Menu
دعت لإستثمار يوم القدس : مؤسسة القدس الدولية تطلق صرخةً لنصرة القدس والأقصى

دعت لإستثمار يوم القدس : مؤسسة القدس الدولية تطلق صرخةً لنصرة القدس والأقصى

قــــاوم- قسم المتابعة : حذرت مؤسسة القدس الدوليّة من أن المسجد الأقصى المبارك يشهد هذه الأيام تطورات هي الأخطر منذ عام 1967، ووجّهت، في بيان لها، صرخة حرّى ورفعت نداء الأقصى إلى الأمة جمعاء وإلى أحرار العالم من السياسيين الشرفاء، والإعلاميين وأصحاب الفكر والأقلام النافذة، والقوى الحية، من أحزاب وحركات وجمعيات أهلية وشخصيات فاعلة، وإلى فروع المؤسسة وأعضاء مجلس أمنائها وإلى كل من يقف على ثغر وطالبتهم بالتحرك لنصرة القدس والأقصى كلٌ بحسب إمكانياته ومقدراته ومكانه. كما دعت مؤسسة القدس إلى استثمار يوم القدس العالمي الذي يأتي في الجمعة الأخيرة من رمضان لنصرة حقيقية للقدس والأقصى، وحذرت من أن صمت كلّ واحد منّا في مكانه يعطي الاحتلال إشارات إيجابية للمضي في تقسيم الأقصى على غرار المسجد الإبراهيمي. وأكدت "أن القدس اليوم أمام تحدٍّ مصيري، ومنعطف تاريخي فيما يتعلق بمصير المسجد الأقصى، وعلى كل العرب والمسلمين الإجتماع على مشروع حماية القدس، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لها. وجاء في بيان المؤسسة: "من المقرر أن يناقش برلمان الإحتلال مشروع قانون جديد تقدم به النائب من حزب الإتحاد الوطني أرييه إلداد اليميني المتشدّد، والذي يقترح فيه التقسيم الزماني للمسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود بشكلٍ يوميّ بحيث يسمح لكل جماعة دينية الوصول إلى المسجد الأقصى خلال أوقات صلواته اليومية، على أن يسمح لليهود بالوصول للأقصى ثلاث مرات يوميًا، مقابل وصول المسلمين خمس مراتٍ يوميًا، وعلى أن يُقسم المسجد بين المسلمين واليهود في أيام العطل والأعياد". وأضاف البيان: "ووفقًا للإقتراح ستحدَّد أيام منفصلة للزيارة لليهود وللمسلمين على أن يكون المكان مفتوحًا إما للمسلمين وإما لليهود، كما هو الحال في الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل. ويتزامن هذا المشروع مع تقرير أمريكي ينتقد "إسرائيل" لفشلها في منح اليهود حرية العبادة في ما يسمى “جبل الهيكل”، أي المسجد الأقصى". وتابع البيان قائلا: "وتكمن الخطورة الكبيرة في أن تأتي تكرار هذه الدعوات المتطرفة لتقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين في ظل انشغال الشارع العربي والحكومات العربية في كل بلدٍ بقضاياهم الداخلية الشائكة، وهو ما يفسح المجال بشكلٍ غير مقصودٍ للإحتلال الصهيوني بالاستفراد بالمدينة المقدسة ومحاولة تسريع وتيرة تهويد المدينة والإستيلاء على أكبر قدر من المكتسبات في سباقٍ محمومٍ يدرك فيه المحتلّ أن ما لم يحصل عليه اليوم، لن يكون بمقدوره الحصول عليه غدًا، ولذلك يجهد لتوسيع مكتسباته وبسط نفوذه على أكبر قدر ممكن من مدينة القدس بثمن بخس حتى يظهر غدًا وكأنه أمر واقع يصعب التراجع عنه". ولفت البيان الى أن دعوات الإعتداء على المسجد الأقصى تتزامن مع فترة