Menu
برنارد ليفي يقارن مسيرة الليبيين ضد القذافي بمسيرة الصهيونية ضد أهل فلسطين !!

برنارد ليفي يقارن مسيرة الليبيين ضد القذافي بمسيرة الصهيونية ضد أهل فلسطين !!

قــــاوم- قسم المتابعة: لا يتوانى برنار هنري ليفي المفكر الفرنسي الذي يعرف نفسه باستمرار بانه “صديق لاسرائيل” عن مقارنة مسيرة الليبيين وثورتهم على نظام معمر القذافي بمسيرة الصهيونية للسيطرة على فلسطين ويطابق بين المعركتين اللتين بنظره ولدتا “للدفاع عن الحرية”. ويقدم برنار هنري ليفي نظريته هذه بالعبارة والصورة في شريطه “قسم طبرق” الذي اخرجه بالاشتراك مع المخرج الفرنسي مارك روسيل والذي قدم في “عرض خاص” الجمعة ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائي. ويقول ليفي ان الفيلم جاء ليصور خصوصا كيف يمكن تحقيق الافكار لاول مرة في التاريخ عبر التدخل العسكري في بلد، ولا يتكلم ليفي عن ليبيا الا ليتحدث عن سورية التي يريد لها تدخلا دوليا مماثلا لما حصل في ليبيا. ويصور ليفي في الشريط الذي موله جيل هيرتزوغ تحركاته بجانب المسؤولين الفرنسيين وفي العالم لاقناعهم بضرورة التدخل العسكري في ليبيا وذلك بالتشاور مع الليبيين حيث زار ليبيا مرات عدة. ولعب ليفي دورا في سبيل كمستشار لدى الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي الذي اكد ان التأخر في فعل شيء بالنسبة لكل من تونس ومصر كان من دوافع التدخل لاحقا في ليبيا. لكن اسئلة كثيرة طرحت حول العوائد الاقتصادية على فرنسا خصوصا والحلف الاطلسي عموما من هذا التدخل وحول من سيدفع الفاتورة خاصة بعد ظهور وثائق نشرتها الصحافة الفرنسية تشير الى ذلك والى ان لفرنسا حصة من عائدات النفط الليبي نتيجة لتدخلها في ليبيا وفرض منطقة حظر جوي فوقها تقلل من شأن الدور الذي لعبه ليفي. غير ان المفكر الفرنسي نفى حقيقة الصفقات النفطية. وقال “ما يقال في الصحافة حماقة. انه اول تدخل عسكري ليس غايته المصالح وهذا لم يسبق ان حصل في التاريخ. لم يكن تدخلا كما في العراق ولا احتلالا تبعا لمصالح استراتيجية كما في بعض البلدان. ما حدث في ليبيا كان معجزة تمثلت باجتماع عدد من رؤساء الدول الذين ما زالت في قلبهم حرقة البوسنة وهم قرروا انه من غير الممكن ترك بنغازي للدمار”. وراى ليفي ان الحرب في ليبيا “لم تكن حربا استعمارية ولا من اجل النفط وانما كانت كلمة السر بالنسبة لها +بوسنة+”. وعقد برنار هنري ليفي مساء الجمعة مؤتمرا صحافيا في ظروف غير معهودة في مهرجان كان اذ بحسب الصحافيين المتابعين للمهرجان من سنوات طويلة فهي المرة الاولى التي يتم فيها عقد مؤتمر صحافي قبل تقديم الفيلم. واثار ذلك احتجاج بعض الصحافيين خلال المؤتمر الذي حضره عدد قليل منهم، على هذا النهج “غير المنطقي” الذي اعتمدته ادارة المهرجان مع فيلم “قسم طبرق”. وعزا البعض ما وصفوه ب”هفوة” أو “الخطأ الاستراتيجي” للمهرجان