Menu
الأقصى في خطر .. الاحتلال الصهيوني ينهي العمل ببناء "مدينة يهودية" تحت الأقصى المبارك

الأقصى في خطر .. الاحتلال الصهيوني ينهي العمل ببناء "مدينة يهودية" تحت الأقصى المبارك

قــاوم- القدس المحتلة: كشفت مؤسسة مختصة بمراقبة النشاطات الاستيطانية والانتهاكات الصهيونية في القدس المحتلة، النقاب عن أن الاحتلال انتهى من العمل في أحد أهمّ وأكبر مواقع الحفريّات، وهو نفق يصل بين الجزء الجنوبيّ والجزء الغربيّ من "المدينة اليهوديّة التاريخيّة" التي يبنيها المحتلّ أسفل المسجد الأقصى ومحيطه. مزيد من القهر والقمع وذكرت "مؤسسة القدس الدولية" في تقرير بعنوان "حال القدس" أن هذه المدينة -التي تُشكّل قلب مشروع التهويد الدينيّ- قد أصبحت شبه مكتملة ومتصلة الأطراف بشكلٍ مباشر، وبات بإمكان الاحتلال أن يُنظّم الجولات السياحيّة لزوّار المدينة من دون أيّ احتكاكٍ بينهم وبين الفلسطينيين . وحذر التقرير، الذي يغطي الربع الأول من العام الجاري، من أن مدينة القدس تسير نحو مزيدٍ من القهر والقمع، بينما كانت عواصم المنطقة تسير نحو الحريّة، بعد أن خطى الاحتلال خطواتٍ واسعةً على طريق مشروع تهويد المدينة أرضًا وشعبًا . وأشار التقرير إلى هدم جرّافات الاحتلال فندق "شيبرد" في حيّ الشيخ جرّاح وذلك تمهيدًا لإقامة مجمع استيطانيّ يضمّ أكثر من 70 وحدة سكنيّة على أرض الفندق، مضيفًا أن هذا المشروع الاستيطانيّ يعد الأكبر في محيط البلدة القديمة منذ أن أكمل الاحتلال استيلاءه على كامل القدس عام 1967.   ونوّه التقرير بأنه، بهدم هذا الفندق يكون الاحتلال قد تجاوز أحد أصعب العقبات في إطار مشروع تهويد الأحياء المحيطة بالبلدة القديمة والمسجد الأقصى، والذي يهدف لفصل الأحياء العربيةّ في قلب المدينة عن الأحياء العربيّة في الأطراف ويقطع التواصل الجغرافيّ فيما بينها، ويُفرغ أي سيادة فلسطينيّة مستقبليّة على هذه الأحياء من محتواها . توسيع الاستيطان أمّا على مستوى التهويد الديموغرافي فقد أقرّ الاحتلال خلال الشهور الثلاثة الماضية بناء أكثر من 1500 وحدة استيطانيّة جديدة في مغتصبتي "جيلو" جنوبًا و"بسغات زائيف" شمالاً، بعد أن تمكّن من احتواء الضغوط الأميركيّة والأوروبيّة عليه لوقف الاستيطان عبر اتباع سياسة الباب الدوّار . ولفت التقرير إلى أن محاولة تثبيت وضع القدس كـ"عاصمةٍ يهوديّة" لم يقتصر على التوسع الاستيطانيّ، إذ أقرّ الاحتلال في شهر شباط (فبراير) الماضي خطة لبناء قاعدة لجيش الاحتلال في قلب مدينة القدس على بعد مئات الأمتار شمال شرق البلدة القديمة، وذلك في إطار السياسة التي بدأت منذ عام 2005 في عهد "أريئيل شارون" لنقل كافة المقرات المركزيّة لمؤسّسات "الدولة" إلى القدس المحتلة . وأكد أنه، على الرغم من أنّ هذا المشروع يُنهي أيّ مستقبلٍ لسيادة فلسطينيّة على المنطقة وحتى على الأحياء العربيّة فيها، ويجعل الحديث الأوروبيّ والأمريكيّ عن القدس عاصمةً لدولتين مجرّد كلامٍ في الهواء، إلاّ أنّ أيًّا من الطرفين لم يُظهر ردّة فعلٍ على المشروع، ما يُشكّك، ليس فقط بمدى جديّة هذه الأطراف في طرحها، بل وأيضًا في قدرتها على تنفيذ هذا الطرح في ظلّ سياسة فرض الأمر الواقع التي يُمارسها الاحتلال . وقال التقرير: "إنه في ذات الوقت الذي كان الاحتلال يعمل فيه لجذب المزيد من المستوطنين اليهود إلى المدينة، كان يزيد من ضغوطه على السكّان المقدسيّين عبر إحكام سيطرته على قطاع التعليم العربيّ في القدس" . غياب عربي وشدّد على أن الغائب الأكبر عن المشهد المقدسيّ كان الجانب العربيّ والإسلاميّ الذي لم يصدر عنه خلال الفترة الماضية أي تحرّك جديّ لوقف الاعتداءات الصهيونيّة، باستثناء إدانات خجولة صدرت من مصر والأردن لهدم فندق شيبرد في حيّ الشيخ جرّاح، وفي ما عدا ذلك فقد مرّت الاعتداءات في ظلّ صمتٍ رسميّ وشعبيّ مطبق، ساهم في تشجيع الاحتلال على تكثيف اعتداءاته وتسريعها . ودعا التقرير إلى إيجاد حلّ لمشكلة غياب المرجعيّة المقدسيّة القادرة على إيجاد آليّات عملٍ فعليّة لمواجهة خطوات الاحتلال، كما يفرض على "السلطة" والفصائل الفلسطينية الارتقاء بمستوى أدائهم السياسيّ بعيدًا عن التسليم بالأمر الواقع وعن المزايدة وتسجيل النقاط . كما دعا إلى الاستفادة من عوامل الضغط التي يُمكن للأمة استخدامها في هذا الإطار، كاللجوء إلى مجلس الأمن والجمعيّة العامّة للأمم المتحدة، والضغط على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عبر شبكة المصالح التي تربط الطرفين، وذلك لدفعهما للتحرك لوقف الاعتداءات الصهيونية بشكلٍ أكثر جديّة وفاعليّة .