Menu

الاحتلال الصهيوني يقيم مكباً للنفايات على أراضي بالقدس المحتلة

قــاوم- القدس المحتلة: لم تكد سلطات الاحتلال الصهيوني تصدر قراراً بمصادرة عشرات الدونمات من الأراضي التابعة لبلدة أبو ديس شمال مدينة القدس المحتلة، حتى أقامت عليها مكباً واسعاً لنفايات المستعمرات في تلك المنطقة وسمي فيما بعد بمكب ’الرغابنة’.   وقبل أيام قليلة قامت آليات تابعة لبلدية الاحتلال الصهيوني بتجريف دونمات أخرى في تلك الأراضي لتوسيع المكب بمئات الأمتار متجاهلة أضراراً كبيرة يعاني منها سكان البلدة جراء تراكم النفايات وتأثيرها على البيئة بكل مكوناتها.   وكانت سلطات الاحتلال الصهيوني وعدت أهالي البلدة بنقل المكب إلى أراض أخرى لكنها تراجعت بسرعة عن وعدها وقررت توسيعه.   ولا تقتصر سلبيات المكب على الإضرار بالبيئة والأراضي بل تتجاوزها لتلحق الأمراض المزمنة والغامضة بأهالي البلدة والقرى المجاورة كالعيزرية وبدو الجهالين الذين طردتهم قوات الاحتلال من أراضيهم قرب أبو ديس لصالح مستعمرة معاليه أدوميم، ثم أقامت لهم تجمعاً ملاصقاً للمكب الأمر الذي أدى إلى ظهور التشوهات لدى الأطفال حديثي الولادة وإصابة الكثيرين بأمراض غامضة.   وفي هذا الشأن قال مختار بدو الجهالين إن العديد من الباحثين زاروا المكب، وأكدوا أنه مصدر للمواد السامة التي تفتك بالبيئة والمياه الجوفية وتسبب الأمراض للسكان، مضيفاً أن أطباء ذوي الاحتياجات الخاصة لفتوا إلى كثرة أعداد المرضى والذين يعانون من تشوهات خلقية من المناطق الملاصقة للمكب.   وأضاف:’ هذا الانتهاك الصهيوني يشكل خرقاً صارخاً لحقوق الإنسان في بيئة صحية نظيفة، كما أن الاحتلال رفض إغلاق المكب رغم الشكاوي المتكررة من السكان نتيجة أضراره الكبيرة’.   وفي السياق ذاته أكد نائب رئيس مجلس قروي أبو ديس راجي عريقات على أن سلطات الاحتلال تمنع المجلس من استعمال المكب رغم مساحته الواسعة وقدرته على استيعاب جزء كبير من النفايات، موضحاً أن الاحتلال يفرض مبالغ باهظة على سيارة النفايات التابعة للمجلس إذا أرادت استعمال المكب.   وبيّن عريقات أنه من الصعب استغلال الأراضي المجاورة للمكب بسبب الروائح الكريهة وتأثير النفايات على المياه الجوفية والنباتات والأشجار في المنطقة، مضيفاً أن الإدارة المدنية لدى الاحتلال ادّعت بأنها أجرت بحثاً كاملاً حول تأثير المكب وأنها استنتجت أنه لا يؤثر بشكل سلبي على سكان المنطقة.   وأضاف:’ أضرار المكب أثبتت علمياً في أبحاث قامت بها جامعة القدس بالتعاون مع مؤسسات حقوقية وعلمية، فآثاره تقع سلباً على السكان وأدت إلى تشوه الأجنة وإصابة العديد بأمراض مزمنة’.   ولفت عريقات إلى أن الأراضي المجاورة والأراضي المقام عليها المكب تعود لعائلات من بلدة أبو ديس، موضحاً أن مركز عدالة الذي يعنى بشؤون الفلسطينيين داخل القدس والأراضي المحتلة عام 1948 بصدد رفع دعوى قضائية ضد سلطات الاحتلال بالتعاون مع أهالي البلدة والمجلس القروي احتجاجاً على توسيع المكب وحرمان أصحاب الأرض من استغلالها.