Menu
المحرر القن.. أقف أمام بحر رفح مرة أخرى رغم أنف ضابط المخابرات الصهيوني

المحرر القن.. أقف أمام بحر رفح مرة أخرى رغم أنف ضابط المخابرات الصهيوني

قــاوم- قسم المتابعة : في اليوم الثاني من الإفراج عن الأسير المحرر ضمن الدفعة الثانية من صفقة "وفاء الأحرار"محمد القُـن(30عامًا) من سكان حي تل السلطان غرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة، تعمد الذهاب لشاطئ البحر وأحد المساجد القريبة منه، مُستذكرًا اللحظات والأيام الأولى لاعتقاله قبل نحو (10أعوام).    ويستذكر المحرر كلمة ضابط المخابرات الصهيوني، خلال التحقيق معه في أعقاب اعتقاله بأيام عندما وقف على شاطئ البحر وأشار بيده عليه قائلاً: "شايف هذا البحر لن ترَه بعد اليوم قط بحياتك!".    واعتقل الأسير القُـن في الـ 18 كانون ثان/يناير 2001،على حاجز محررة "رفيح يام"،أثناء توجهه لتنفيذ عملية داخل إحدى الحانات الصهيونية غرب مدينة رفح، وحُكم عليه بالسجن مدة (18 عامًا)، لكنها خففت لـ (14عامًا)بتهمة القتل، قضى منها 10 سنوات. تفاصيل الاعتقال ويروي المحرر القُـن لـ "صفا" تفاصيل عملية اعتقاله ورحلة العذاب داخل غرف التحقيق والسجون الصهيونية قائلاً: "بينما كنت متوجهًا لمنطقة المواصي غرب مدينة رفح بالتاريخ المذكور،عبر حاجز يُسمى بـ رفيح يام، يربط المدينة بالمنطقة المذكورة، لتنفيذ عملية تفجير ضد خمارة صهيونية ، إلا أنه تم ضبطي وبحوزتي المواد المتفجرة، والمجاهد الأخر هرب من المكان". ويضيف"اقتادوني مباشرة لمركز التحقيق بمدينة عسقلان المحتلة، وتم التحقيق معي في ما تسمى بغرف العصافير مدة ثمانية أيام، واستمر الضغط علي بشكل كبير حتى اعترفت بالتفاصيل، لا سميا المكان الذي نُخبئ به المواد المفجرة". ويتابع "اقتادوني للمنطقة التي نُخبئ بها المتفجرات، وهي تقع بالقرب من أحد المساجد على شاطئ البحر بمنطقة العزبة أقصى غرب جنوب مدينة رفح، والتي تقع بمحاذاة الحدود الفلسطينية المصرية، وبحمد الله خاب ظنهم ولم يجدو أية عبوة ناسفة أو أثار لسلاح". ويلفت القُـن إلى أن ضابط المخابرات الصهيونية وقف بجواره وأشار بيده للبحر وقال (شايف هذا البحر لن تراه بعد اليوم قط بحياتك!)،ولكن بفضل الله عز وجل وجهود المقاومة الفلسطينية حُررت ضمن الصفقة وعدت لأهلي،وفي اليوم الثاني للإفراج عني، طلبت من أصدقائي بأن يأخذوني لأرى البحر ومكان اعتقالي، ولكي أصلي وأشكر الله عز وجل بالمسجد المذكور". التنقل والإجراءات التعسفية ويستطرد"بعد ذلك أعادوني للتحقيق بسجن عسقلان ومكثت حوالي شهر ونصف تعرضت خلالها لعدة مُحاكمات، حتى صدر حكم بحقي 18 عامًا، وتحت ضغط المحامي خلال عدة جلسات خُفض لـ 14 عامًا، بتهمة محاولة قتل المستوطن "عامي"، لافتًا إلى أن الحكم كان كبيرًا وغير متوقع وشكل صدمة له.  ويذكر أنه نُقل لسجن نفحة الصحراوي، و"مكثت حوالي عامين حتى تأقلمت على وضع السجن، وقبل حوالي عام نُقلت لسجن النقب"، مُشيرًا إلى أن الأسرى يعيشون ظروفًا سيئة داخل السجون، بسبب الإجراءات التعسفية من قبل إدارة السجون. ومن بين هذه الإجراءات "سحب إنجازات الأسرى، واقتحام غرفهم والاعتداء عليهم بالضرب، وقطع الكهرباء والمياه لساعات طويلة في الآونة الأخير من قبل مدير سجن نفحة الجديد،الذي انتقل لسجن ريمون وطبق نفس النظام..".  ويؤكد أن هذه الممارسات بحاجة لوقفة جادة من قبل جميع الأسرى وبشكل موحد داخل السجون، "لأن الأسرى مُشتتين، بسبب الانقسام بين الفصائل الفلسطينية خصوصًا بين حركتي فتح وحماس، كذلك الأسرى بحاجة لخطوة جادة من قبل الجهات المعنية خارج السجون". رسالة الأسرى ويوضح القُـن أنه لم يّكن يتوقع أن يخرج ضمن صفقة التبادل، ويوم أن أبلغتهم إدارة السجون_التي لعبت بأعصابهم لشهرين قبل الإعلان_ فرح فرحة لا توصف، "لكنني كتمتها بقلبي حتى لا يحزن أخواني الأسرى الذين تبقوا خلفي، خصوصًا وأن الجميع كان ينتظر سماع اسمه ضمن قائمة الإفراج بالصفقة".  ولم يّستطع أن يّصف شعوره عند لقائه أهله فور وصوله قطاع غزة، خصوصًا وأنه لم يرهم سوى مرات قلائل خلال فترة الاعتقال، لافتًا إلى أنه هاتف بعض الأسرى من أصدقائه داخل السجون بعد الإفراج عنه بأيام، مُشددًا على أن رسالة الأسرى هي الوحدة الوطنية أولاً والعمل على إطلاقهم بالمقاومة. أما والد المحرر القُـن فيقول لـ "صفا": "إنّ الإفراج عن ابني أعاد لي البسمة التي لم تخرج من قلبي لسنوات طوال، فلم أكن مُتفائلا أن يُدرج اسمه بالصفقة، وعندما أبلغني بالإفراج سررت كثيرًا أنا وأهل البيت، لكن على الرغم من ذلك أشعر بالغصة لأني جيران لي ما زالوا داخل السجن ولم يُفرج عنهم".   ويتمنى والد المحرر-الذي حُرم من زيارته لأكثر من خمس سنوات- أن تعم الفرحة بالإفراج جميع بيوت الأسرى، مشددًا الكيان الصهيوني لا يعطي شيئا دون مقابل، لذا لابد من أن نشجع المقاومة وخصوصًا أسر الجنود لكي يتحرر باقي الأسر"، مُبرقًا التحية لكافة الفصائل التي أسرت شاليط. المصدر : وكالة صفا