Menu
أبو عدنان في حوار خاص لــصحيفة الزمان: الاعتقالات في الضفة وراء فشل الحوار الفلسطيني والتهدئة تلفظ أ

أبو عدنان في حوار خاص لــصحيفة الزمان: الاعتقالات في الضفة وراء فشل الحوار الفلسطيني والتهدئة تلفظ أنفاسها الأخيرة

قــاوم – وكالات : حاوره: مصطفى عمارة اثار قرار تأجيل الحوار الفلسطيني في القاهرة بعد قرار حماس مقاطعة جلساته العديد من ردود الفعل والجدل حول المتسبب في هذا الفشل فلقد حمل البعض حماس المسؤولية واتهم البعض الاخر فتح. وفي محاولة للوصول الي آراء الفصائل الفلسطينية حول هذا الموضوع كان لـ (الزمان) هذا الحوار مع محمد البابا (ابو عدنان) عضو القيادة المركزية للجان المقاومة الشعبية. س / ما هي في اعتقادكم الاسباب الحقيقية لتعليق جلسات الحوار الفلسطيني بعد رفض حماس المشاركة بها؟ وما تأثير هذا علي عقد جلسات الحوار مرة اخري وعلي حالة الاحتقان داخل الساحة الفلسطينية؟ ــ نعتقد أن السبب المعلن للتأجيل هو السبب الحقيقي ففي امتناع الاخوة في حركة حماس من حضور جلسات الحوار لن يكون هنالك أي معني ولا مضمون للحوار فرفض حماس وفصائل أخري من بينها الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية القيادة العامة والصاعقة للحضور في ظل استمرار الاعتقال السياسي في الضفة الغربية هو السبب المؤكد للتأجيل حسب علمنا ومتابعتنا للأمور. ونفترض أن حالة عقد الجلسات مرة أخري تعني الاستجابة لهذا المطلب ما سيؤكد جدية الأطراف في الحوار وجدوي متابعة ذلك للخروج بنتائج تعود بالخير علي الساحة الفلسطينية ولم فرقتها أما ما عدا ذلك فلن يكون الا شكلا استعراضيا لا يغير علي الأرض شيئا.  لماذا لم تشاركوا في جلسات الحوار الماضية وما موقفكم من المشاركة في اي حوار جديد يجري؟ ــ في الجولة الأخيرة التي تم تأجيلها فقد وجهت الينا القيادة المصرية دعوة للجان المقاومة الشعبية للمشاركة وتم الرد عليها ببعض التساؤلات وتحديد موقفنا من مسودة الاتفاق كاتفاق مبادئ والتي وزعت علي الفصائل ليتم اقرارها في جلسة الحوار التي تم تأجيلها. أما عن الجلسات السابقة فقد سجلنا موقفنا الاحتجاجي علي تغيبنا عن جلسات الحوار السابقة وتأكيدنا أننا جزء من الخريطة الفلسطينية لا ينبغي القفز عنها ولا تجاوزها. وهذا ما نفترض أنه حق وواجب في آن واحد بدلالة وجودنا بل ونجاحنا كلجان مقاومة شعبية في الوساطة في العديد من الاشكاليات التي طرأت بين الطرفين وبحضور بعض المسؤولين المصريين في بعض تلك الحالات. وأما في حال انعقاد الحوار من جديد أو أي حوار آخر سيكون موقفنا مبنياً علي حيثيات ذلك الحوار ومن السابق لأوانه التصريح بأي قرار في هذا الاتجاه. س / ما ردكم علي الانباء التي ترددت عن وقوف دولة اقليمية كإيران وراء قرار حماس بمقاطعة الحوار؟ وما طبيعة علاقاتكم الحالية بإيران. ــ ببساطة لو تم الافراج عن المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية لذهبت حماس وباقي الفصائل المعترضة الي الحوار ولما تم زج اسم ايران ولا غيرها في هذا المعترك. ولكن والساحة مفتوحة علي تبادل الاتهامات بمعني أو من دونه مثل تصريح عمرو موسي في حينه بوجود فيتو أمريكي يمنع الحوارو اتخاذ ذلك دليل علي تعطيل الحوار من طرف سيستدعي الزج باسم ايران كمقابل لهذا الاتهام. ونحن في لجان المقاومة الشعبية ورغم عدم اتساع علاقاتنا الخارجية معنيين بالعلاقة الطيبة مع كافة الدول العربية والاسلامية علي أساس موقفها الايجابي من قضيتنا ومقاومتنا وبالرغم من عدم وجود تواصل مباشر مع الكثير منها مثل ايران الا أننا نكن لمواقفها الداعمة للقضية الفلسطينية ومقاومتنا كل التقدير والاحترام. س/ ما تعليقكم علي ما قاله سمير غطاس الباحث السياسي الفلسطيني بان القائم بالاعمال الايراني ابلغه رغبة ايران في حضور جلسات الحوار لانها الطرف الوحيد القادر علي الضغط علي حماس؟ ــ الحقيقة أنني لا أستطيع الجزم بأن سمير غطاس المسؤول عن مركز مقدس الذي أسسه محمد دحلان شخصيا قد كذب في هذا الخبر ولكن حيث سبق واتهمنا زورا وبهتانا في لجان المقاومة الشعبية بالتحالف مع حماس والتبعية للقاعدة وتنفيذ مخططاتها بضرب فتح فأنا أجزم أن له سابق اقتراف للكذب والتخريف. وأما أن يلتقي بالقائم بالأعمال الايراني وأن يخبره أشياء فأعتقد أن جهة الاجابة في هذا المقام غائبة. س/ هل تعتقدون ان هناك مجموعة في فتح يقودها محمد دحلان تسببت في فشل عقد الحوار وتوتير العلاقه بين حماس من جهة والسلطة وفتح من جهة اخري؟ ــ هنالك طرف متنفذ في حكم الضفة الغربية وله تأثير علي فتح وجزء كبير منهم لا علاقة له بفتح يسعي بكل ما أوتي من قوة لتدمير أي امكانية لتوحيد الشارع الفلسطيني وأن يكونوا طابورا خامسا أو غير ذلك فهذا ما لا يجوز لي توزيع اتهامات علي أي كان ولكن ما يمكن التأكيده أن هذا التجمع يدافع عن مشروع قائم علي التطبيع والتنازل والتخذيل وتثبيط المجتمع وهم ضد المقاومة وضد المقاومين بكل ما أوتوا من قوة. وأما أن يكون دحلان هو من يقود هذا التيار فما نعرفه من متابعاتنا أن نفوذ دحلان في الضفة غير موجود وأن هذا الطرف المتنفذ في الضفة علي خلاف مع دحلان وضده. س / بعد قرار الجامعة العربية بتحميل اي طرف فلسطيني يتسبب في افشال الحوار المسؤولية بصورة علنية هل تتوقعون ان تتهم الجامعة حماس بإفشال الحوار؟ وتقوم الدول العربية بتوقيع عقوبات ضدها؟ ــ بداية الصيغة التي خرجت بها الادارة المصرية لوصف نهاية مرحلة من الحوار هي التأجيل ولم تعمد الي الاتهامات وتحميل المسؤوليات وأفترض أن الموقف المصري مع العديد من التصريحات لا زالت تؤكد أن الحوار قادم وأنهم يحذرون من اثارات تؤدي الي تضييع ما تم بذله من جهود. وأعتقد أن أي تلويح بمثل هذا التهديد هو محاولة ايجابية ولكنها ضعيفة للضغط علي الطرفين ولا أفترض امكانية الحصول علي أي اجماع عربي ترتهن اليه في العادة قرارات الجامعة العربية. وحتي في حالة أي قرارات فانها تفتقر الي التنفيذ وخير مثال قرارات الجامعة العربية برفع الحصار عن غزة والتي تخضع للمصالح الخاصة بكل دولة ولا ترتهن لأي التزام بمحتوي القرار. وأما عن موضوعية وصحة الاتهام فلا أعتقد أنه يجوز اتهام حماس حتي الآن أنها قد عطلت الحوار اللهم الا إذا نفذ طلبها وطلب غيرها وتم الافراج عن الأسري السياسيين في الضفة الغربية وهل تستطيع جامعة الدول العربية الوصول فقط في هذا الاتجاه للافراج عن هؤلاء المعتقلين أو هل يهمهم ذلك أصلا...؟ س/ ما هي في اعتقادكم فرص عقد جوله الحوار الفلسطيني الشامل؟ وما هي فرص نجاحه في ظل تلك الاجواء التي تغلف الساحة الفلسطينية؟ ــ نفترض أنه لا بديل عن الحوار الفلسطيني الشامل وما من مفر أمام انجازه ونفترض أن مصالح كافة الأطراف فضلا عن القناعات المبدئية تتزايد في هذا الاتجاه. وستعود جولات الحوار للانعقاد عاجلا أم آجلا... ولكن هذه المرة بمقومات النجاح والأسس الصحيحة باذن الله وأعتقد أن الجهد المصري لمدة تزيد عن الشهرين والذي سبقته جولات لم يكتب لها النجاح تقترب أكثر فأكثر وتخدمها متغيرات ستدفع لانجاح الحوار باذن الله. س/ ما ابعاد السماح لقوات من الشرطة الفلسطينية بدخول منطقة الخليل؟ وهل تتوقعون ان تؤدي تلك الخطوة الي اندلاع اشتباكات بين تلك القوة والمقاومة الفلسطينية؟ ــ السماح للشرطة الفلسطينية العمل والتواجد في أي منطقة فلسطينية في الضفة وتحت أي مسمي ألف أو باء أو جيم لا يعني بحال في المنظور الصهيوني توقف توغلات وهجمات الصهاينة في تلك المناطق وفي حالة التدخل الأمني الاسرائيلي وهجومها علي الشرطة الفلسطينية أن تنسحب من حيز أي منطقة مطلوبة للاحتلال. وبكل ما في هذا الأمر من دلالات علي الجهود السلطوية لضرب المقاومة والمقاومين وتفاني منظري السلطة باقناع الصهاينة أنهم أقدر علي الهجوم علي المساجد والمنازل بردود فعل أقل بكثير من تلك التي ينظر لهجوم المحتل الصهيوني عليها وأنهم جاهزون لفعل أي شيء لحماية جنود وسكان المغتصبات الصهيونية هناك. وأما عن توقع الاشتباك بين الشرطة والمقاومين فنتمني دوما أن يتمكن المقاومون من تسجيل الوجع الأكبر والفزع الأكبر للشرطة والصهاينة في نفس الوقت بالنجاح في عمليات نوعية تنال من المحتلين. س/ بعد الغارات الاسرائيلية الاخيرة علي غزة؟ ما فرص استمرار التهدئة في المرحلة القادمة؟ ــ التهدئة وهي تعد أيامها الأخيرة للتوقيت الزمني المفترض لها نظريا لم يعد لها وجود حقيقي وعملي علي الأرض فأي تهدئة هذه التي يستشهد ويصاب فيها العشرات ويتم التوغل في أرضنا الطاهرة بدبابات الاحتلال والقصف من الأجواء التي تكاد لا تغادرها طائرات العدوان. فضلا عن أن التهدئة كانت مشروطة برفع الحصار الذي يتم تشديده لا رفعه. فلو صمدت التهدئة بتسميتها الزمنية المعروفة فان التاسع عشر من شهر ديسمبر القادم سيكون نهايتها وستبقي المدة الباقية بين عدوان مباغت هنا وهناك وردود علي ذلك العدوان الي ذلك الحين. س/ مع قرب انتهاء ولايه محمود عباس هل تتوقعون حدوث فراغ دستوري بعد انتهاء ولايته؟ وما البديل لعدم حدوث هذا الفراغ؟ ــ أعتقد أن من حوافز الحوار هو سبق تاريخ نهاية ولاية عباس التي قد تفرض تكريسا اضافيا لواقع الانقسام فلو انتهت ولايته في ظل الانقسام سيتم تجديدها من قبله و بأي اجتهادات سيتوصل اليها فريقه. بينما سيكون تاريخ انتهاء ولايته بداية تكليف لرئيس المجلس التشريعي الغائب في سجون الاحتلال والذي يقوم مقامه أحمد بحر والآخرين من قيادات حماس وبالتالي يصبح للضفة رئيس وحكومة ولغزة رئيس وحكومة كلتاهما لمسمي السلطة الفلسطينية. وبكل الأحوال لا بديل عن الوصول الي اتفاق وتوحيد الجغرافيا والسياسة الفلسطينية. س / بعد فوز اوباما برئاسة الولايات المتحدة هل تتوقعون تغييرا في السياسة الامريكية تجاه القضية الفلسطينية؟ ــ كما يعلم الجميع فان دولة مثل الولايات المتحدة الأمريكية محكومة لمنظومة مؤسسات كلها تخضع للفكر الصهيوانجيلي وتغيير الرئيس لا يعني تغيير نظام الدولة هذا من جانب ومن جانب آخر فان تصريحات أوباما والأشخاص الذين كلفهم والذين يتوقع تكليفهم هم نفس أصحاب الفكر الصهيوانجيلي. ولا جديد يتوقع في هذا الاتجاه. ولكن ما ينبغي التأكيد عليه أن الولايات المتحدة تشهد الهزائم تلو الهزائم والفشل تلو الفشل وتنهار اقتصاديا وعسكريا وأخلاقيا ومستقبلها لن يغيره أوباما أو غيره والمستقبل حافل بإذن الله بصعود نهج المقاومة وهزيمة المستعمرين ومحتلي العراق وفلسطين وأفغانستان وما ذلك علي الله ببعيد.