الى رغبة ادارته بتجنب الجدل الذي شهده مهرجان كان عند عرض فيلم “بوسنة” لبرنار هنري ليفي نفسه ضمن عام 1994. وقبل المؤتمر الصحافي حضر المندوب العام للمهرجان تييري فريمو على غير عادة واعلن ان المهرجان “فخور بتقديم هذا الفيلم ضمن عروضه خاصة وانه يتناول الثورة الليبية” بعد تقديم الثورتين السورية والتونسية العام الماضي. وحضر المؤتمر الصحافي بجانب ليفي شخصيات ليبية بينها سفير ليبيا السابق في باريس بعد الثورة منصور سيف النصر ووفد سوري تكون من الصحافي الكردي وليد خليفة وعضو المجلس الانتقالي السوري عن الاكراد عزيز عثمان والرسامة رندى قسيس. ولم ير احد من هؤلاء الشريط ولا تعرف على مضمونه باستثناء رندى قسيس كما اعلن في المؤتمر الذي حضره على المنصة اضافة الى ذلك اربعة اشخاص لم تكشف اسماؤهم، ظهر اثنان منهما ملثمين واعلنا انهما وصلا في الساعات الاخيرة من سورية وانهما مقاتلان وانهما مضطران لذلك لاسباب امنية. وقال برنار هنري ليفي انه من المهم ان يظهر هؤلاء “المقاتلون” الى جانبنا في مهرجان كان لان الفيلم مهدى لهم. ودعا ليفي الجمهور الذي سيشاهد الشريط الى تصور حمص بدل مصراتة التي يراها في الفيلم والى وضع درعا بدل بنغازي وحتى دمشق بدل طرابلس، “اتمنى ان تكون هذه الصور التي التقطت بالامس صورا للغد وان يتم النظر اليها وكانها صورت في سورية”. ودعا مجددا للتدخل العسكري في سورية. وقال ردا على سؤال عما اذا كان يرمي من خلال ذلك الى اضعاف ايران “حتى ولو كنت ساصدمكم فانا لست ضد التدخل في سورية ان كان سيضعف ايران. سورية هي الذراع المسلحة لايران في المنطقة وأتمنى ان نكون فاعلين في سورية كما كنا فاعلين في ليبيا”. كذلك قال في المؤتمر الصحافي ان “ما احارب من اجله بجانبهم هو الوصول الى التصالح بين العالم الاسلامي وبين الديمقراطية. الاسلام والديمقراطية يمكن ان يجتمعا دون ان يتخلى كل منهما عن رسالته (…) ليست الديمقراطية على الطريقة الامريكية وانما على الطريقة الاسلامية مع احترام حرية التحرك والتعبير والمساواة بين الرجل والمراة وما الى ذلك”. وياتي فيلم “قسم طبرق” بعد كتاب انجزه ليفي عن ليبيا حيث يبدو “رسول حرية” يتنقل بين البلدان لفرض التدخل الدولي في ليبيا وقد زار لاجل ذلك كلا من تركيا واسرائيل والولايات المتحدة فضلا عن فرنسا. ويحتوي الفيلم على لقطات من الحرب ولقاءات مع ساركوزي وكلينتون وكاميرون وتوثيق لدوره في الثورة. وفي مقابلة مع صحيفة “الغارديان” البريطانية اخبر مراسلتها قائلا ان “قسم طبرق” هو محاولة منه لاظهار ما يمكن للفرد ان يحققه بنفسه. وقال ان الناس عادة ما يشعرون باليأس عندما يواجهون بوضع مريع “لكن هناك امكانية دائما لفعل شيء”. حكاية ليفي مع السينما هي مثل الفلسفة، فقسم طبرق ليس الاول فقد سبقه فيلم عن سراييفو عام 1994 “بوسنة” والذي صور فيه حصار الميليشيات المريع لها، اما