Menu
تقرير : أزمة الوقود تلقي بظلال ثقيلة على الحياة في غزة

تقرير : أزمة الوقود تلقي بظلال ثقيلة على الحياة في غزة

قــــاوم- قسم المتابعة : ألقت أزمة الوقود الحالية في قطاع غزة بظلال ثقيلة على مختلف جوانب حياة المواطنين في القطاع، في الوقت الذي يحذّر خبراء من أنه في حال عدم حل هذه الأزمة، المتمثلة بتوقف مصر إمداد القطاع بالوقود، فإن الأمور ستزداد سوءًا. ومن الآثار الماثلة لهذه الأزمة تناقص أعداد السيارات التي تقل المواطنين من وإلى أماكن أعمالهم والى جامعاتهم بشكل ملحوظ، وذلك بسبب نقص الوقود، الأمر الذي ينذر بكارثة حقيقية وشلل في كافة مناحي الحياة، لا سيما وهو المحرك الرئيس لكثير من الأعمال والمهن ويستخدم في الكثير من شؤون الحياة، إلى جانب استخدامه في توفير بديل لانقطاع التيار الكهرائي اليومي. يقول السائق أحمد العبد، والذي بدا متذمرًا من هذه الأزمة: "ها أنا قد أوقفت سيارتي على جانب الطريق فلا يوجد وقود كي تسير السيارة ومنذ الصباح اذهب للبحث عن أماكن يتواجد فيها سولار، ولكن بحثي دون جدوى". ويضيف "نسمع بأن محطة كذا عندها وقود فنذهب مسرعين عسى أن نجد مبتغانا فتجد طوابير من السائقين إلى جانب المواطنين الذين يسعون لتشغيل مولدات الكهرباء لديهم". في حين أبدت المواطنة أميره محمد عثمان انزعاجها من انقطاع السولار الذي اثر بشكل كبير على كافة مناحي الحياة، حيث الكهرباء غير متوفرة بسبب أزمة الوقود وها هي تتفاقم يومًا بعد يوم، كما أثرت على أسرتها حيث برد الشتاء وعدم توفر الكهرباء كان يدفعهم إلى تشغيل مدفأة وقود تعمل على السولار باعتبار أن والدها مريض ولا يقدر على برد الشتاء الأمر الذي انعكس سلبًا على حياتهم. وتقول "كما لا يمكننا أن نقوم بتشغيل مولد الكهرباء بديلا عن الكهرباء المقطوعة، وذلك لعدم توفر الوقود الأمر الذي ينعكس على مستوى تحصيل أبناءنا الطلبة في جميع المراحل وخاصة الثانوية العامة الذين يخوضون الآن امتحانات نهاية الفصل الأول". من جهته؛ كشف الدكتور محمود الشوا رئيس جمعية أصحاب شركات البترول في قطاع غزة، عن أسباب نقص المحروقات بغزة بالقول إن المشكلة تكمن  في توريدها من جمهورية مصر العربية، نافياً أن يكون هناك ارتفاعاً في أسعارها. وأوضح الشوا أن أسعار المحروقات في غزة لم تتغير، بل ثابتة على حالها كما كانت من قبل ثلاثة شهور، ولا يوجد هناك أي تغيير على الأسعار كما يدعي البعض. ويتابع: "ما يتم إدخاله عبر الأنفاق من مصر لا يفي باحتياجات المواطن، كما أن محطة توليد الكهرباء في غزة تحتاج 400 ألف لتر سولار يوميًا ما يشكل عجزًا كبيرًا على كميات الوقود التي تأتي من مصر"، مؤكدا أن سبب تجدد الأزمة يعود إلى العجز في كميات المحروقات والوقود في مصر في هذه الفترة ما ألقى بظلاله على غزة. وأشار إلى المشكلة التي تعاني منها غزة تكمن في الوارد، حيث أن عدد من المحطات أغلقت بسبب عدم وجود محروقات، فيما بقيت البعض ممن تبقى لديها اليسير من الوقود. وعن السبب في الأزمة، أوضح رئيس جمعية أصحاب شركات البترول، أنها تتمثل في الطرف المصري، نتيجة العديد من المشكلات التي تعانيها حيث أن أزمة المحرقات كانت في داخل مصر وفي سيناء، وجرى حلها في الداخل، ولكن لم يتم حلها في سيناء التي تستورد منها غزة المحروقات، وهو أمر خلق الأزمة. وعن آلية حل الأزمة، بين الشوا أنه جرى تشكيل لجنة من جمعية البترول بغزة برئاسته وهيئة البترول لإجراء اتصالات مع الداخل والخارج، من أجل العمل على حل المشكلة، مضيفاً أن وعودات بحل الأزمة خلال الثلاثة أو الخمسة أيام القادمة، حيث يتم زيادة الكميات الواردة لقطاع غزة. ونوه إلى أن الطرف المصري معني بتوريد المحروقات بغزة، ولكن هناك بعض الإجراءات التي تعيق التوريد بالشكل الذي يريده الطرف الفلسطيني. كما أكد محمد العبادلة، الناطق باسم جمعية موزعي البترول، على  أن قطاع غزة يعاني من نقص شديد في توريد جميع مشتقات البترول من سيناء إلى القطاع وذلك بسبب رغبة التجار المصريين في رفع أسعاره، مستغلين التوتر الأمني الحاصل في مصر. وقال العبادلة لوكالة "شهاب" للأنباء: "أنه وفي حال عدم ضخ الوقود المصري خلال الأيام الخمسة القادمة؛ فإن القطاع سيشهد أزمة خانقة تؤثر سلبا على المواطنين". وأضاف نحن نربط حل هذه الأزمة بالاستقرار الأمني في مصر. ونفى العبادلة أن تكون الحكومة في غزة قد فرضت أي قيود من شأنها أن تعيق وصول البترول المصري إلى القطاع عبر الأنفاق. مشيرًا إلى أنها تعمل على تسهيل دخوله لكي تستمر غرة بالحركة.