Menu
مرض الأسرى معاناة يستغلها السجان الصهيوني ... الأسير ينتظر سنوات لإجراء عملية بسيطة

مرض الأسرى معاناة يستغلها السجان الصهيوني ... الأسير ينتظر سنوات لإجراء عملية بسيطة

  قاوم – قسم المتابعة :   لا يزال ما يربو عن 5 آلاف أسير يقبعون في السجون الصهيونية في ظروف تفتقر لمقومات الحياة الكريمة وسط إهمال طبي وتعذيب وحرمان مخالف لكل المعايير والقيم الإنسانية، وصمت عربي ودولي إزاء ما يحدث بحقهم منذ عشرات السنين.   وأودت سياسة الإهمال الطبي المستمرة وفق إحصائيات باحثين ومؤسسات الحقوقية إلى وفاة 204 من الأسرى انضموا لقائمة شهداء الحركة الأسيرة، فيما إدارة مصلحة السجون تمعن في ممارساتها وإجراءاتها القمعية بحقهم.   ويروى المحرر خليل أبو علبة حكايته مع الألم في الأسر حيث بترت إحدى ساقيه في حين أصيبت الأخرى جراء العملية التي نفذها، مشيراً إلى أن إصابته ما كانت تستدعي بتر ساقه المصابة إلا أن الاحتلال تعمد عدم علاجه، وقام في النهاية ببترها انتقاما منه.   ويلفت إلى أن العلاج داخل السجون ليس للشفاء من المرض بل لإبقاء الأسير على قيد الحياة.   ويقول المحرر أبو عبلة :إن "إدارة السجن كانت ترسل لنا ممرضًا يكشف عن حالة الأسير ويكتفي بإعطائه حبة دواء مسكن هي "الأكمول"، مشيرًا إلى أنه إذا كانت الحالة خطيرة يتم تحويل الأسير إلى المستشفى.   وعاني المحرر أبو عبلة داخل السجن أيضا من شهيق في صدره، حيث اضطر لانتظار عملية لذلك والتي لا تستغرق سوى 15 دقيقة 6 أعوام.   ويوضح أن مخابرات الاحتلال تستغل إصابة الأسير خلال التحقيق معه، مستذكرًا ما حدث معه من تهديد بقطع ساقه.   ويستذكر المحرر محمد الحسني إحدى فصول المعاناة مع المرض قائلًا "عانيت من التهاب شديد في المخ وقدمت على إثرها طلبًا لمصلحة السجون ولكن دون جدوى وبعد 17 عامًا من الانتظار وبصعوبة وبتدخل كل المؤسسات الحقوقية والدولية نجحت بإجراء العملية".   ويصف المعاناة داخل مستشفى الرملة بقوله :" يخلو المستشفى من أدنى مقومات الراحة والحياة الكريمة بسبب التوافق بين مصلحة السجون والأطباء على التفنن في تعذيب الأسرى والتعامل معهم بأساليب قاسية وغير إنسانية من أجل الضغط على نفسيتهم وإرهاقهم جسديًا".   ويرجع الحسني بذاكرته للوراء قليلًا ليتذكر كيف كان ينقل عبر "البوسطة" والمعاناة التي يتكبدها الأسير خلال السفر للمستشفى وخاصة في شهر رمضان، مطالبًا المؤسسات الحقوقية والدولية بزيارة السجون والإطلاع على ما يدور فيها من إهمال طبي كبير وانتهاك للقيم الإنسانية.   ويؤكد الناشط في شئون الأسرى فؤاد الخفش أن سياسة الإهمال الطبي ممنهجة ومنظمة من قبل سلطات الاحتلال، لافتًا إلى أنها تهدف من خلالها لتحطيم نفسية الأسير وتدميرها والإمعان في تعذيبه والتسبب في وجود عدة أمراض مزمنة داخل جسده.   ويبين الخفش أن أعداد المرضي داخل السجون بلغت أكثر من 500 أسير منهم 17 أسيرًا يعانون من أمراض مزمنة ويخضعون في المستشفى بشكل دائم نظرًا لظروف الصعبة، مشيرًا إلى أن أعداد شهداء الحركة الأسيرة بلغت 204 شهيد.   ويكشف عن أن أي أسير يحتاج على الأٌقل لمدة ستة أشهر من فترة اكتشاف المرض حتى وصول الحالة إلى المستشفى، داعيًا المؤسسات الحقوقية والدولية لزيارة السجون للاطلاع على ما يعانيه الأسرى من ظروف غير إنسانية وتتنافي مع القيم والمعايير الدولية.   ودخل الثلاثاء الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال إضرابًا مفتوحًا عن الطعام، بالتزامن مع ذكرى يوم الأسير للمطالبة بحقوقهم ووقف الممارسات العنصرية التي تنتهجها سلطات السجون بحقهم.