Menu
دراسة: الموساد يُجنّد الطيور للتجسس على أعداءه

دراسة: الموساد يُجنّد الطيور للتجسس على أعداءه

قـــاوم- قسم المتابعة :   تستخدم أجهزة المخابرات الصهيونية أساليب شتى في التجسس على دول العالم ومنطقة "الشرق الأوسط"، لكنّها أصبحت تستخدم وسائل جديدة من الصعب الكشف عنها، ولا تحتاج إلى تكاليف مادية عالية. وكان أبرز تلك الوسائل استخدام أنواع مختلفة من الطيور في التجسس بعد انحسار حصول "الموساد" على المعلومات داخل تلك الدول لاسيما دول الربيع العربي والمناطق التي تحظى باهتمام الكيان. تركيا ونقلت وسائل إعلام تركية أن طائراً من نوع "شرقرق" موجودة ميتة في أحد الحقول التركية القريبة من الحدود مع سوريا كانت قد تجسست لصالح المخابرات الصهيونية. وبحسب الصحف التركية فإنه وجد على قدم الطائر خاتم مكتوب عليه (إسرائيل) وأن هذا الخاتم يستعمل في تأشير الطيور ومواكبة تحركاتها كما أنه وجد بداخل منقار الطائر أجهزة تجسس مزروعة من قبل المخابرات الصهيونية. وذكرت الصحيفة أن مسئولين أتراك قد توجهوا إلى نظرائهم الصهاينة من أجل التوضيح، حيث اتضح أن الخاتم وضع من قبل وزارة حماية البيئة، مشيرة إلى أن "يوآف برلمان" مسئول في شركة حماية الطبيعة تحدث أن الطائر قطع الطريق إلى تركيا عن غير قصد وأنه ليس بجاسوس ونحن نريد تهدئة الأوضاع مع تركيا، وفق قوله. وأثار العثور على الطائر ضجة إعلامية كبيرة خاصة في ظل التوتر في العلاقات بين تركيا ودولة الكيان خلال الأشهر الأخيرة الماضية. السودان وفي السودان، اصطاد عامل بمزرعة لتربية الأسماك بمنطقة (جبل أولياء) السودانية طائرا من طيور البجع التي تأتي للمنطقة بكميات كبيرة في فصل الشتاء من كل عام، وكانت المفاجأة أنه وجد الطائر يحمل (ديباجات) ومحجلا بأساور من نحاس ويحمل "استيكر" على الجناح الأيمن برمز (إكس 60)، وبالساق اليسرى شبه سوار نحاسي مكتوب عليه "إسرائيل" ومتبوع بحروف ترمز لجامعة "تل أبيب". ويقول المزارع – الذي جاء بالطائر إلى صحيفة (الانتباهة) السودانية – "إن الطائر يقترب من الأصوات البشرية، ويبتعد عندما يشعر بالخطر، وإن مثل هذا الطائر قد هبط من قبل في قرية (الضحايا) بالركن الغربي لمنطقة حائل وقد كان محملا بنفس الاستيكرات والأساور وأضيفت إلى جهاز ذي "إيريال" قصير، وهذه القرية تحتوى على آثار ونقوش". وتشير تحليلات وتوقعات خاصة بموقع "المجد الأمني" أنّ استخدام الطيور في التجسس زاد انتشاره خلال الثلاثة أعوام الماضية في ظل ازدياد العداء العربي لدولة الكيان وتوتر علاقاته مع دول أخرى كتركيا وإيران. ويستخدم "الموساد" وسائل متعددة في الحصول على المعلومات منها تجنيد النسور وتدريب مختلف أنواع الطيور على التنقل والتجسس. ويعد تجنيد النسور للتجسس أسلوباً حديثاً نسبياً يقتصر على "الموساد"، وذلك لأن "الموساد" يغطي محيطاً إقليمياً أو جغرافياً كبيراً من حوله يستطيع أن يرسل النسر ويوجهه للأماكن المطلوبة للحصول علي المعلومة. ولم يغير "الموساد" فكر الجاسوسية في الاعتماد الأول والأخير على تجنيد البشر على الرغم من تطور الاتصالات والتكنولوجيا، لكنّه في ظل عدم استطاعة البشر في الحصول على بعض المعلومات المهمة يحاول استخدام وابتكار أساليب جديدة لاختراق الأمن العربي. السعودية وفي السعودية، استخدم "الموساد" مؤخرًا الحمام الزاجل في نقل الرسائل ومعرفة بعض المعلومات، وجند النسور للتصوير والاستطلاع والتجسس. ويتحكم بتلك الطيور تواجد بشري وأجهزة أخرى في الأرض نفسها التي يعمل بها النسور للتعامل معها في عملية التحكم والتوجيه للأماكن المقصودة للتصوير أو جمع المعلومات. وتشير تحليلات "المجد الأمني" إلى عدم وجود أي دولة عربية مستثناة من أنشطة "الموساد"، ويُستدل من ذلك أنّ السعودية ودول الخليج والدول التي تبدو بعيدة عن اهتماماته أصبحت في عمق اهتماماته حالياً. وبرز ذلك الاهتمام عقب اغتيال القائد القسامي محمود المبحوح في دبي، حيث يعتقد "الموساد" أنّ الشخصيات والقيادات المهمة تذهب لدول الخليج العربي كونّها تتميز بالاستقرار والأمن وانخفاض درجة تقلبات بلادها. مصر وتشكل تلك الأساليب الحديثة خطورة على الأمن القومي المصري لاسيما عقب الثورة المصرية، وهو ما ظهر على مدى الخمس سنوات الماضية. وزاد التوتر في العلاقات المصرية-الصهيونية عقب الثورة المصرية وإغلاق السفارة الصهيونية في مصر أكثر من مرة وطرد السفير، بالإضافة إلى منع إمداد الكيان بالغاز. ومن غير المستبعد استخدام تلك الطيور في التجسس على مصر خاصة منطقة شبه جزيرة سيناء والحدود مع الكيان الصهيوني. وتعد عملية تجنيد الطير صعبة للغاية من جهة توجيه الطير خاصة النسر لاتجاه معين، فهي عملية ليست سهلة على الإطلاق بعكس الحمام الزاجل الذي يتميز بمعرفة المكان الذي يعيش به فيرجع له مرة أخرى، وإنما في الوقت ذاته فإن تجنيده ليس صعباً، فالأمر يكمن في تدريبه تدريجياً بحيث يحقق الفائدة المطلوبة.