Menu
"القدس الدولية": الوقت ليس في مصلحة القدس وأهلها

"القدس الدولية": الوقت ليس في مصلحة القدس وأهلها

قــاوم- الضفة المحتلة: أصدرت إدارة الإعلام والمعلومات في مؤسسة القدس الدولية، تقريرها الثاني من حال القدس، والذي غطى الربع الثاني من عام 2011. وأشار التقرير إلى انعدام أي تغييرات في مواقف القوى المختلفة تجاه المدينة، وسلّط الضوء على العديد من الأحداث البارزة التي شهدتها المدينة خلال الفترة الماضية، حيث لا تزال سلطات الاحتلال مستمرة في سعيها الحثيث لتهويد المدينة وترويجها كعاصمة لدولة الاحتلال، "مقابل تقاعس سياسي عربي وإسلامي وعالمي، ينفضح يوماً بعد يوم أمام جسامة الإجراءات الإسرائيلية على الأرض". ورصد التقرير في شقّه الأوّل، تطور مشروع التهويد الديني والثقافي في القدس، حيث افتتح الاحتلال خلال الفترة الماضية "مزارًا يهوديًّا أثريًّا" جديدًا ملاصقًا للمسجد الأقصى، وذلك كموقعٍ جديد يُضاف إلى عشرات المواقع ضمن المدينة اليهوديّة التاريخيّة التي يبنيها الاحتلال في محيط المسجد وأسفل منه. كما رصد في شقّه الثاني، تطور مشروع التهويد الديموغرافي، حيث تسارعت وتيرة الاستيطان مدفوعةً بالدعم الأميركيّ الذي تلقاه رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الولايات المتحدة الأميركيّة. وأكد التقرير تسارع وتيرة المواجهات المستمرة في سلوان والعيسوية بين المقدسيين وشرطة الاحتلال، التي باتت تنتهج عنفاً منظماً، أدى إلى إصابة واعتقال مئات الأطفال والمدنيّين، فضلاً عن استشهاد طفل رضيع إثر استنشاقه الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته قوات الاحتلال داخل منزله. وحذر التقرير على المستوى السياسيّ، من التقاعس الفلسطيني عن التحرّك لنصرة المدينة المقدسة، حيث لم تنعكس المصالحة الفلسطينية بشكلٍ إيجابيّ على أرض الواقع في القدس كما كان متوقّعًا، ولم تُسفر عن أيّ تحركٍ ملموس يُسهم في تغيير واقع المدينة. وتابع "إنّ تراجع اليونسكو عن قرارها اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل على موقعها الإلكتروني تحت ضغط الإدانات، لا يُشكّل نصراً عربياً وإسلامياً، وهو في واقع الأمر مجرد نقطة شكلية لا تغير في واقع القدس على الأرض شيئًا، ولم يكن يستحقّ أن يشغل كلّ هذه المساحة فيما تغيب التطوّرات الميدانيّة المؤثرة عن الإعلام بشكلٍ كبير وهي أولى بالاهتمام والتحرّك السياسيّ والإعلاميّ". ولفت التقرير إلى التناقض الذي أظهرته استطلاعات الرأي التي أجريت حول موقف سكان دولة الاحتلال من القدس في الذكرى الـ44 لاحتلالها كاملة، حيث أظهرت هذه الاستطلاعات أنّ 15% فقط من سكان دولة الاحتلال يرغبون بالعيش في القدس، فيما يرفض أكثر من 66% وقف الاستيطان فيها أو التنازل عن أيّ جزءٍ منها للفلسطينّيين، في إطار أيّ تسوية بما في ذلك المسجد الأقصى المبارك؛ وهو الأمر الذي يُظهر أنّ المفاوضات مهما طالت فلن يستطيع المفاوض الفلسطينيّ الوصول لأيّ تسويّة مع دولة الاحتلال حول القدس لأنّ الموقف منها في مجتمع الاحتلال هو موقف عقائديّ وقوميّ يتمسّك بها كرمزٍ للدولة وللشعب اليهوديّ.  كما أشار التقرير إلى المعاناة التي يعيشها نوّاب المدينة ووزيرها بعد مرور عامٍ كاملٍ على بدء اعتصامهم المفتوح في مقرّ الصليب الأحمر، دون أن يكون هناك أيّ تحرّك جديّ لحلّ قضيّتهم على المستوى المحلّي أو الدوليّ. وختم التقرير بالتحذير من "أن الوقت ليس أبداً في مصلحتنا، وأن كل دقيقة نقضيها بالانتظار والتنديد لا بالعمل والتخطيط لدعم المقدسيين وتثبيتهم، هي دقيقة ينجز فيها الاحتلال بعضاً من مآربه ومخططاته الاستيطانية والاحتلالية في المدينة، وأنّ بقاء المسجد الأقصى قائمًا وبقاء الهويّة العربيّة والإسلاميّة الطاغية في البلدة القديمة، يجب أن لا يُشكّل مصدرًا للاطمئنان والتراخي، فالاحتلال لا يحتاج من أجل تهويد المدينة لهدم مسجدها وحجارتها حجرًا حجرًا، بل يكفيه أن يُهجّر أهلها ويقهرهم، ويُعيد تشكيل رواية التاريخ فيها، حتى تُصبح معالمها وحجارتها جزءًا من التاريخ اليهوديّ للمدينة بدل أن تكون جزءًا من تاريخها العربيّ والإسلاميّ، وعندها يكون الأوان قد فات لحماية ما تبقّى من القدس".