قـــاوم- خاص :
" إن الفراق صعب وفقدان قائد في حجم الشيخ جمال أبو سمهدانه له أثر كبير في نفوس مجاهدي ألوية الناصر وأنها زادت من إلتفاف المجاهدين هو خيار الشهداء خيار المجاهدين فكان بعد إستشهاد " أبو عطايا" أقوى العمليات في إنتفاضة الأقصى وهي " الوهم المتبدد " حيث شاركت فيها ألوية الناصر صلاح الدين وقدمت إثنين من الشهداء هم حامد الرنتيسي ومحمد فروانة عليهما رحمه الله وهذا تأكيد على إستمرارية النهج الإستشهادي الذي سعى الشهيد " أبو عطايا" لترسيخه في واقع الشعب الفلسطيني " .
التقى مراسل قـــاوم بالأخ أبو عطايا الناطق بإسم ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة ودار هذا الحوار مع مرور خمسة أعوام على إستشهاد الشيخ جمال أبو سمهدانة " أبو عطايا " ..
1- خمس سنوات مرت على إستشهاد الأمين العام للجان المقاومة ماذا يعني لك يوم إستشهاد أبو عطايا ؟
بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله ، يقول الحق تبارك وتعالي "{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } يوم ترجُل القائد جمال أبو سمهدانة , هو يوم نجدد فيه البيعة لله ولرسوله علي مواصلة طريق ذات الشوكة , طريق الشهداء الأطهار نجدد العهد على تمسكنا بفلسطين كامل فلسطين , كأرض وقف إسلامية لا يجوز التنازل عن شبر واحد منها هي ملك للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها .
2- من الصفات البارزة للشهيد أبو عطايا " تقدمه الصفوف الأولى مع المجاهدين " مع هو إنعكاس هذا الفعل الجهادي على المجاهدين ؟
الشيخ جمال أبو سمهدانة رحمه الله لم يكن ممن يعطوا التعليمات والتوجيهات للمجاهدين فحسب بل كل دائما في مقدمة صفوفهم يشارك بنفسه في العمل الجهادي ، فهذا لعب دوراً كبيراً في حشد الهمم وبث روح الجهاد في نفوس الجاهدين والرفع من معنوياتهم الأمر الذي دفعهم إلي مواصلة طريقهم رغم المشقات كما أوصلتهم هذه الممارسة للمفاهيم بالطريقة العملية أن جذر في قلوبهم الإستعداد الكامل للتضحية وتقديم الدماء والأشلاء مرضاة لله عزوجل علي خطي الشهيد رحمه الله .
3- الشهيد أبو عطايا تميز بالعمل المشترك مع فصائل العمل المقاوم ما هو دور أبو عطايا في توحيد جهود المجاهدين وتفعيلها في السنوات الأولى لانتفاضة الأقصى ؟
الشهيد الشيخ جمال أبو سمهدانة كان دائما من دعاة الوحدة , والمطالب دوما بوحدة خاصة العمل العسكري المقاوم مع جميع فصائل المقاومة وخاصة الإسلامية ، فعلاقته المميزة و القوية مع قادة الفصائل ساعد علي تنفيذ عمليات عسكرية ضد العدو الصهيوني كانت تشكل ضربات قوية للعدو وتوقع في صفوفهم الخسائر الفادحة , فلا تكاد تخلو عملية لألوية الناصر صلاح الدين دون أن يشترك بها فصيل أو أكثر منها عملية فتح خيبر وعملية الوهم المتبدد وعملية كسر الحصار وعملية حطين وعملية البرق الصاعق وعملية جسر الموت وغيرها الكثير ..
كذلك كان لأبو عطايا رحمه الله دور كبير في الحد من الخلافات بين الفصائل الإسلامية الفلسطينية بل تعدي ذلك بحلمه وحكمته وصفاته ولين كلاميه غيرته علي وحدة المقاومة أن يتدخل لحل الخلافات الداخلية لبعض الفصائل الفلسطينية وقد نجح في ذلك .
وجسد الشهيد جمال أبو سمهدانة الوحدة الحقيقة حيث تختلط الدماء وتتوحد البنادق بالقول والفعل على أرض الميدان والمواجهة .
