Menu
تقرير: أهالي الأسرى يحتفلون وعيونهم ترنو ليوم الحرية

تقرير: أهالي الأسرى يحتفلون وعيونهم ترنو ليوم الحرية

قــاوم – وكالات :   ترتسم الفرحة على وجوه الفلسطينيين من جديد، رجالًا ونساءً، كبارًا وصغارًا، وتتلاقى أرواح أهالي الأسرى مع أجساد أبنائهم القابعين في سجون الاحتلال، في مشهد وطني كانوا يتمنون رؤيته منذ زمن طويل.   ويتحقق النصف الأول من الحلم الفلسطيني الخاص بمطالب الأسرى داخل السجون والمتمثلة بإنهاء سياسة العزل الانفرادي والاعتقال الإداري والتفتيش العاري، والسماح بزيارات ذوي أسرى قطاع غزة.   وبعد 28 يوما من إضرابهم التاريخي والأسطوري المفتوح عن الطعام، رضخت "إسرائيل" لمطالب الأسرى في سجونها، ووقعت مع قيادة إضراب الأسرى بحضور السفير المصري في الكيان الإسرائيلي مساء الاثنين اتفاقا ينهي الإضراب ويحقق مطالب الأسرى بنسبة كبيرة جدا.   وعمت الأراضي الفلسطينية وبيوت الأسرى وخيام التضامن والشوارع والبيوت الفلسطينية فرحة عارمة فور الإعلان عن انتصار الأسرى في معركة الأمعاء الخاوية، وصدحت المساجد بالتكبير، فيما انتزع المضربون عن الطعام بغزة خيمة التضامن في ساحة الجندي المجهول وسط المدينة تعبيرًا عن الفرح والانتصار.   وتوافد آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة نحو خيمة التضامن ورفعوا الأعلام الفلسطينية، وعلت زغاريد النسوة في أرجاء الخيمة لتعم الفرحة جميع بيوت أهالي الأسرى الذين ينتظرون زيارة أبنائهم بشوق شديد.   ويتمنى الأهالي تحقيق النصف الآخر من النصر الفلسطيني بتحرير الأسرى من الزنازين وتبييض جميع السجون.   التوحد سبب لانتصارهم:   ولا شك أن ما انتزعه الأسرى من أنياب الاحتلال ما كان له ليتحقق لولا توحد الفلسطينيين بجميع أطيافهم وألوانهم خلف قضية الأسرى. وفي هذا السياق يقول المتضامن محمد جرادة (58 عامًا) من المبادرة الوطنية والذي أضرب عن الطعام (13 يوماً): "إنّ الزحف الجماهيري والتوحد خلف قضية الأسرى هو الذي أرغم الاحتلال على الاستجابة لمطالبهم".   ويُطالب جرادة باستمرار بالتوحد خلف قضية الأسرى حتى تحريرهم من السجون وتحويل هذا الانتصار الجزئي إلى انتصار أكبر عبر صفقة تبادل جديدة. ويضيف لمراسل (صفا) قائلاً: "إن المضربين في خيمة التضامن بغزة كانوا ينتظرون في كل لحظة خبر انتصار الأسرى داخل السجون ورضوخ الاحتلال لمطالبهم".   وإلى جانب جرادة كان يقف مصباح عبد ربه، المتضامن المضرب عن الطعام ووالد الأسيرين رامي (30 عاما)، وراجي (22 عاما) الذين خاضا الإضراب المفتوح في سجن "ريمون" العسكري.   وينتظر عبد ربه بشوق وحرارة شديدة زيارة ابنيه داخل السجون والاطمئنان عليهم بشكل دوري، وما أن أعلن عن الاتفاق حتى سارع بمعانقة زملائه المتضامنين المضربين، وسط تبريكات وتهنئات أرسلها كل واحد منهم للآخر على هذا الانتصار.   رسالة للعالم:   ويؤكد الناطق الإعلامي للجنة العليا لنصرة الأسرى مازن فقهاء أن انتصار الأسرى يعتبر رسالة للعالم أنّ الخيار الوحيد للتعامل مع الاحتلال هو الصمود والمقاومة وليس المساومة والتسوية.   ويوضح أنّ الرسالة التي أرسلها الأسرى داخل السجون عبر أمعائهم الخاوية وصلت الاحتلال بقوة، "فكان موقفهم شجاعًا وإرادتهم صلبة ومتماسكة، وانتصروا على وحشية السجان".   ويقول المحرر فقهاء لـ(صفا) إنّ "الأهمية تكمن في المرحلة الحالية بسرعة تطبيق بنود الاتفاق الذي تم مع الاحتلال وعدم إغفال تطبيقه لأن الأسرى لديهم خطوات أكبر من تلك التي خاضوها في حال تلاعب الاحتلال بالاتفاق".