Menu
في ذكرى حرب تموز الخامسة : المقاومة اللبنانية قوية ومستمرة وعلى جهوزية عالية

في ذكرى حرب تموز الخامسة : المقاومة اللبنانية قوية ومستمرة وعلى جهوزية عالية

قـــــاوم- قسم المتابعة : في مثل هذا اليوم من العام 2006، نفذت المقاومة اللبنانية عملية "الوعد الصادق" لتحرير الأسرى اللبنانيين والعرب من زنازين العدو الصهيوني، والذي مضى على البعض منهم ثلاثة عقود خلف القضبان، وطي النسيان، وذلك ترجمة لوعد قائد المقاومة اللبنانية الذي لطالما قال واكد بأننا "لن نترك أسرانا في سجون الاحتلال"... فأسرت المقاومة جنديين صهيونيين بعد إعطاب آليتهما العسكرية، ونقلتهما إلى "جهة آمنة"!.. وأعلن زعيم حزب الله الشيخ حسن نصر الله في مؤتمر صحفي ان الجنديين الصهيونيين لن يعودا، لو تدخل كل العالم الا بعملية تبادل للأسرى تتم عبر مفاوضات غير مباشرة! مؤكدا في الوقت نفسه جهوزية المقاومة للرد على اي تصعيد تقوم به قوات العدو الصهيوني! وبدل ان يستجيب قادة العدو لمطالب سيد المقاومة اللبنانية، وتتم عملية التبادل على غرار ما حصل في محطات سابقة، مع المقاومة الفلسطينية حينا، واللبنانية حينا آخر، أعلنوا حربهم لاستعادة الجنديين... لكن سرعان ما تدرجت التسميات والأهداف الصهيونية للعدوان، مع التصعيد العسكري الذي شمل الأراضي اللبنانية كلها وبكافة أسلحة الدمار... والحرب السياسية والإعلامية الكونية التي قادتها الإدارة الأميركية وحلفائها الغربيين،  وقوى "الاعتدال" العربية، ضد المقاومة اللبنانية!.. فقد سمي العدوان في وسائل الإعلام الصهيونية بداية: بحرب استعادة الجنديين الأسيرين، "الثواب العادل"... ومن ثم "حرب لبنان الثانية"... أو "حرب اسرائيل الأولى" بسبب ضراوتها من جهة ولكون ميدانها شمل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتساقطت مئات الصواريخ على رؤوس الصهاينة لأول مرة في تاريخ الصراع العربي - الصهيوني، إذ كانت ميادين الحروب السابقة في الأراضي العربية المحيطة بفلسطين المحتلة. "مخاض ولادة الشرق الاوسط الجديد" ومع اختلاف التسميات تدرجت أهداف العدوان: من استعادة الجنديين الأسيرين، الى ضرب حزب الله، الى تحطيم حزب الله، والوصول إلى الليطاني لمنع صواريخ حزب الله... وبعد ذلك جاءت التسمية الرسمية لهذا العدوان على لسان وزيرة الخارجية الاميركية في ذلك الزمن كونداليزا رايس التي اعلنت ان هذه الحرب هي: "مخاض ولادة الشرق الأوسط الجديد"!.. الذي تهيمن عليه الولايات المتحدة الاميركية، ويتسيده كيان الاحتلال الصهيوني بدون منازع، وبدون اي شكل من اشكال المقاومة للوجود الاستعماري... وبذلك شكلت تصريحات رايس وغيرها من مسؤولي ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، اساسا للاصطفاف الدولي و"العربي" الداعم للعدوان بكل الامكانيات والطاقات والاسلحة والميادين السياسية والدولية والاعلامية... ونتيجة لاستهدافات هذه الحرب الستراتيجية على المنطقة برمتها، وضرورة استخدام كل الاسلحة "التدميرية" لضرب هذه المقاومة "العصية" وتصفيتها بشكل كلي، دفعت الادارة الاميركية دول "الاعتدال" العربية لمشاركتهم بهذه الحرب الكونية، من خلال رفع الغطاء العربي الرسمي عن المقاومة اللبنانية، وتحميلها مسؤولة العدوان الصهيوني التدميري على لبنان، بما يوفر مبررا للعدو الصهيوني... وهو امر لم يعرفه الصراع العربي - الصهيوني في اي ظرف من الظروف، بهذا الشكل الفاقع... فصدرت تصريحات من مصادر عربية رسمية في دول "الاعتدال" ومن قوى سياسية لبنانية تدور بفلكها، ألقت باللوم