Menu

صحف صهيونية:الجيش الصهيوني هزم الجيوش العربية يخشى عملية برية في قطاع غزة

قــاوم- قسم المتابعة: تناولت الصحف الصهيونية الصادرة اليوم الجمعة (2/1)، أحداث الأيام الستة الأولى للعدوان الصهيوني على قطاع غزة.   وأجمعت هذه الصحف على أنه قبل 41 عاما كانت الأيام الستة كافية لان يحتل الكيان الصهيوني قطاع غزة والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان بعد أن هزمت الجيوش العربية. لكن على ما يبدو، فإن الجيش الصهيوني اليوم يخشى ويحسب ألف حساب لشن عملية عسكرية برية، حتى لو كانت محدودة، في القطاع.   وتراوحت مواقف المحللين الصهاينة ما بين التحذير من عملية عسكرية برية وتوجيه الانتقادات لتكرار ’أخطاء’ حرب لبنان الثانية والإشارة إلى المكاسب التي يحققها السياسيون الصهاينة ، عشية الانتخابات العامة، من الحرب على غزة.     وفي اليوم السادس للحرب، وبعد أن استنفذت الحكومة الصهيونية مخزون الأهداف المتمثل بما تدعي أنها مقرات الفصائل الفلسطينية، وعلى رأسها ’حماس’، وورش صناعة الصواريخ والمساجد (التي تزعم أنها كانت مخازن أسلحة)، وراح ضحية الغارات الجوية الشديدة على غزة 400 شهيد وألفي جريح تقريبا، تحولت الحكومة الصهيونية إلى سياسة الاغتيالات، بمهاجمة بيت القيادي في حماس، نزار ريان، مكررة باغتيالها ريان الجريمة التي اقترفتها لدى اغتيال القيادي في ’حماس’ صلاح شحادة في العام 2002. فمن أجل أن تقتل ريان قتلت معه عشرين طفلا وامرأة. لكن الجيش الصهيوني لم يخف حتى تعمده تنفيذ هذه الجرائم منذ السبت الماضي.   فقد ذكرت صحيفة ’معاريف’ اليوم، أنه في خطوة غير مسبوقة، رافق المستشار القانوني للحكومة الصهيونية، مناحيم مزوز، والمدعي العام العسكري، العميد أفيحاي مندلبليت، الاستعدادات لاغتيال ريان. وأضافت الصحيفة أنه ’في أعقاب سابقة اغتيال صلاح شحادة، حظي القرار بإسقاط القنبلة بمصادقة قيادة الجهاز القضائي على الرغم من تواجد أفراد العائلة’ في بيت ريان.   ويتركز النقاش في الكيان الصهيوني الآن حول العملية العسكرية البرية. وأشار المحلل السياسي في صحيفة معاريف، بن كسبيت، إلى أنه في حال شنت الحكومة الصهيونية عملية عسكرية برية في القطاع، اليوم أو غدا، فإنه سيتعين عليها إنهاؤها حتى موعد أقصاه يوم الاثنين المقبل، أي قبل انعقاد مجلس الأمن الدولي، وقبل زيارة الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، ووزير الخارجية الفرنسي، برنارد كوشنير، المقررة للكيان الصهيوني يوم الاثنين المقبل، في محاولة لإقناع الكيان الصهيوني بوقف عملياته العسكرية، والتوصل إلى هدنة. كذلك تتوقع الحكومة الصهيوني أنه ستبدأ دول أوروبية وجهات في الولايات المتحدة ممارسة ضغوط عليها لوقف عملياتها العسكرية إلى جانب تصاعد الأزمة الإنسانية في القطاع.    وقالت صحيفة  ’يديعوت أحرونوت’  أن الحكومة الصهيونية عائدة إلى غزة، بتأخير معين وبتخوفات كبيرة وبتردد، لكنها عائدة. وما بدأ السبت الماضي بغارات جوية، سينتهي- على ما يبدو- في البر. وربما هذا هو الموضوع الوحيد الذي تتطابق فيه تقديرات الجيش الصهيوني وحماس’.   