Menu
وزير الدفاع الأميركي يوجه تحذيرا صارما لطنطاوي

وزير الدفاع الأميركي يوجه تحذيرا صارما لطنطاوي

قــاوم – وكالات :   قررت الحكومة الصهيونية في جلستها، أمس، بذل كل مستطاع لإعادة السفير الصهيوني، يتسحاق لبنون، آمنا إلى القاهرة، وعدم السماح بفراغ دبلوماسي في العلاقات بين البلدين.  وقال رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في مستهل الجلسة، إن السلام مع مصر هو مصلحة استراتيجية عليا. وفي الوقت نفسه، أطلق وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، تصريحات يهدد فيها بإطلاق الرصاص على كل من يقتحم مقر سفارة صهيونية في الخارج.   وكانت الحكومة الصهيونية قد أفردت حيزا واسعا من جلستها العادية أمس، لحادث الهجوم على السفارة في القاهرة، وتخريب محتوياتها ومحاصرة ستة حراس صهاينة داخل غرفة فيها. وتعمد نتنياهو الحديث عن تفاصيل ما جرى، استمرارا في المحاولات لإظهار مصر بعد ثورة الربيع «دولة بلا سلطة قانون تعاني من انفلات أمني».   وقال إن «الاعتداء على سفارة دولة الاحتلال في القاهرة على يد مثيري شغب، حادث خطير جدا، وكان ممكنا أن يكون أخطر بكثير، وأن يتحول إلى كارثة لو نجح المشاغبون في اقتحام الباب الذي كان الحاجز الأخير بينهم وبين مكاتب السفارة وإيذاء الدبلوماسيين الذين كانوا محاصرين داخلها».   وقال نتنياهو إن القيادة المصرية لم تتعاون، في البداية، على وضع حد للهجوم في الوقت المناسب، وإن رئيس المجلس العسكري، حسين طنطاوي، رفض تلقي مكالمة هاتفية منه أو من وزير الحرب، إيهود باراك، وحتى من مسؤولين أميركيين. ومع ذلك فإنه، وبعد الإشادة بالرئيس الأميركي، باراك أوباما، على «المساعدة التي قدمها لإنقاذ دبلوماسيينا بسلامة وأمان»، أشاد بجهود السلطات المصرية «الحازمة» لتحرير دبلوماسيينا من السفارة.   وقال إن هذه الجهود جديرة بالتقدير، و«لكن - أضاف - لا يمكن أن تمر مصر مرور الكرام على المساس الخطير بنسيج السلام مع دولة الاحتلال، وعلى الانتهاك السافر للأعراف الدولية، وسنجري لاحقا مشاورات فيما يتعلق بالخطوات المطلوبة». واستمعت الحكومة الصهيونية إلى تقارير من وزارة الخارجية والمخابرات حول ما جرى خلال الهجوم على السفارة، تسرب منها للإعلام أن الحكومة الصهيونية أقامت غرفة عمليات وطوارئ لمتابعة الأحداث في مصر، وأن نتنياهو وباراك حاولا طوال الليل التحدث مع رئيس المجلس العسكري الأعلى، طنطاوي، إلا أنه تهرب من الحديث معهما. فاتصل نتنياهو مع الرئيس الأميركي، أوباما، شاكيا. فأمر الأخير رجال البيت الأبيض ووزارة الخارجية بمحاولة الاتصال. ولكن طنطاوي رد فقط بعد ساعتين، وبعد أن كان على الطرف الثاني من الخط، وزير الدفاع الأميركي، ليون بانيتا.   وقد جاء في التقارير الصهيونية أن بانيتا وجه تحذيرا صارما إلى طنطاوي من مغبة أي أذى للحراس الصهاينة الذين كانوا محاصرين في الغرفة الوحيدة التي بقيت مغلقة في السفارة، وقال له: «ضاع وقت طويل حتى الآن، ولكن من الآن فصاعدا أرجو ألا تضيعوا المزيد. فقد يؤدي ذلك إلى مأساة إنسانية، وستكون لها تبعات خطيرة».   وأضافت التقارير الصهيونية، أنه بعد هذه المحادثة، تغيرت التصرفات المصرية. وحسمت القضية في وقت قصير، حيث دخلت السفارة فرقة من الكوماندوز التابعة لقوات خاصة في الجيش المصري، وكان أفرادها يرتدون الزي المدني. وجلبوا معهم ملابس عربية مصرية وحطة فلسطينية، ألبسوها للحراس الصهاينة المحاصرين، وبهذه الطريقة أخرجوهم من المبنى من دون أن يشعر المتظاهرون المصريون بالأمر، ونقلوا إلى مطار القاهرة، حيث كان في انتظارهم طائرة عسكرية صهيونية.   ونقل عن مصادر في قيادة الجيش الصهيوني قولها، خلال الجلسة، إن هذه العملية تعتبر «حادثا خطيرا جدا، كان من الممكن أن ينتهي بـ(نتائج أخطر)». واعتبرت المصادر ذاتها أن ما حصل يشير إلى «عدم الاستقرار في مصر والمنطقة»، وأنه «جزء من ظاهرة مقلقة».   من جهة ثانية، كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن أن «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية في الكيان)، كان قد حذر من هجوم كهذا قبل عدة شهور، واقترح أن يتم إخلاء السفارة الصهيونية في القاهرة، وإعادة الدبلوماسيين الصهياينة حتى تهدأ وتتضح الأوضاع في مصر، إلا أن الخارجية الصهيونية عارضت ذلك في حينه، قائلة إن إخلاء كهذا سيصبح سابقة، ويجب عدم السماح بذلك. وأضافت الصحيفة أن مباحثات الإخلاء كانت قد أجريت في ذكرى النكبة الفلسطينية في مايو (أيار) الماضي بشأن إخلاء السفارة الصهيونية في القاهرة. ونقل عن مسؤولين في الأجهزة الأمنية الصهيونية قولهم إن هناك مخاوف من فقدان السيطرة على المظاهرات في القاهرة، وذلك في أعقاب المطالبة المتصاعدة بقطع علاقات مصر مع دولة الحتلال، والخشية من المس بالدبلوماسيين الصهاينة في السفارة.