Menu
بطول 100 متر : جسر صهيوني يسلب مقدسيين أراضيهم "لراحة المستوطنين"

بطول 100 متر : جسر صهيوني يسلب مقدسيين أراضيهم "لراحة المستوطنين"

قــاوم – القدس المحتلة :  بعد ساعات قليلة من نشر سلطات الاحتلال الصهيوني اشعارات لإقامة جسر يربط حي وادي حلوة بحائط البراق، اصطدم أهالي حي سلوان جنوب مدينة القدس المحتلة بآليات الاحتلال وجرافاته تشرع بحفر الشارع الذي يفصل البلدة عن حارة المغاربة وساحة البراق.  ويسعى الاحتلال من خلال الذراع التنفيذي لبلدية القدس المسؤول الأول عن عمليات التهويد بمدينة القدس المحتلة ما تسمى "شركة تطوير القدس- موريا" إلى إقامة جسر يمتد طوله نحو مئة متر ويربط وادي حلوة في بلدة سلوان وصولا إلى حائط البراق .  وصمم الجسر على مسارين ويربط بين مركز الزوار الاستيطاني "مدينة داود" المقام على مدخل بلدة سلوان وصولًا إلى نفق ساحة البراق مرورا بساحة وادي حلوة "موقف جفعاتي" بهدف تأمين وصول المستوطنين من البؤر الاستيطانية المحيطة بالقدس منعًا لاحتكاكهم بالمواطنين المقدسيين وتأمينًا لحياتهم، وفق زعمهم.  ويحرم الجسر آلاف المواطنين من تلبية احتياجاتهم الملحة دون توفير أي من البدائل لهم، وهدم عشرات المنازل لإقامته بتكلفة ملايين الشواكل، كذلك إغلاق الشارع الرئيسي لحي وادي حلوة دون توفير طريق آخر، مما يضطر المواطنين لسلك طرق التفافية وطويلة.  محاولة لتزييف للتاريخ  ويبيَن مركز معلومات وادي حلوة جواد صيام إلى أن سلطات الاحتلال وزعت نشرة على أهالي الحي عنوانها "تغييرات في حركة السير"، وتوضح فيها أن العمل جار لمدة أشهر في الشارع الرئيسي المُستخدم حاليا لتحويله إلى جسر سيربط بين البؤرة الاستيطانية وحائط البراق، مبيناً ان الشرطة الإسرائيلية ستقوم بإغلاق الشارع أمام حركة السيارات.  ويلفت إلى أن إقامة الجسر عمل مشترك بين شركة موريا وبلدية القدس والشرطة الإسرائيلية وسلطة الآثار، موضحًا أن الاحتلال ماض في تنفيذ المخططات الاستيطانية في مدينة القدس وبلدة سلوان دون مراعاة احتياجات الناس.  ويشير صيام أن المحكمة الصهيونية أصدرت قبل عام قرارًا يقضي بمنع إجراء أي تغييرات في الشارع الرئيسي لوادي حلوة بعد اعتراضهم للمحكمة، أعقبها إعلان البلدية نيتها اجراء تغييرات فيه خدمة للمستوطنين ولمحو الطابع العربي في الحي. ويوضح المختص في شئون مدينة القدس يوسف النتشة أن المدينة المقدسة والبلدة القديمة وبلدة سلوان منطقة أثرية بالكامل، وأن سلطات الاحتلال تزعم أن حي سلوان يعد بالنسبة لهم "مركز الحوض المقدس". ويؤكد النتشة أن الاحتلال يستخدم علم الأثار في خدمة للسياسة، وأن ما يجري في سلوان سواء بناء الجسر أو هدم البيوت أو إقامة الحدائق التوراتية تحت مزاعم تطويرها ما هو إلا تزييف للواقع التاريخي والحضاري للمدينة العربية والإسلامية.  ويشير إلى أن مدينة القدس المحتلة داخل أسوارها وخارجها مسجلة كمعلم أثري في منظمة "اليونسكو"، وأن الاحتلال يستخدم سلطة الأثار كوسيلة لنزع الملكية عن واقع يمتد عميقا ببعده الإسلامي والعربي ولإضفاء واقع جديد ومزيف لخدمة للمستوطنين والجمعيات الاستيطانية .