Menu
باراك يتخبط في مسألة الهجوم البري وجنوده حول غزة في مرمى صواريخها

باراك يتخبط في مسألة الهجوم البري وجنوده حول غزة في مرمى صواريخها

قــاوم- قسم المتابعة: أظهرت السجالات التي دارت في اليومين الأخيرين في القيادة الصهيونية أن العملية البرية في قطاع غزة ليست نزهـة. وكانت الحكومة الصهيونية تأمل أن تحقق الضربة الجوية هدفها الأساس وتدفع فصائل المقاومة إلى القبول باشتراطاتها التي تفصل الصواريخ عن الحصار والمعابر، ولكن ما أن تبين أن هذا الهدف لم يتحقق واستمرت الصواريخ بالتساقط على المغتصبات الصهيونية حتى صار الحديث عن العملية البرية نوعاً من القدرية. فالجيش الصهيوني يشـعر أن وقف النار الآن ومن دون وقف الصواريخ يجــبره على تنــفيذ عملية برية. والخلاف حــول هذه العمــلية قائم في المستوى العسكري بشكل لا يقل عنه في المستوى السياسي. ولا يعود هذا الخلاف فقط للثمن الذي يمكن للكيان الصهيوني أن يدفعــه وإنما كذلك للفائدة المرجوة، فالكثيرون في الكيان الصهيوني يؤكـدون أنه لـيس بوسـع عملـية بريــة أن تقضي على خطر الصواريخ نهائياً وإنما تقلصها فقط. وهكذا فإن وزير الحرب الصهيوني أيهود باراك حــاول التشبث بالمبادرة الفرنسية كوسيلة للتــخلص من مخاطر العملية البـرية أو من أجل توفيــر أقصى الجهد لإنجاحها. وبحسب عاموس هارئيل في ’هآرتس’ فإن ’توصية باراك جاءت على خلفية التأخير في بدء الحملة البرية في القطاع’. فالقوات الصهيوني تحتشد منذ يومين، في ظروف طقس قاسية على مقربة من القطاع وتتلقى قذائف الهاون. ويضيف أن باراك يأخذ بالحسبان إمكانية أن تصل الأمور إلى حد خطوة برية، ولكــنه على علم أيضاً بالثمن:’ خسائر غير قليــلة والتــخوف من أن يعلق الجيش على مدى أشهر داخل القطاع دون ابتلاع أو لفظ’. وقد تبدى جــلياً أن في الجيش الصهيوني من لا يريدون العــملية البرية. وهذا ما أشار إليه بن كسبيت عندما كتب يوم في ’معاريف’ أن التردد بدا ليس فقط بين القادة السياسيين وإنما أيضاً في القيادة العسكرية، غير أن في الجيش الصهيوني من يسعى في الأسابيع الأخيرة إلى تحطيم الشعور الشائع بأن الجيش يخشى العمليات البرية. ويطالب هؤلاء بقوة بتنفيذ العملية البرية التي تحقق هدف السيطرة الميدانية التي توفر القدرة على منع إطلاق صواريخ. ومع ذلك فإن المخاوف تتعاظم وهو ما تجلى في اضطرار قيادة الجيش الصهيوني للمطالبة حتى الآن بتجنيد احتياطيين. وكان التجنيد الأول لحوالى سبعة آلاف جندي والثاني لـ٢٥٠٠ ويزيد. وتحاول وسائل الإعلام الصهيونية التأكيد بأن العملية البرية صارت حتمية وأن السؤال هو متى وبأي صورة. فالضربات الجوية استنفدت أغراضها ولم تعد هناك أهداف كبيرة أخرى غير عمليات أسمتها ’اصطياد’ خلايا إطلاق الصواريخ. وعدا ذلك فإن الطائرات تعود مرة تلو مرة لقصف الأهداف ذاتها. غير أن الحديث عن العملية البرية صار فعلياً حديثاً عن عمليات برية محدودة مكانياً وزمانياً. فالحكومة الصهيونية لا تريد الغرق في أوحال القطاع ولا تريد العودة لاحتلاله. وبحسب هذا المنطق فإن العملية البرية التي يجري الحديث عنها تغدو عملية ترمي إلى خلق ظروف أفضل لتحقيق الهدف الإسرائيلي للتهدئة بتفاهم سياسي أو كأمر واقع. ويكثر القادة العسكريون من الحديث حاليا عن أن هدف العمليات هو إجبار حماس على القبول بفرض الهدوء على الحدود وليس أكثر من ذلك.