إلا أن الصحافيين نقلا عن مسؤول صهيوني رفيع المستوى ووصفاه بأنه ضالع في عملية صناعة القرار، قوله إن هناك موقفين في الكيان الصهيوني حيال العملية البرية. الموقف الأول يقول إنه من دون أن يشن الجيش الصهيوني عملية عسكرية برية فإنها لن تنجح في حسم الحرب. أما الموقف الثاني فيقول، إنه إذا كانت المقاومة الفلسطينية تتمنى العملية العسكرية البرية الصهيونية إلى هذا الحد، وفقا لمعلومات استخباراتية موجودة بحوزة الكيان الصهيوني ، فربما من الأفضل أن تفكر الحكومة الصهيونية مرتين قبل شن عملية كهذه.   وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس الحكومة الصهيونية ايهود ’أولمرت يتعامل مع العملية العسكرية الحالية على أنها تصحيح خطأ. وهو يعتبر أن هذه العملية ستبرر بأثر رجعي خطواته خلال حرب لبنان الثانية. وقال (أولمرت) في إحدى المداولات، إنه بعد سنتين ونصف لم يتم إطلاق رصاصة واحدة من حدود لبنان. وليتنا نتوصل إلى نتائج مشابهة في العملية العسكرية الحالية’. وتمنيات أولمرت تعني إنه ليس متأكدا من قدرة الكيان الصهيوني على تحقيق انتصار، أو نجاح على الأقل، في الحرب الحالية.   وقالت صحيفة ’هآرتس’، إنه بعد أسبوع تقريبا على بداية الحرب، أخذ يتضح أن الحكومة الصهيونية أهدرت فرصة ثمينة لإنهائها كعمليات رد فعل فحسب، منذ يومها الأول أو الثاني’. واعتبرا أن ’الجيش الصهيوني، الذي شن غارات جوية شديدة صدمت حماس، هو الذي منح فرصة للحكومة للإسراع في تفصيل ’بذلة خروج’ وتؤدي إلى إنهاء العنف. وهذا لم يحدث. والنتيجة هي أن حماس تتدارك نفسها جزئيا فيما الكيان الصهيوني وحكومته تتدهور باتجاه عملية عسكرية برية، محفوفة بمخاطر كثيرة، معتبرة أن العدو يحتاج الآن إلى امتصاص ضربة عسكرية بالغة القوة من أجل أن يوافق على الإملاءات الصهيونية’.   من جانبه رأى المحلل السياسي في هآرتس، ألوف بن، أن السؤال الأساسي المطروح الآن هو من سينكسر أولا، ’حماس’ أم التأييد الشعبي في الكيان الصهيوني للحرب على غزة. وكتب بن أنه ’لوهلة تخيلنا أن وزير الأمن الصهيوني، ايهود باراك اكتشف الطريقة لمحاربة عدو مسلح بالصواريخ، وتوجيه ضربات قوية وسريعة وجلب الهدوء إلى سديروت. وكان الأمل كبيرا بأن استبدال القيادة الأمنية التي فشلت في حرب لبنان، والدهاء العسكري لدى باراك ومناورات وتسلح الجيش الصهيوني بأسلحة حديثة خلقت، وضعا جديدا ومختلفا، لكن هذا كان وهما. والرصاص المصبوب علق في الحلق، تماما مثل كل العمليات العسكرية من هذا النوع التي تم شنها في الماضي. والحرب في غزة أخذت تبدو شبيهة بالمواجهات التي جرت في الماضي مع منظمة التحرير الفلسطينية وحزب الله في لبنان. إذ من الصعب التوقف بعد عملية رد فعل موجعة. والحكومة الصهيونية مقتنعة بأن ضغطا آخر صغير سيهزم العدو، لكنها تتردد في دفع ثمن الخسائر جراء عملية عسكرية برية ولا تريد أن تنجر مجددا إلى احتلال غزة. وفي هذه الأثناء تُخرج ’حماس’ الصواريخ من المخابئ وتُدخل مناطق صهيونية أخرى إلى خط المواجهة. والنتيجة هي استنزاف متواصل، بانتظار تدخل دولي أو عملية عسكرية كاسرة للتوازن وتجعل العدو ينهار’، حسب تعبيرها. ’وما دام الجمهور في الكيان الصهيوني ، يصدق أن عملية عسكرية كهذه مختبئة في قبعة باراك السحرية فإنه سيؤيد استمرار الحرب. والسؤال هو فقط من سينكسر أولا، حماس أم التأييد الشعبي’.