Menu
فلسطينيو العراق في إيطاليا: كالمستجير من الرمضاء بالنار

فلسطينيو العراق في إيطاليا: كالمستجير من الرمضاء بالنار

  قــاوم- قسم المتابعة: مأساة حقيقية يعيشها اللاجئ الفلسطيني أينما حل، يهرب من واقع أليم ومرير ليجد نفسه يعيش واقعا أشد مرارة وألماً حاله كحال المستجير من الرمضاء بالنار، فبعد الأحداث التي عصفت بالعراق وما تعرضوا له من قتل واضطهاد من قبل ذوي القربى، انتهى بهم المطاف إلى مخيمات صحراوية على حدود الدول العربية، من هذه المخيمات بدأ درب آلامهم ومعاناتهم فبعد أشهر وسنوات من تواجدهم فيها قررت بعض المنظمات الدولية وعلى رأسها مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين البحث عن دول تقبل استقبال هؤلاء اللاجئين الفارين من الموت المحتم إلى الموت البطيء، فوزعوا في بقاع الأرض على العديد من دول العالم المتحضر، ومنها ايطاليا التي منوا النفس أن تكون ملاذاً آمناً لهم يحافظون به على كرامتهم وعزتهم ريثما يعودون إلى وطنهم السليب، لكن الذي جرى أن هؤلاء اللاجئون الفلسطينيون الذين أتو من مخيم التنف الذي أنشئ في شهر أيار من عام 2006على الحدود السورية العراقية، والذين اعتقدوا أنهم فروا وتخلصوا من جحيم مخيم التنف إلى بلد قد يعيشون فيه حياة هادئة أمنة لم يجدوا في ذلك البلد إلا مزيداً من القسوة والانتهاكات الوحشية، وبهذا يكون حالهم أشبه بحال المستجير من الرمضاء بالنار حيث عاشوا في ايطاليا هاجساً أمنياً، تجسد في بطش المافيا الايطالية التي تصول وتجول قتلاً وترويعاً وممارسات عنصرية وانتهاكات لا إنسانية ترتكب بحقهم تحت ناظري الشرطة الايطالية وموافقتها، ولم يقف الأمر عند ذلك بل تعداه إلى أن بلدية المدينة التي يتبعون لها رفضت صرف أي مستحقات مالية لهم رغم تقاضيها دفعة أولى من الاتحاد الأوروبي مخصصة لذلك، أضف إلى ذلك فرض الشرطة وعصابات المافيا على كل سكان البلدة ومؤسساتها ومتاجرها عدم التعامل مع هؤلاء الفلسطينيين، وأرغمت المستشفيات على عدم استقبالهم أو علاجهم، وانتزاع الحجاب من على رؤوس نسائهم. لم يك أمام هؤلاء اللاجئين - خاصة بعد مقتل اللاجئ حسن شباكي وتعليقه لمدة أسبوع على شجرة - إلا الهروب الجماعي من إيطاليا، فوصل نحو (154) لاجئا منهم إلى السويد في مايو/ أيار الماضي أدخلتهم السلطات السويدية إلى مخيم للاجئين لحين البت في أمرهم.وقامت السويد بمخاطبة الحكومة الإيطالية لإعادتهم وفقا لاتفاقية دبلن، مما يعني استمرار معاناتهم وعذابهم، وهذا ما حدث بالفعل عندما التقى مسؤول من شرطة الحدود السويدية وآخر من دائرة الهجرة السويدية مع العوائل الفلسطينية والأفراد الذين فرّوا من إيطاليا حيث تم إبلاغهم من قبل شرطة الحدود إن عملية الترحيل إلى إيطاليا ستبدأ خلال أسبوع إلى عشرة أيام، لأن ايطاليا قررت إعادتهم و نقلهم إلى مناطق قريبة من المناطق التي كانوا يسكنوها، ولكن تلك الإعادة ستكون بدون أي ضمانات وأن الحكومة السويدية لا تتدخل في قرارات الحكومة الايطالية وليست مسؤولة عن طريقة تعاملها مع اللاجئين، و لم تكتف السويد بهذا البلاغ بل قامت شرطتها بتطويق المبنى الذي يتواجد فيه اللاجئون الفلسطينيون لمنعهم من أي تحرك قد يقومون به. هنا كان من الأجدى بالحكومة السويدية أن تقبلهم كلاجئين خصوصا ً أنها صاحبة مشروع إغلاق مخيم التنف و تملك سمعة جيدة في تعاملها مع اللاجئين، و أن تأخذ بعين الاعتبار مخالفة إيطاليا لقوانين اللجوء وما يتعرض له اللاجئين من خوف على حياتهم و مستقبل وجودهم. هذا غيض من فيض المعاناة المستمرة للاجئين الفلسطينيين في العراق، ففصول المعاناة والآلام تتولى عليهم، فما أن يسدل ستار فصل حتى يرفع الستار عن فصل جديد من سِفر اللجوء الفلسطيني، فهلا تقف الحكومة الايطالية موقفا ً نبيلا ً أخرا ً تجاه اللاجئين الفلسطينيين خصوصا ً أنها من الدول الموقعة على اتفاقية عام 1951 ، و كذلك هل تتابع المفوضية العليا السامية لشؤون اللاجئين قضية أولئك المنكوبين المشردين مراراً و تكراراً. المصدر: فايز أبوعيد - تجمع واجب