Menu
دراسة : الإستراتيجية البحرية الإيرانية الجديدة منعت التدخل العسكري الغربي في سورية

دراسة : الإستراتيجية البحرية الإيرانية الجديدة منعت التدخل العسكري الغربي في سورية

قــــاوم- قسم المتابعة : رأت دراسة صادرة عن معهد بيغن-السادات للأبحاث الإستراتيجية في كيان العدو الصهيوني إنه مع تصاعد حدة التوتر في الشرق الأوسط بسبب البرنامج الإيراني للأسلحة النووية، صعدت ما كان عليه سابقًا من خلال وضع إستراتيجية جديدة وجريئة للبحرية، وأرسلت سفنا حربية إلى البحر الأبيض المتوسط للمرة الأولى منذ عام 1979. وبالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الخطوة تنضم إلى التهديد الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، والذي من شأنه أن يشل حركة الشحن الغربية. وأضافت الدراسة إن اتخاذ هذه الخطوات الجريئة من قبل البحرية الإيرانية هدفها تخويف الغرب من مواصلة ضغوطها على طهران بشأن القضية النووية، للكي تثبت لهم أن إيران قادرة على إثارة القلاقل في المنطقة، لمساعدة حلفائها ومواجهة الوجود البحري الأمريكي، بهدف توجيه الضربة العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، كما قال مًعد الدراسة د. شاؤول شاي. وزادت أنه في حزيران (يونيو) الماضي أعلنت إيران أنها ستجري مناورات بحرية مع سورية وروسيا في شرق البحر المتوسط، هذا يعكس نوعا من التغيير المستمر في إستراتيجية البحرية الإيرانية عبر تبني إستراتيجية جديدة حيث تقوم بإرسال سفن حربية إلى المياه الأخرى بما فيها منطقة الخليج من سلطنة عمان وبحر قزوين والبحر الأحمر، وحتى البحر الأبيض المتوسط. وفي 18 شباط (فبراير) 2012، أعلن الأدميرال حبيب الله سياري أن سفينتين حربيتين دخلت البحر الأبيض المتوسط للمرة الثانية منذ الثورة الإسلامية عام 1979، ورستا في ميناء طرطوس السوري، للتأكيد على مدى التعاون بين طهران ونظام الأسد. وقد اقترن هذا الوجود الموسع للبحرية بسبب التهديدات ردا على عقوبات أكثر قسوة من أي وقت مضى، التي يجري فرضها على إيران بسبب برنامجها النووي. وبرأي الدراسة فإن هذه الإستراتيجية هي نتيجة لمحاولة إيرانية لتحقيق الهيمنة الإقليمية وردا على التهديدات لمصالحها الوطنية، والمحاولات الغربية خاصة لوقف إيران من السعي لصنع أسلحة نووية. ولذلك، اعتمدت إيران إستراتيجية جديدة من الوجود البحري في المنطقة، وإرسال السفن إلى عرض البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. وتابعت أن إيران تعرف بأن البحر الأحمر هو منطقة إستراتيجية ذات أهمية، وذلك بسبب رغبتها في السيطرة على مسارات النفط البحرية الرئيسية وطرق الغاز إلى الغرب، كما أن هرمز في الشرق وباب المندب، إلى الغرب، وهذا الأخير يشكل الطرف الجنوبي للبحر الأحمر بين اريتريا واليمن، وأماكن ذات أهمية إستراتيجية بالنسبة لإيران، وبالتالي فإن السيطرة على هذه المنطقة تهدد خطوط نقل النفط الدولية. طريق البحر الأحمر هو أيضا قناة الاتصال الرئيسية وتوريد الأسلحة من إيران إلى حماس حليفتها الإقليمية في قطاع غزة، وتسعى إيران بواسطة هذه الوسائل تهريب الأسلحة إلى القطاع وسيناء عبر اليمن، البحر، وعبر السودان. كما أشارت إلى أنه تقع مضيق باب المندب يقع على بعد ثلاثة كيلومترات من اريتريا واليمن، وتشكل أقرب نقطة إلى خليج