Menu
دراسة صهيونية:المقاومة بغزة تمتلك صواريخ طويلة المدى والقبة الحديدية لن تستطيع الصمود

دراسة صهيونية:المقاومة بغزة تمتلك صواريخ طويلة المدى والقبة الحديدية لن تستطيع الصمود

  قاوم – قسم المتابعة :   رأت دراسة إستراتيجية صهيونية إن المضادات الدفاعية في الدولة العبرية، وفي مقدمتها منظومة القبة الحديدية، لا ولن تتمكن من حماية العمق في حال اندلاع مواجهة شاملة تتعرض خلالها دولة الاحتلال لقصف صاروخي من عدة جبهات، مؤكدةً على أن المضادات الدفاعية غير قادرة حتى على صد الصواريخ المفترضة التي سيقوم بإطلاقها حزب الله اللبناني باتجاه العمق الصهيوني.   ولفت معد الدراسة، عوزي روبين، الرئيس السابق لمشروع صواريخ (حيتس) للدفاع عن الصهاينة في وزارة الأمن من الصواريخ الباليستية، لفت إلى أن النجاح النسبي الذي حققته منظومة القبة الحديدية في المواجهة الأخيرة مع التنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة، لا يُمكن أنْ تنسحب على المواجهة القادمة مع حماس وحزب الله، محذرا في الوقت نفسه من أن حالة النشوة التي أصابت المستويين السياسي والأمني في تل أبيب كانت في غير محلها، على حد تعبيره.     وجاء في الدراسة، التي نُشرت على موقع معهد بيغن السادات، التابع لجامعة بار إيلان الصهيونية، أن الجولة الأخيرة من المواجهة كانت شديدة للغاية من ناحية إطلاق التنظيمات الفلسطينية للصواريخ من قطاع غزة باتجاه الجنوب الصهيوني، ولكن بموازاة ذلك، كان الجيش مسبقًا على استعداد تام لمواجهة هذا الكم الكبير من الصواريخ، وللمرة الأولى تمكنت المنظومة، بحسبه، من تقليل الأضرار المادية والبشرية، وتابع قائلاً إن النجاح الذي حققته القبة الحديدية جاء على وقع النقاش الدائر اليوم في الكيان الصهيوني حول شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية، لافتًا إلى أن النجاح أوجد لدى المواطنين والمستوى السياسي قناعة بأن الاحتلال الصهيوني قادرة على توجيه الضربة لإيران، وفي المقابل حماية نفسها من الرد الصاروخي الإيراني، أوْ تقليل الخسائر البشرية إلى درجة كبيرة، على حد قوله.     ونوه أيضا إلى أن المقاومة تمكنت خلال 12 ساعة من إطلاق 52 صاروخا، أيْ نحو مئة صاروخ في اليوم، وللمقارنة فقط، قال روبين إن التنظيمات الفلسطينية تمكنت خلال عدوان كانوني 2008 و2009 من إطلاق 70 صاروخا بشكل يومي، كما أشار إلى أن الفلسطينيين أصابوا المدن الرئيسية في الجنوب مثل بئر السبع وأسدود وعسقلان، واستعملوا لأجل ذلك الصواريخ المطورة من طراز (غراد). وساق قائلاً إن المستوطنات والمدن التي تعرضت للصواريخ في الجولة الأخيرة هي نفسها التي كانت هدفًا في الجولات السابقة، كما أن مدى الصواريخ لم يكن أطول، على الرغم من وجود صواريخ طويلة المدى لدى المقاومة الفلسطينية في غزة.     وبرأيه، فإنه مما لا شك فيه أن منظومة القبة الحديدية حققت نجاحا كبيرا في المستوى العملياتي، وأيضا على صعيد الرأي العام في الدولة العبرية، وذلك خلافًا لما حققته المنظومة عينها في الجولة السابقة التي وقعت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2011، وبحسب المعطيات المتوفرة، قال روبين، إن المنظومة أعطت حلاً كبيرا لمعضلة إطلاق الصواريخ، ولكنها لم تتمكن من القضاء على هذه الظاهرة بشكلٍ كلي، مشيرا إلى أنه لم يجد التفسير للتباين في تقدير الخسائر من قبل الطرف الصهيوني، لكن على أي حال، أضاف الباحث، فإن المنظومة قللت تقريبا إلى الصفر الخسائر المادية والبشرية، على حد تعبيره، وزاد أنه كما كان متوقعا، فإن المنظومة لم تتمكن من الدفاع كليا عن المدن التي قُصفت بصواريخ الفلسطينيين، ذلك أنه تم تسجيل خسائر في بئر السبع وأسدود، علاوة على ذلك، فشلت المنظومة في منع الخسائر الاقتصادية في الطرف الصهيوني، وللتدليل على ذلك، فإن الدراسة تعطلت لعدة أيامٍ في المدارس، الأمر الذي أجبر الأهل على التوقف عن العمل لحماية أولادهم.     