على عناصر في داخل لبنان عن العنف مع الكيان الصهيوني , واعتبرت عمليتها "مغامرة غير محسوبة دون الرجوع الى السلطة الشرعية... وبدون تشاور او تنسيق مع الدول العربية!..". ولاحقا كشف عن تورط العديد من قادة قوى 14 آذار في لبنان بدعوة الادارة الاميركية للضغط على الكيان الصهيوني لاستمرار عدوانه حتى تصفية المقاومة بشكل نهائي ومساعدة السلطة اللبنانية على فرض هيمنتها على كل الاراضي اللبنانية، وخاصة منطقة الجنوب اللبناني، والحدود اللبنانية - السورية.    فالحرب على المقاومة  اذن كان العنوان، وهي بمعنى من المعاني عملية "تصفية حساب" على الانتصار التاريخي غير المسبوق الذي حققته المقاومة اللبنانية في الخامس والعشرين من ايار العام 2000، حين اكدت  بالقول والفعل قدرة الشعب والمقاومة ليس على مواجهة العدو الصهيوني وصد الاعتداءات فحسب، وانما الانتصار عليه، والحاق الهزيمة به، واجباره على الانسحاب من اراض عربية احتلها بدون قيد او شرط، وهي سابقة لم يعتدها العدو الغاصب ولم يستسغها حلفاؤه من اميركيين وغربيين ومعتدلين عرب، واكثر من ذلك فقد اكدت المقاومة في ايار 2000 ان هذا الكيان "اوهن من بيت العنكبوت"! العدو يستعد... والمقاومة أقوى وبعد 34 يوما من العدوان الوحشي التدميري الفاشل بكل المقاييس، اجبر العدو على وقف آلته الحربية، مسجلا هزيمة جديدة في تاريخ الكيان المصطنع، هي الثانية في مواجهة قوة مقاومة شعبية على هذا المستوى، ستظل تلاحقه وتؤرق عيشه ما دام مغتصبا لارض فلسطين... لقد خرج العدو الصهيوني مهزوما من هذه الحرب، هو وكل حلفه الذي ترعاه الادارة الاميركية، وكتبت الهزيمة بآلاف الصفحات وبكل اللغات... فلم يستعد الجنديين الاسيرين، ولم يستطع وقف القصف الصاروخي الذي طال اهدافا في عمق الكيان الغاصب، ولم تستطع قواته البرية المدعومة بالطيران الحربي والقصف الصاروخي والمدفعي من تحقيق اي اختراق فعلي للارض الجنوبية، وبالتالي فشل في الحاق الهزيمة بالمقاومة ولم ينل من ارادتها وصمودها الاسطوري،...في حين سجلت المقاومة اللبنانية بعزة وكرامة صفحة جديدة مشرقة من تاريخ الانتصارات التي تقربنا من تحقيق اهدافنا في تحرير الاراضي العربية المحتلة بما فيها فلسطين كل فلسطين، بارادة المقاومة البطلة والتفاف الشعب العربي وكل الاحرار في العالم حولها. فكل معركة تخوضها المقاومة، وكل انتصار تحققه على اي جبهة من جبهات فعلها، تشكل مدماكا وأساسا للتقدم خطوات الى الأمام على طريق فلسطين في حين ان الهزائم تلاحق العدو خطوة خطوة في طريقه المحتوم الى خارج فلسطين. اليوم وفي الذكرى الخامسة للعدوان الصهيوني، ورغم ما يدعيه العدو من جهوزية توفرت له على مدى سنوات الهزيمة، ومناورات شارك بها ولاول مرة  كل المجتمع الصهيوني، ورغم القبب الفولاذية ونظام الدفاع المشترك مع الجيش الأميركي، فان قادة العدو الذين يدقون طبول الحرب هذه الأيام يدركون اكثر من غيرهم ان الحرب الجديدة على لبنان او حتى على غزة المحاصرة لن تكون نزهة، وسيكون ميدانها كما اعلن سيد المقاومة كل الارض الفلسطينية المحتلة!.. خاصة في ظل انشغال الإدارة الأميركية بهزائمها المتلاحقة في العراق وافغانستان واستعدادها لسحب قواتها من هذين البلدين، وسقوط اعتى رموز نظم الاعتدال العربية، رئيس النظام المصري المخلوع حسني مبارك الشريك الفعلي في محاصرة قطاع غزة والحرب على المقاومة. في المقابل فان المقاومة على جهوزية تامة، وقدراتها في تنام مستمر، واستعداداتها كاملة ومعها والى جانبها التفاف شعبي على كل المستويات والصعد.