فيلمه الروائي “النهار والليل” الذي مثل فيه الآن ديلون ولورين باكال وزوجته الممثلة ارييل دومبالس فقد تحول الى مهزلة وموضوعا للضحك عندما حمله الى مهرجان برلين السينمائي عام 1997. ولكن فيلم ليبيا كما يقول يحمل رسالة سياسية، وفي اثناء لقائه مع المراسلة كان دائما على الهاتف من اجل انهاء ترتيبات مشاركة اعضاء في المعارضة السورية في العرض الاول حيث كان سيهدي الفيلم لهم. ووصف فيلمه بانه محاولة لا ظهار ان ما حدث في ليبيا من تدخل عسكري خارجي ممكن مضيفا ان “حمص اليوم هي بنغازي امس”. وسبب اختيار ليفي لطبرق عنوانا لفيلمه تاريخي ويشير الى “قسم كفرة” عندما حقق الجيش الفرنسي الحر اول انتصاراته واقسم انه لن يتخلى عن اسلحته حتى يطهر فرنسا من النازيين. وتسخر الصحيفة قائلة ان الفيلم يمكن ان يسمى “كيف ادرت الثورة الليبية”، فالفيلم يظهر ليفي ببدلته الانيقة وهو يخوض في رمال الصحراء الليبية في طريقه الى جبهات الثوار الليبيين، وفي مشهد اخر وهو يسير بين الدبابات المحروقة في بنغازي وهذه المرة اضاف الى بدلته شالا من الكشمير، وهناك مشهد يظهر فيه تلميذ المفكر الفرنسي جاك دريدا وهو يتمعن في الخرائط الى جانب الجنرالات الليبيين ولم ينس ان يفتح بعض ازار قميصه، وهنا لقطة وهو يخطب في جمع من المتظاهرين، وهنا مشهد اخر وهو يرافق رجال المجلس الانتقالي في طريقهم لمقابلة كلينتون او يحدثهم عن كيفية التعامل مع ساركوزي. وهناك مشهد له وهو يحاول ان يفحص مناظير ليلية لاصدقائه من الثوار حيث سافر لهذه المهمة الى تركيا على طريقة جيمس بوند. ويقول انه لباسه الانيق هو مدروس فهو لن يذهب الى مكان بائس يلبس لباس عاديا وغير انيق وانه عندما يذهب الى هناك بزيه الجميل فانه يحترم مشاعر هؤلاء البائسين. ويشير الى دروه في الثورة بانه صغير ولكنه مهم خاصة ان العمل الاكبر قام به الليبيون والناتو اي 90 بالمئة. يبدأ الفيلم بمشهد ليفي وهو يعبر الحدود الى ليبيا مع مصر حيث حضر اجتماعا مع اعضاء المجلس الانتقالي برئاسة مصطفى عبدالجليل. وكان يرافق ليفي المصور مارك روسيل الذي يصور الاجتماع حيث يتدخل ليفي ويطلب كلمة لمدة خمس دقائق، ويتحدث لقادة الثورة بقوة قائلا لهم انهم بحاجة الى ثلاثة اشياء، منطقة حظر جوي، تدمير المطارات الليبية وضرب مقر القذافي في العزيزية، وعبر عن استعداده للاتصال مباشرة مع ساركوزي. ويتبع المشهد صورة ليفي وهو يهاتف الاليزية ويتحادث الى ساركوزي الذي يعترف بالمجلس الانتقالي. ووافق ساركوزي بدون اعلام وزير خارجيته الان جوبيه حيث يعلق ليفي انه “لم يكن راضيا ولكن في مثل هذه الاوضاع على الواحد التعامل مع الموضوع بدون عواطف شديدة وعلى الرغم من ثقته بما حققه الا انه عبر للصحافية عن شكوكه لما سيحدث لاحقا فالديمقراطية تعني الحسن والاسوأ، اللييراليون التقدميون والاخوان المسلمون “انا لست ساذجا كي اتجاهل هذا”.