4- أبو عطايا رحمه الله كان يطلب الشهادة .. ما هو نوعية التأثير الذي تركه إستشهاده على ألوية الناصر صلاح الدين ؟
رغم الظروف الأمنية الخطيرة التي كان يعيشها الشيخ رحمه الله كان دائما طالباً للشهادة وكان يوصي أصحابه ورفاقه أن يدعوا له بالشهادة , لأنه يؤمن بقوله تعالي "{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ } فهو يطمع برضى الله عزوجل وان ينال ما عنده من الأجر العظيم على فعل المجاهدين .
أما عن التأثير الذي تركه استشهاده علي ألوية الناصر صلاح الدين نقول إن الفراق صعب وفقدان قائد في حجم جمال أبو سمهدانه له أثر كبير في نفوس مجاهدي ألوية الناصر وأنها زادت من إلتفاف المجاهدين هو خيار الشهداء خيار المجاهدين فكان بعد إستشهاد " أبو عطايا" أقوى العمليات في إنتفاضة الأقصى وهي " الوهم المتبدد " حيث شاركت فيها ألوية الناصر صلاح الدين وقدمت إثنين من الشهداء هم حامد الرنتيسي ومحمد فروانة عليهما رحمه الله وهذا تأكيد على إستمرارية النهج الإستشهادي الذي سعى الشهيد " أبو عطايا" لترسيخه في واقع الشعب الفلسطيني .
و عزاؤنا في شيخنا أن تقدم شهيداً بإذن الله في ميادين الرجال والإعداد مقبل غير مدبر يشرف على تدريب وتجهيز إستشهاديان كان في طريقهم لعميلة ضد العدو الصهيوني.
فنقول لشيخنا " أبو عطايا" أن المقاومة والجهاد في سبيل الله عزوجل هي طريقنا وستبقي ألويتك المظفرة علي خطاك وعلي منهجك وفكر حتى تحقيق تطلعات شعبنا وامتنا في تحرير فلسطين كل فلسطين بإذن القوي الجبار .
5- هل من مواقف تذكرها ولحظات لا تنساها مع الشهيد " أبو عطايا " ؟
أتذكر عندما كان يشرف الشهيد القائد أبو عطايا علي بعض الدورات وكان هناك لقاء تلفزيوني أتذكر مرت طائرة استطلاع وكانت تحوم فوق المكان بشكل دائري فأوقف التصوير واللقاء , وأصر " أبو عطايا " علي مغادرتنا المكان فورا خوفا منه على سلامة المتواجدين.
كذلك أتذكر ونحن في جنازة رفيق دربه الشهيد أبو يوسف القوقا كانت الجنازة قد اقتربت من بيت أحد قادة الأجهزة الأمنية الذي كان يختلف معها جمال وأبو يوسف فأطلق حراس منزل النار بكل مباشر علي الجنازة ، موقفي هو إنني كنت بصدفة بجانب أبي عطايا حاولنا سريعاً حمايته فلم يوافق على مغادرة المكان حتى أمنّ جثمان الشهيد أبو يوسف القوقا وقام بالإشراف على سير جنازة التشييع رحمهما الله .
6- ما هو شعورك وأنت الناطق العسكري للألوية وتحمل إسم الشهيد " أبو عطايا " ؟
أنا عندما كلفت أن أكون الناطق العسكري باسم ألوية الناصر صلاح الدين لم أكن سعيدا لأنه حملُ ثقيل وأمانة عظمية أن تكون ناطقاً بإسم المجاهدين الذين يسهرون الليالي في حماية ثغور الوطن ولا يتركون مواجهة مع العدو إلا ويخوضوا غمارها بكل قوة وثبات وهذا يتطلب منا كناطقين إعلاميين أن نكون على مستوى التضحيات التي يقدمها المجاهدين في ميدان المواجهة .
ولكن في نفس الوقت وكأحد العاملين في صوف لجان المقاومة كنت سعيد بهذا التكليف لأنني سأحمل لقب الشيخ أبو عطايا ، أن تحمل لقب أسد بيت المقدس " أبو عطايا " أنه لشرف عظيم لكل من يعرف تاريخ وبطولات " أبو عطايا" ودوره البارز في قتال الصهاينة ورفضه الخنوع والإستسلام للواقع المذل , ونسأل الله عزوجل أن نقدم لديننا ولوطننا بعض ما قدمه الشهيد بإذن الله جمال عطايا أبو سمهدانة "أبو عطايا" .