Menu
واشنطن بوست: أوروبا ترجح سيطرة الإسلاميين ولذلك قللت أموالها في الشرق الأوسط

واشنطن بوست: أوروبا ترجح سيطرة الإسلاميين ولذلك قللت أموالها في الشرق الأوسط

قــاوم- قسم المتابعة :   "لماذا تحتاج مصر إلى المال؟"... تساؤل طرحته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لتسلط الضوء على خطورة التراجع الغربي عن الدعم الذي وعدوا به عقب الربيع العربي الذي اجتاح معظم العالم العربي وبخاصة مصر، حيث تعهدت أوروبا بمليارات الدولارات لدعم الديمقراطيات الناشئة، لكنه في النهاية أصبحت تلك الوعود حبرا على ورق، وهو ما دفع الصحيفة للقول: إن أوروبا بذلك ترجح كفة الإسلاميين في حكم مصر. وقالت الصحيفة الأشهر: أعلن القادة الغربيون أن الربيع العربي يقدم فرصة تاريخية لتحويل منطقة الشرق الأوسط نحو الأفضل، كانوا على حق إذا كان المستقبل الأفضل جوهر مطالب احتجاجات واسعة في مصر وتونس وليبيا وغيرها، هذه المطالب هدف يستحق الاستثمارات الكبيرة، ورغم مشاكلها المالية فقد وعدت البلدان الغنية بدعم هذه الديمقراطيات، وفي اجتماع مجموعة الثماني في نيويورك مؤخرا، قال وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه: "إننا تعهدنا بنحو 80 مليار دولار من المساعدات لمصر وتونس والأردن والمغرب على مدى العامين المقبلين". وأضافت الصحيفة المشكلة في كثير من الأحيان أن المساعدات الدولية لا تصل، فمصر  على سبيل المثال تم تخصيص نحو 17.5 مليار دولار لمساعدتها، إلا أن شيئا من هذه الاموال لم يصل، فهي وعود "من أجل الدعاية فقط"، ومصر فعلا في حاجة ماسة للأموال، حتى تواجه هجمات المعلمين والأطباء والعمال الحكوميين الآخرين المطالبين بتحسين أحوالهم، ناهيك عن تململ جيل من الشباب الذين قادوا الثورة و40 % منهم عاطلون عن العمل. وأوضحت الصحيفة أن مصر تحتاج إلى المال من أجل الاستثمار طويل الأجل، وأيضا تحتاج لنقد سريع، فرغم أن الاقتصاد لم ينهر وسجل نموا يقل قليلا عن 2 % السنة المالية المنتهية في يوليو، فإن صناعة السياحة لا تزال منخفضة والاستثمار الأجنبي انخفض بمقدار الثلثين، وأنفقت الحكومة المؤقتة بالفعل ما يقرب من ثلث احتياطيات البلاد، كل ذلك جاء في فترة حاسمة من الحملات السياسية والانتخابات وكتابة الدستور، وتواصل الإضرابات أو تقليل الإنفاق الحكومي سيزيد من فرص الأحزاب الإسلامية والشعوبية المعادية للغرب. جزء من مشكلة التدفق النقدي -بحسب الصحيفة - هو خطأ من المجلس العسكري الأعلى – الذي رفض 3 مليارات دولار قرضا من صندوق النقد الدولي، فضلا عن 1 مليار دولار من البنك الدولي- هذه المواقف غير مقبولة، لكن الجنرالات وعدوا بتسليم السلطة خلال أشهر قليلة، وما يهم الآن هو أن الحكومة المدنية المنتخبة لا تأتي على إرث خزينة فارغة أو أزمة اقتصادية، ولهذا السبب ينبغي على الولايات المتحدة وغيرها أن يسلموا المساعدات لمصر. ووصفت الصحيفة تردد الكونغرس في الموافقة على التمويل الجديد لمصر بأنه "يتسم بقصر النظر"، لأن الذين يشككون في ما إذا كانت مصر سوف يحكمها الإسلاميون وعما إذا كانت سوف تمزق علاقاتها مع إسرائيل، وأن هذا إذا حدث سوف يكون مخاطرة، لكنها ستتحقق على الأرجح إذا حرمت مصر من المساعدات الغربية، وأصبحت غير قادرة على دفع رواتب العمال أو خلق فرص عمل للشباب في الأشهر المقبلة .