وتطرقت الدراسة أيضًا إلى ردود الفعل في الجانب الفلسطيني، حيث قال روبين إنه خلافًا للماضي، حيث تجاهل الفلسطينيون الرد على النجاح الصهيوني، فقد توالت ردود الفعل من القيادة الفلسطينية، مشيرا إلى أن رئيس المكتب السياسي في حركة حماس، خالد مشعل، قال إن الكيان الصهيوني حول قطاع غزة إلى حقل تجارب للأسلحة، كما أن حركة الجهاد الإسلامي أعلنت رسميًا أن الهدف الرئيسي من الجولة الأخيرة كان إيجاد ميزان رعب مع الكيان الصهيوني، وزعم أن عدم مقتل أي صهيوني في الجولة الأخيرة وتقليل الأضرار المادية خلقت لدى الرأي العام في الشارع الفلسطيني قناعة بأن المنظومة الدفاعية في الدولة العبرية حققت نجاحًا كبيرًا، ولكنه استدرك قائلاً إنه على الرغم من النجاح الصهيوني، فلم تُلاحظ لدى الفلسطينيين أي نية في وقف إطلاق الصواريخ، لا بل أكثر من ذلك، فالجهاد الإسلامي توعد بقصف مدن أخرى في الجولة القادمة وتوسيع مدى إطلاق الصواريخ، حتى الوصول إلى مركز الدولة العبرية.     أما في ما يتعلق برد الفعل الصهيوني، قيادة وشعبا، فقال الباحث إنه وصل إلى درجة النشوة العارمة من النجاح، لافتًا إلى أن نتنياهو استغل النجاح وقام بزيارة مع صحافيين إلى إحدى بطاريات القبة الحديدية، ولكن بالمقابل كانت هناك ردود فعل أقل انفعالاً، لا بل كان العديد ممن انتقدوا المنظومة الدفاعية في الكيان الصهيوني.     كما أشار إلى أن النجاح أخفى المنتقدين الذين شددوا على أن ثمن اعتراض الصواريخ الفلسطينية باهظًا للغاية، كما أن العديد من الخبراء أشاروا إلى أن النجاح وفر على الكيان الصهيوني اجتياح قطاع غزة، مشيرًا إلى الإجماع الصهيوني بضرورة منح القبة الحديدية المزيد من الميزانيات، ولكنه استشهد بتصريح الجنرال مئير إليران، الذي قال إن تمجيد القبة الحديدية من قبل السياسيين وكبار الضباط في الجيش والإعلام أنتج توقعات غير عقلانية وتحمل في طياتها الكثير من المشاكل، وأن المنظومة أعطت المستوى السياسي الفرصة للرضا، ولكنها لن تصمد أمام خمسين ألف صاروخ يملكهم حزب الله، كما توقع الجنرال نفسه أنه في حال مواجهة شاملة فإن القبة الحديدية ستُدافع عن قواعد الجيش والأماكن الإستراتيجية، ولن تمنح المواطنين الحماية بتاتًا. وأشار أيضًا إلى أن العديد من المدونات في الكيان الصهيوني اتهمت الحكومة بافتعال الجولة الأخيرة لكي تثبت نجاعة القبة الحديدية في محاولة لمساعدة شركة (رفائيل) في تسويقها عالميا، لأن الشركة طرحت في البورصة في نفس الأسبوع سندات بقيمة 500 مليون شيكل.     وخلص إلى القول إن الجولة الأخيرة لم تكن الاستعداد الأخير للمواجهة الكبرى، محذرًا من اقتناع السياسيين والمواطنين من ذلك، كما أكد على أن مواصلة اعتراض الصواريخ الفلسطينية أقل ثمنًا من إعادة احتلال غزة، لافتًا إلى أنه لا توجد ولن توجد أي حكومة الاحتلال الصهيوني قادرة على اتخاذ قرار باحتلال غزة بسبب التداعيات الإستراتيجية والإقليمية والاقتصادية، مشيرًا إلى أن إسرائيل ستقترب من حالة منع الصواريخ من السقوط في أراضيها فقط إذا توفرت لديها منظومات صواريخ حيتس 2 وحيتس 3 والعصا السحرية، ذلك أن القبة الحديدية لم تُطور من أجل المواجهة مع حزب الله أوْ مع إيران، إنما من أجل الدفاع عن جنوب الكيان الصهيوني فقط، مشددًا على أن عدم التكافؤ في القوى بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين يمنح الأولى فرصة ممتازة للدفاع عن نفسها، وهو الأمر غير الموجود في مواجهة حزب الله وإيران وسورية، وعدم وجود منظومتين من التي ذُكرت بأيدي الكيان الصهيوني .