Menu
تقرير : ليلة رباط مع مجاهدي ألوية الناصر صلاح الدين في خطوط المواجهة المتقدمة مع العدو الصهيوني

تقرير : ليلة رباط مع مجاهدي ألوية الناصر صلاح الدين في خطوط المواجهة المتقدمة مع العدو الصهيوني

قــــاوم- قسم المتابعة : «أغلقوا كاميراتكم والتزموا الصمت واختبئوا تحت أشجار الزيتون بسرعة».. هكذا أمرنا أبو عطايا، الناطق العسكرى لألوية الناصر صلاح الدين، وهو يسحبنا بسرعة تحت أشجار الزيتون، كنا على مسافة حوالي ٩٠٠ متر من الحدود مع فلسطين المحتلة عام 48م ، جاءت إشارة لاسلكية لمجموعة المرابطين الذين كنا نرافقهم فى ليلة رباط على الحدود بوجود طائرة استطلاع صهيونية في السماء يسمونها «زنانة» لأنها تصدر صوتاً يشبه «الزنّ». فجأة أشهر الشباب الملثمون أسلحتهم واتخذوا مواقعهم العسكرية وبقى معنا عدد قليل يتولى حمايتنا، كانت أنوار حمراء قريبة جديدة تضىء بالقرب منا، أبلغني أحد الشباب المرابطين، الذي دخل معي تحت شجرة الزيتون، بأنها أبراج مراقبة صهيونية تتولى مراقبة الحدود، وتحاول الكشف عن أماكن المرابطين لتصفيتهم فوراً. تتحول ليالي غزة إلى ليال من اليقظة والتنبه.. آلاف من الشباب من مختلف الفصائل والوظائف والمهن، طلبة وتجار وشباب يخرجون فرادى وجماعات قليلة ليتخذوا أماكنهم على خطوط التماس مع العدو الصهيوني ، جاهزين للموت دفاعا عن بيوتهم وأبنائهم ووطنهم الذي سلبته القوات الصهيونية منذ عشرات السنوات ومازالوا مصرين على تحريره كاملا. تبدأ ليالي الرباط فى غزة مع أذان المغرب وتنتهى عند أذان الفجر، ليسعى آلاف من الشباب والرجال من أبناء غزة إلى جامعاتهم ووظائفهم وأعمالهم دون أى نوم وبمنتهى النشاط.. «بعد ليلة الرباط أذهب إلى جامعتى بمنتهى النشاط، ورغم أنى أكون ساهراً طوال الليل ممسكاً بسلاحى متنبهاً لأى حركة من العدو الصهيونى، فإننى ويا للغرابة، أذهب لجامعتى بمنتهى النشاط».. هكذا قال لى أحد الشباب الملثمين الذين قضيت معهم ليلة الرباط على حدود المواجهة طبقا لشروطهم. استغرق التنسيق والموافقة على قضائنا تلك الليلة عدة أيام لحين التنسيق مع باقي الفصائل المرابطة، كانت هناك شروط علينا الالتزام بها، أهمها أنه لا مجال للسؤال حول بعض المعلومات العسكرية الحساسة، ولن تروا وجه أي من هؤلاء المجاهدين خوفا من ملاحقة القوات الصهيونية لهم وتصفيتهم، كذلك يجب ألا تسألوا عن أى أسماء. كانت هذه هى التعليمات. سألت أبو عطايا، الناطق العسكرى باسم ألوية الناصر صلاح الدين، وهى الألوية التي انطلقت فى عام ٢٠٠٠ مع الانتفاضة الأولى وأسسها الشهيد الشيخ جمال عطايا أبو سمهدانة، وأشهر عملياتها تفجير الدبابة «الميركافا» الصهيونية التى قالوا إنها لا تقهر، وعملية الوهم المتبدد المعروفة باسم عملية اختطاف شاليط، هذا غير عشرات العمليات العسكرية السرية و العلنية. ■ كيف يتم اختيار المرابطين؟ - يمر المجاهد بعدة مراحل، أولاً لابد من الإعداد الإيماني، ثم يبدأ العمل في مواقع التدريب وهى مواقع غير ثابتة وسرية يتم تدريب المرابطين أولاً بدورة ابتدائية لرفع اللياقة البدنية، ثم يبدأ بعدها المرابط في الدخول في دورات عسكرية أعلى ويتم تصنيف الشباب وتوزيعهم على الأسلحة المختلفة حسب ميولهم العسكرية، هناك من يتم تحويلهم إلى وحدة التصنيع وهناك وحدة الدروع والمدفعية وسلاح المشاة. ■ هل هناك تنسيق أمنى بين الفصائل الفلسطينية المسلحة؟ - هناك شخص يكون مكلفاً من قبل القائد العسكري في كل جناح عسكري، وهذا الشخص ينسق بين الأجنحة العسكرية لترتيب دخول وانسحاب المرابطين حتى لا يحدث أي اشتباه أو اشتباك بالخطأ وألوية الناصر صلاح الدين دائما ما تختار الأماكن المتقدمة ونحن نقسم أماكن الرباط طبقا لمدى اقترابها وابتعادها من خط المواجهة مع العدو الصهيوني، بمعنى أن هناك ثلاثة تقسيمات لأماكن الرباط هناك الاستشهاديون وهم من يتمركزون فى مناطق التماس المباشرة مع العدو، وهم الخط الأول وتقع أماكنهم على بعد عدة أمتار قليلة جداً من العدو الصهيونى وهم يصلون إلى أماكنهم بطريقة صعبة جداً ولا يحملون أى أجهزة اتصال ولكن لهم اتصالا بطرق خاصة مع قادتهم الميدانيين وهم يكونون مسلحين بشكل جيد أما الخط الثانى فهو الخط الذى نحن متواجدون فيه وبه عدة تشكيلات من أسلحة مختلفة وهناك خط ثالث وهو الخط الخلفى ويكون متواجدا بين المساكن ووسط المدنيين وهم يتولون أيضا حماية المنازل. «نحن نرابط فى سبيل الرباط فى سبيل الله لحماية أرضنا ودفاعا عن شعبنا» قال أحد المرابطين بين أشجار الزيتون كان يحمل «أر.بى.جى» ويلبس ملابس الألوية العسكرية السوداء قال «نتحرك بشكل إنفرادى حتى نتجمع فى نقاط الرباط، ولابد أن تكون تحركاتنا حذرة مع ملاحظة ومراقبة نشاط العدو بشكل جيد حتى لا يتم رصد أى مجموعة من مجموعات الرباط ونتخذ عدة طرق للتمويه، وغالبا ما يكون دور المرابطين مواجهة قوات العدو الخاصة التى تحاول اقتحام القطاع، وهناك تعليمات وتقسيمات خاصة، مثلا سلاح الإشارة يهتم برصد كل تحركات العدو الميدانية وفى الأجواء خاصة بالنسبة للطائرات الاستطلاعية، ويبلغ بتلك التحركات أولاً بأول عبر أجهزة اتصالات خاصة بنا. ■ ما تفاصيل كل مجموعة؟ - هو عدد سرى لا نتحدث عن عدد المجموعات أو توزيعها أو أماكن انتشارها فتلك المعلومات سرية. ■ ما دافعك لترابط على حدود قطاع غزة؟ - أولاً حماية وطننا وأبناء شعبنا نحن هُجِّرنا من أراضينا وسندافع عن مخيمنا وأرضنا، أنا لاجئ هجرت أسرتى وأجدادى من بلادنا، صمت قليلا وأضاف «أنا طالب جامعى ولست شخصاً متهوراً لكنى أخرج كل ليلة للدفاع عن أرضى وعن بلادى، لا أخاف أى خطورة أو موت نحن نخرج فى الرباط وكلنا انتظار للشهادة، وأنا أتدرب منذ عشر سنوات تقريبا والتدريبات تحدث بصفة شبه يومية وأخرج للرباط كل ليلة، تحت شجرة أخرى روى شاب آخر قائلاً «نقضى ليلة الرباط فى يقظة، وفى تسبيح وذكر ونخرج من بيوتنا مجهزين بكل شىء نسمع بتركيز ونكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن بيوتنا ونعلم أنه لا توجد لنا أى وسيلة للدفاع عن أرضنا ونثق فى نصر الله وأنا متأكد أن جلسات الرباط تلك لن تكون طويلة. نحن مواطنون عاديون فى النهار ولكن فى المساء نلبس بدلاتنا العسكرية ونخرج فى أماكننا، فى الغالب الرباط يبدأ مع أذان المغرب لكن إذا جاءت إلىّ معلومات عن وجود تحركات للعدو ممكن نخرج من العصر. «رغم أنه من الشائع أن الرباط يبدأ مع أذان المغرب، لكن أحياناً تبدأ ليلة الرباط مع العصر عندما تصل معلومات عن تحركات صهيونية قريبة من الحدود» قال ذلك أحد القادة الميدانيين. وأضاف «نحن نرابط حسب المعلومات الاستطلاعية التى تأتى لنا ونتحرك بناء على تلك المعلومات، هناك أماكن ثابتة للرباط لكن هناك كمائن أخرى طيارة تتحرك بشكل مستمر طوال الليل وهناك كمائن متحركة تجوب حدود القطاع». المصدر المصري اليوم / بتصرف