Menu
مؤسسة الأقصى : التهويد يطال مغارة الكتان في القدس المحتلة

مؤسسة الأقصى : التهويد يطال مغارة الكتان في القدس المحتلة

قـــاوم- قسم المتابعة: رصدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقرير صحفي موثق عممته الأربعاء 5/9/2012 ان الاحتلال الصهيوني واذرعه التنفيذية يقوم بتهويد واسع لمغارة الكتان على مساحة 9000م2 وعلى امتداد نحو 250 متر في عمق أفقي أسفل البلدة القديمة بالقدس، كما ويقوم الاحتلال بتزييف تاريخ المغارة العريقة بشكل كامل، كما ورصدت المؤسسة مواصلة الاحتلال أعمال الحفريات وبناء الأنفاق في المغارة بهدف ربطها بشبكة الأنفاق التي يحفرها أسفل وفي محيط المسجد الأقصى. وجاء رصد "مؤسسة الأقصى" من خلال زيارات ميدانية متكررة للمغارة التي يقع مدخلها في المنطقة الواقعة بين بابي العامود والساهرة، المخترق للسور الشمالي للبلدة القديمة بالقدس، ومغارة الكتان- أو القطن- هي مغارة طبيعية يعود تاريخها إلى عمق التاريخ العربي والإسلامي لمدينة القدس، تكونت بسبب استعمالها كمحجر في البناء المتعاقب لمدينة القدس، اذ ان حجارتها – الجير الصخري الصلب- تناسب وتلائم البناء في مدينة القدس وخاصة بناء الأسوار الضخمة، ويرجح ان القائد صلاح الدين الأيوبي ومن بعده من الأيوبيين، والخليفة سليمان القانوني استعملوا حجارتها لبناء الحصون والأسوار لحماية مدنية القدس. وقالت "مؤسسة الأقصى" أن الاحتلال قام حتى الآن بتهويد ما مساحته 9000م 2 في باطن الأرض- وهي المساحة المعلن عنها حتى الآن،فهناك روايات تقول ان مساحة المغارة الحقيقية ضعف المساحة المعلن عنها- وبعمق طولي نحو 250م أسفل البلدة القديمة تصل إلى حارة السعدية في القدس القديمة، وبارتفاعات مقطعية متفاوتة ما بين 20 الى 30 متر، وقام الاحتلال بواسطة ما يسمى بـ " شركة تطوير شرقي القدس م.ض" ببناء الأرصفة الترابية-الصخرية، الرئيسية والمتفرعة، ونصب الحواجز الحديدية والحبائل، وحدد مسارات داخلية على طول وعرض المغارة، ووضع لافتات شارحة يدعي من خلالها ان تاريخ المغارة ينسب الى فترة الهيكل الأول والثاني المزعومين، والى عهد الملك سليمان- كما يقولون- ، ويربط الاحتلال تاريخ المغارة والمياه الجارية فيها الى اسطورة تتعلق بالملك تصدقياهو – يدعون ان المياه الجارية والعين هي تجميع لدموع الملك صدقياهو الباكي على خراب القدس-، ولذلك فهم يسمونها بمغارة صدقياهو او مغارة سليمان، كما قام الاحتلال بتركيب شبكة إنارة وصوتيات وكاميرات مراقبة حديثة، ويستعمل الفراغات الواسعة في المغارة كقاعات للحفلات والمهرجانات الموسيقية على مدار العام وفي مواسم خاصة، يحاول من خلالها سرد الرواية التوراتية التلمودية لمدينة القدس المحتلة. وأضافت"مؤسسة الأقصى" أنها رصدت عملية حفر جديدة ومتواصلة في أجزاء متفرقة من المغارة، حيث استطاعت " التسلل" خفية الى مواقع داخل المغارة يمنع الدخول اليها، ولاحظت وجود حفريات جديدة في عمق المغارة، بالإضافة الى وجود أكوام كبيرة من الحجارة الصغيرة وأكوام التراب المستخرجة من عمق المغارة، كما تبين للمؤسسة عن وجود حفر في جوف أرضية المغارة يُرى فقط مداخلها، والمسالك الموصلة إليها، كما رصدت المؤسسة قيام الاحتلال بحفر نفق جديد وتركيب درج حديدي يدعي الاحتلال انه مخرج طوارىء، كما قام الاحتلال ببناء "حمامات عامة" من الخشب داخل حدود المغارة، وأشارت المؤسسة ان الاحتلال افتتح مؤخرا موقفاً خاصة للحافلات التي تقل السياح الأجانب واليهود الذين يزورن المغارة. وقالت "مؤسسة الأقصى" ان الاحتلال يواصل علميات التهويد للمعالم الإسلامية والعربية لمدينة القدس، ويسعى الى ربط هذه المغارة بشبكة الحفريات التي يحفرها أسفل وفي محيط المسجد الأقصى المبارك، بحيث يتكون عنده شبكة أنفاق تحت الأرض تبدأ من منطقة عين سلوان- جنوب الأقصى- تتجه شمالا نحو الأقصى، لتصل الى منطقة البراق وباب المغاربة، ثم تخترق الجدار الغربي للمسجد الأقصى وتصل إلى أسفل المدرسة العمرية في السور الشمالي للمسجد الأقصى ، لترتبط بعدها بحارة السعدية ومنطقة برج اللقلق وبابي الساهرة والعامود، بحيث يمكث السائح الأجنبي او المستوطن اليهودي ساعات طوال يتجول أسفل الأرض دون ان يرى عربيا او مسلما، وهو يتلقى تفريعات الرواية والأسطورة التوراتية والتلمودية للمدينة القدس وشروحات عن الهيكل المزعوم ومرافقه. وأكدت "مؤسسة الأقصى" انه وبالرغم من كل مشاريع التهويد والتزييف الهائلة التي ينفذها الاحتلال، لكنها كلها ستبوء بالفشل، فالتاريخ الإسلامي والعربي للقدس عريق جداً، لا يمكن إخفاؤه بسهولة ، لكن يظل المطلب الملح من الحاضر الإسلامي والعربي والفلسطيني وحتى الإنساني بضرورة مواجهة المشروع الصهيوني الذي يسعى لطمس المعالم الإسلامية والعربية وتزييف التاريخ والحضارة والآثار.