Menu
في الذكرى الثلاثون لمجزرة صبرا وشاتيلا: الجرح الدامي والقاتل بلا عقاب

في الذكرى الثلاثون لمجزرة صبرا وشاتيلا: الجرح الدامي والقاتل بلا عقاب

قــاوم – وكالات :   محطات من التاريخ الفلسطيني جسدته صفحات مليئة بالأحزان والآلام، تاريخ كُتب بالدماء والأشلاء وكان أقساها وأفظعها مجزرة صبرا شاتيلا، مجزرة اهتزت لها المشاعر غضبًا وحنقًا وحزنًا وألمًا. آلاف العزل واجهوا آلات القتل فأضحوا بين عشية وضحاها بأيدِ وحوش لا قلب لها ولا حس ولا إنسانية، تخلى عنهم القريب والبعيد لم يكتفِ الاحتلال بطردهم من وطنهم بل أراد أن يُجهز على أي قوة قد تواجهه أو تقض مضجعه مستقبلًا ، ويُفقدهم الأمل في العودة.كانت الذرائع التي تبناها القتلة: البحث عن المقاتلين الفلسطينيين المختبئين في المخيم، بيد أن المخيم كان خاليًا منهم، لم يكن فيه سوى الأطفال والشيوخ والنساء، أُعد للمجزرة من قبل وكانت الذرائع فقط غطاءً للفتك بالعزل ليس إلا.   حدثت المجزرة بعد حصار بيروت واضطرار الفدائيون الفلسطينيون للقبول بالخروج من بيروت ومخيماتها إلى المنافي، وتركت المخيمات بلا حماية ولا ضمانات، وحصل وأن اغتيل الرئيس اللبناني بشير الجميل (المتحالف مع قوات الاحتلال الصهيوني)؛ فأدخلت قوات الاحتلال مليشيا الكتائب ومليشيا القوات اللبناني وغيرهم من حلفاء قوات الاحتلال إلى المخيم لترتكب المجزرة على مدار ثلاثة أيام ابتداء من 16 سبتمبر -أيلول - من عام 1982م.وفي ليلة أضحى العزل بلا نصير أو معين لم يهبّ أحد لنصرتهم أو نجدتهم واجهوا مصيرًا مروعًا وسطروا بذلك ملحمة الفداء، طلع الفجر فبدت آثار المجزرة، وانتشرت الجثت في الأزقة والشوارع ورائحة الغدر تفوح من هنا وهناك، مجزرة نُفذت بدم بارد بعد حصار أنهك المخيم أضحت شوارع المخيم أشلاء ودماء تصرخ موجعة تشكو لله صمت الكل، وتباينت التقديرات حول عدد الشهداء بين 800 و3000 شهيد. كان الغرض من المجزرة أن يُقضى على أي تحرك قد يُعيد الحق لأصحابه، ورغم مرارة المحنة فقد أضحت محطة للثبات والاستمرار في النضال والمطالبة بالحقوق.   وبعد المجزرة المروعة وفي 1 نوفمبر سنة 1982 شُكلت لجنة تحقيق بأمر من المحكمة ""الإسرائيلية العليا؛ ليكملوا فصول الجريمة ولذر الرماد في العيون، وتبادل التهم، وتحميل المسؤولية لهذا الطرف أو ذاك، محكمة هزلية لن تُعيد الحياة للأرواح التي ارتقت لبارئها تشكو ظلم القريب والبعيد وكل من شارك بتواطؤِ أو صمت أو قتل؛ فهو مدان وستبقى دماء الشهداء تصرخ إلى يوم القيامة؛ حتى تنال قضيتهم: العدل هنا، والقصاص يوم القيامة أمام المحكمة الأعدل.ورغم مرور زمن عليها ستبقى ذكرى موجعة، ومع التحليل الدقيق لها، ولمجرياتها سنقف على حقائق غابت لزمن؛ لنعلم ما يُحاك للقضية من القريب قبل البعيد.