الإنتخابات الأمريكية التي تعوّد فيها الإحتلال على أخذ الوعود ونيل المغانم والمكتسبات من المرشحين للرئاسة، ما ينعكس سلبًا على قضية القدس بالتجرّؤ على المقدسات الإسلامية وإطلاق المزايدات الصهيونية بالسيطرة على القدس والمسجد الأقصى ومحاولة نيل الإعتراف بالقدس كعاصمة أبدية لـ "إسرائيل". وقالت مؤسسة القدس في بيانها: "وفي المحصّلة ها هم المقدسيون تُركوا وحيدين في مواجهة قوةٍ غاشمةٍ، وسكوتٍ دوليِّ، وانشغالٍ عربيِّ، ليجدوا أنفسهم في نهاية المطاف لقمة سائغة في فم الإحتلال ليس لهم حامٍ ولا وليّ مطاع، وهو أمر في غاية الخطورة ولا يمكن السكوت عليه".   وأوضحت المؤسسة أنّ هذه هي المرّة الأولى منذ احتلال شرقيّ القدس عام 1967، التي يتجرأ فيها الإحتلال على المستوى الرسمي بطرح تقسيم المسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين داخل "الكنيست" ما يعني أن المحتلّ يحضر نفسه فعلاً لمثل خطوات التقسيم كأمر واقع. وإنّ الدعوات الرسمية المتكررة لتقسيم المسجد الأقصى تهدف إلى جس نبض الشارعين العربي والمجتمع الدوليّ، واختبار ردات الفعل في ظل الإنشغال الشارع العربي بقضاياه الداخلية، واقتناص فترة الإنتخابات الأمريكية للوصول إلى مكتسبات دسمة. وشددت مؤسسة القدس الدولية على أنه "لم يعد موقف السلطة الوطنيّة الفلسطينيّة في السكوت عن استنزاف القدس وتحولها إلى عاصمة للإحتلال أمرًا مقبولاً، بل إن الإستمرار في مسيرة الإستهتار بالمقدسات يُعدّ مسهلاً ومساعدًا للإحتلال في إجراءات تهويد المسجد الأقصى وسائر المقدسات في فلسطين". و "إنّ ردود الفعل العربيّة والإسلاميّة المتواضعة على المستويين الرسميّ والشعبيّ تشجع الإحتلال على تسريع إجراءات التهويد في القدس والمسجد الأقصى مستغلاً حالة السكون التي تواجه بها أفعاله، ولا يُمكن في ظلّ الوضع الحاليّ للثورات العربيّة أن تنتظر تحرّك الداخل الفلسطينيّ لتلحق به، وإنّما يجب أن تأخذ زمام المبادرة في مواجهة استهداف المسجد الأقصى". وأشارت المؤسسة الى أمر في غاية الأهمية يتعلق في إصرار الإعلام على التفريق بين "المسجد الأقصى" و"باحات المسجد الأٌقصى"، وكأنهما كيانان منفصلان، لا أساس تاريخيّ أو دينيّ له، فلا وجود لكيان اسمه "باحات المسجد الأقصى" أو"الحرم القدسيّ" منفصل عن المسجد الأقصى، وإنّما المسجد الأقصى هو كلّ ما دار عليه السور ويشمل المسجد القبلي ذا القبّة الرصاصيّة، وقبة الصخرة والمصليات والمدارس والسبل والبوائك والساحات بمساحة 144 دونمًا، وما يُشير إليه الإعلام على أنّه المسجد الأقصى اسمه الصحيح هو المسجد القبليّ ومساحته لا تتجاوز 4% من مساحة المسجد الأقصى المبارك. وهذا التمييز وإن كان غير مقصودٍ فهو يُسهم في تبريد الموقف وتهوين أمر الإعتداءات على المسجد الأقصى المبارك، ويُساعد الإحتلال في تبرير اعتداءاته، حيث إنّ حجتهم الأولى والدائمة هي أنّ الجنود لم يدخلوا قبة الصخرة أو المسجد القبلي ذا القبة الرصاصية "المسمى خطأً المسجد الأقصى"، وإنّما دخلوا الساحات وليس في ذلك تدنيس للمسجد وحرمته حسب زعمهم.