عدن، الذي يربط بين قناة السويس والبحر الأحمر إلى المحيط الهندي، وممر لناقلات النفط وسفن الشحن في المناطق الإفريقية وجنوب غرب آسيا، وفي هذا السياق عززت اريتريا علاقات سياسية وعسكرية، واقتصادية وثيقة مع إيران، التي من المحتمل أن تستخدم إريتريا كقاعدة لتقديم أسلحة إلى المتمردين الحوثيين في اليمن، مشيرةً إلى أن الجيش اليمني أعلن أن الحوثيين يستعملون الأسلحة الإيرانية. كما أن تواجد الأسطول الإيراني الرابع في خليج عدن هو مفيد لتسهيل تهريب الأسلحة إلى وكلاء إيران في الصومال واليمن. وبرأي د. شاي فإن نشر السفن الإيرانية في منطقة البحر الأبيض المتوسط ليست مفاجأة. ففي أيلول (سبتمبر) 2010، نقلت القوات البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري قائد إيران خطة لمواصلة نشر البحرية في أعالي البحار كجزء من إستراتيجية طهران للدفاع عن مصالحها في الخارج. وبالإضافة إلى ذلك، أعلن بعد عدة أشهر أن إيران سوف تنشر أول مدمرة محلية الصنع، الجماران، في المياه الدولية، وبعد فترة وجيزة، في 25 فبراير، 2011، قامت سفينتان حربيتان إيرانيتان بالوصول إلى سورية بعد المرور عبر قناة السويس إلى البحر المتوسط، وهي المرة الأولى مرت السفن الإيرانية عبر قناة السويس منذ عام 1979. هذا التطور الجديد، شددت الدراسة، يأتي في وقت من الاضطراب الكبير في المنطقة، ويوضح جهود إيران للهيمنة الإستراتيجية في المنطقة والجهود الإيرانية لدعم حلفائها في المنطقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط: سورية وحزب الله وحماس. وقد استخدمت إيران الطرق البحرية لإرسال شحنات الأسلحة إلى حزب الله وحماس عن طريق السودان أو البحر الأبيض المتوسط وقامت بتهريب الأسلحة إلى غزة.  في الواقع، في الفترة من 2002-2012 اعترضت البحرية الصهيونية خمسة من هذه السفن. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن أن وجود البحرية الإيرانية في شرق البحر الأبيض المتوسط سيؤدي إلى تعقيد الصراع البحري في المستقبل القريب بغزة.  وادعى علي شيرازي، ممثل خامنئي في الحرس الثوري، في عام 2010 أن قوات الحرس الثوري الإيراني كانت على استعداد لتوفير حراسة عسكرية لسفن الشحن في محاولة لكسر الحصار الصهيوني على قطاع غزة، كما أن إيران، الحليف الاستراتيجي لنظام الأسد في سورية، عبر نشر قواتها البحرية يُوجه رسالة دعم استراتيجي في الأوقات العصيبة للأسد، كما يضيف إلى المخاوف الغربية من أن الأزمة السورية قد تتفاقم إلى نزاع إقليمي، ومن غير المستبعد بالمرة أن الوجود الإيراني ردع أيضًا التدخل الغربي في سورية. وخلصت الدراسة إلى القول إن المقصود من وجود البحرية الإيرانية يهدف لتخويف الغرب من مواصلة ضغوطه على طهران في القضية النووية، ووصول السفن الحربية الإيرانية إلى البحر الأبيض المتوسط يمثل دليلاً واضحًا على آفاق طهران الإستراتيجية الآخذة في الاتساع ويخدم عدة وظائف، الجهود المستثمرة في بناء قوة بحرية أقوى بهدف دعم السعي الإيراني لتوسيع نفوذها في منطقة البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط الشرقي، وأنها قادرة على إثارة القلاقل العدو اللدود، وتحديدًا يكمن نشر القطع البحرية إلى تحدي الكيان الصهيوني في المناطق القريبة منها، على حد تعبير الدراسة. صحيفة القدس العربي