري بأهمية الإرث الأندلسيّ جاءت فكرة إنشاء الصفحة، وخلال الثلاث أعوام التي أنشئت فيها الصفحة كثير من الأفكار تبلورت ونضجت ومازلت أتعلم، فأنا مجرد هاوية أحاول تحريّ المصادر. •  وكيف وجدتي تفاعل الشباب العربي معها من مختلف الدول , هل لاقت قبول في البداية وتفاعل كبير أم إن الأمر تطلب بعض الوقت لكي يتفاعل الشباب مع قضية الأندلس ؟ نوعية الأصدقاء المنضمين والمهتمين في الصفحة منتقاة، الصفحة لم تعتمد على الترويج الاستهلاكي، فكان الطرح هو ما يجذب المشترك، لذا تجد الكثير من المعلقين مطلّعين وباحثين في الأساس، لكن هذا لا يُلغي أن هناك شريحة كبيرة تعتبر الأمر ترفاً ثقافيا ونوع من التباكي وهو عكس شكل طرحنا ونوعيته تماماً. • كيف بدأت فكرة إحياء ذكرى سقوط الأندلس ومتى كانت أول حملة قمتم بها . وما الهدف من تخصيص يوم لإحياء هذه الذكرى؟ فكرة الإحياء أتت من خلال إطلاعي على مدونة هشام زليم "صلة الرحم بالأندلس" تابعت بعض المقالات المترجمة عن الإسبانية والتي تتحدث عن احتفالات اسبانيا سنوياً في غرناطة بسقوط الأندلس، ثم توسّعت بالبحث، كيف يمكن أن يحتفل بإبادة؟ وكيف يمكن أن يمرّ ذكرى سقوط الصرح الأندلسيّ بأخطائه وبمحاسنه مرور الكرام، أو أن يصبح يوم احتفالي رغم كل البؤس والتغريب والإبادة الحقيقية التي تعرضّ لها الشعب الأندلسيّ، من منطلق إنساني أولاً وانتمائي ثانياً أشعر أن المسألة لا يجب أن تصبح ماضياً، فجزء كبير من هويتنا مرتكز على التاريخ وإحيائه حقّ مشروع لكل الشعوب، فكيف لو كان يوم يهان فيه هذا التاريخ ويرقص فيه على جراح الإنسان الأندلسيّ ؟ هناك مظاهرات مناهضة داخل إسبانيا لهذا السلوك الهمجيّ بالاحتفال بتسليم الأندلس، وارتأيت تنظيم مظاهرات إلكترونية ووقفات تعريفية في ذات اليوم حتى يتم إلغاء هذه الاحتفالات ورد بعض الحقوق. • لاحظ الجميع التجاوب الكبير و المشاركة الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي في حملة إحياء ذكرى سقوط الأندلس الأخيرة , فبماذا تفسرون هذا التجاوب الواسع بالمقارنة مع الحملات السابقة ؟ .الحملة شارك فيها شخصيات وكتاب ساهموا في تفعليها، هناك نوع من الوعي والنضج في التعامل مع التاريخ يكبر يوم بعد يوم، فضلاً على الجهات المناهضة للحراك الإلكتروني التي تساهم دون أن تدري بتفعيل الحدث، فضلا على أن الحالة السياسية لبعض الدول هذا العام ساهمت بشكل كبير .. • هل كانت حملة إحياء ذكرى سقوط الأندلس حملة الكترونية فقط على مواقع التواصل الاجتماعي , أم أن هناك فعاليات أقيمت على أرض الواقع ؟ صفحة الأندلس لم تقم ولا تنوي حتى اليوم نقل الفعاليات على أرض الواقع، لكن هناك مبادرات فردية انتقلت إلى أرض الواقع من خلال دعوتنا إلكترونيا، وكانت ناجحة، فعاليات ثقافية وحضارية مليئة بالرقي الفكري، وناجحة باعتقادي . •  رغم النجاح الكبير لحملة إحياء ذكرى سقوط الأندلس إلا إنها واجهت بعض الانتقادات، فهل الأمر في وجهة نظرك يتعلق برفض التعلق بالتاريخ وترك الواقع، أم إن المشكلة مع المنتقدين في الهوية الإسلامية بشكل عام ؟ ! دراسة الحتمية التاريخية للحاضر هي منهج علمي لنشوء النظريات الفكرية و الأيدلوجيات ... لذلك فإن دراسة التاريخ هي أهم مرجع لمناقشة الحاضر و عدم تكرار الأخطاء، فلماذا يعتقد البعض أننا نهرب من الواقع بدراسة التاريخ، الأمر متلازم جداً، لكن حسناً .. هناك خطاب نرفضه في الأساس وهو الخطاب العدائي، وهو أمر يظنّه المعارضون للصفحة بأنه في نهجها، وهو غير موجود إطلاقاً، فالصفحة لا تتبنى منهج عدائياً إطلاقاً ولا تعادي إسبانيا وليس من مصلحتنا خلق أعداء، الصفحة متصالحة مع التاريخ لكنها فقط ترفض تخليد الجرائم وتنبذ السلوك المعادي للإنسانية، مثلما ترفض تشويه التاريخ، وما هي إلا محاولة لحفظ الهويّة ليس إلّا .. لكن لابد أن هناك انتقادات خاصة في جانب الصبغة الدينية، حيث لاشك أن الصبغة الإسلامية التي ترتبط مع الأندلس ساهمت بشيء مما تفضلت به، ومن المفارقة الغريبة أن الجهات المناهضة بشكل عام للاحتفال بسقوط الأندلس في غرناطة نفسها، هي جهات علمانية ترفض الصبغة الكاثوليكية للاحتفالات بغدر تسليم الأندلس يوم 2 يناير من كل عام، وهنا تجد فارقاً غريباً في مهاجمتهم لحملة إحياء الأندلس، وكأنها محسوبة على الإسلاميين فتهاجم من لا شيء .. بل أن بعضهم أقحمها في صراعات سياسية غير مبررة أبداً.  • ربما يستغرب البعض قيام شابة فلسطينية بالاهتمام بقضية تاريخية معينة وصب كل جهدها اتجاه هذا الأمر , وعدم توظيف هذا الجهد باتجاه نصرة القضية الفلسطينية الحاضرة . فبماذا تردين على هذا الأمر ؟ أنا من صفد، ويقال أن هناك من تنازل عن صفد وكأنها ملكه، لكني لا أنسى صفد مثلما لا أنسى قرطبة، من يتابع تاريخ الأندلس يعرف جيداً أننا نتحدث عن فلسطين، تغريب الأندلسيين هو تهويد القدس، السرقة والتدليس والتهجير والنفي كلها قصص يتشارك في ظلمها الموريسيكين والفلسطينيين .. من لا يرى في الأندلس فلسطين، فهو أعمى مع سبق الإصرار والترصد . • هل تجدين ربط بين تاريخ الأندلس وواقع الأمة العربية والإسلامية الحالي ؟ يقول المؤرخ عادل سعيد بشتاوي إن الباحث ليتفادى إغراء إسقاط زمن على زمن آخر وإذ بأحداث بعينها تُسقط نفسها بنفسها على الزمن الآخر ولا أعرف تاريخاً يتميز بهذه الخاصيّة كما يتميز بها التاريخ العربي، .. وهذا ما أراه بشكل عام حول تاريخنا ككل، وكذا سنن الأندلس .. • ما هي النصيحة التي توجهينها لشباب الأمة ؟ تاريخ الأندلس جامعة، تعلو الهمم مع قصص البناء والثبات، وتزول الهموم مع قصص الغدر والتفريط والإبادة، من أجل الحاضر قبل التاريخ، أقرأ ..