Menu
تقرير : الاحتلال يستخدم الكلاب البوليسية لمواجهة عمال الخليل

تقرير : الاحتلال يستخدم الكلاب البوليسية لمواجهة عمال الخليل

قــاوم – تقرير:   لم يكن العامل علاء الهوارين (22 عامًا) من بلدة الظاهرية جنوب الخليل يعلم أن خروجه إلى مكان عمله داخل "الكيان" سيفقده إصبع يده اليسرى، ويتعرض لعضات مختلفة في أنحاء جسمه من كلب بوليسي أطلقه عليه جنود الاحتلال.   ووقع الحادث صباح الأحد الماضي حينما خرج إلى مكان عمله في جنوب "دولة الاحتلال" سالكا طريق "اللفة" أو "التهريب" كما يُسمّيها العُمال الفلسطينيون عبر طرق بعيدة عن مرأى قوات الاحتلال التي تشدد من وطأة الحراسة على المناطق الحدودية المتاخمة للمحافظات الفلسطينية بحجج وذرائع أمنية.   بدأت حكايته حينما وصل إلى منطقة "الخروبة" في بلدة الرماضين جنوب محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلَّة، ليكون على موعد مع عدد من زملائه المتهربّين أيضا إلى مكان عملهم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48.   عبور الجدار   وحاول العمال اجتياز جدار الفصل العنصري الذي يقام في المنطقة على شكل سياج إلكتروني يجتازونه فور ابتعاد دوريات الاحتلال عنه.   يقول الهوارين وهو على سرير الشفاء بمستشفى الخليل الحكومي لـ"صفا" إنه تلقّى والعمال معه   تطمينات من عمال آخرين عبروا الجدار قبله بأن المكان خال من جنود الاحتلال، مضيفا "عندما ذهبنا إلى الفتحة هناك، وجدناها مغلقة بسياج خفيف".   ويبين أن ذلك لم يمنعنا من إعادة فتحها والعبور من داخلها إلى الجهة المقابلة التي تعد داخل حدود الكيان الصهيوني.   ويتابع قائلا "حينما عبرت مع أربعة عمال آخرين، وتمكنا من الوصول إلى سيارة تقلنا إلى مكان عملنا أطلق خمسة جنود صهاينة كلبا بوليسيا صوبنا، دفع عاملا كان خلفي فألقاه على الأرض، وأمسك بأنيابه في مؤخرتي".   يقول "في البداية ظننت بأن جنديا أمسكني، لكنني حينما حاولت الافلات من قبضته أمسك بيدي وضغط بقوة على أصابعي، ما هشم أحدها وجرح بقيتها، لكنني تمكنت من الافلات من قبضته والهروب باتجاه السيارة والصعود والابتعاد عن المكان".   كلب مسعور   ويلفت إلى أنَّ الكلب كان مسعورًا، وينوي تهشيم كل جسده وقتله، لكنه وبعناية المولى تمكن من الافلات منه ومن قبضة الجنود والانسحاب، ومن ثم العودة إلى المستشفى في الخليل بعد ابتعاد الجنود من المكان.   وحول دوافعه للتسلل إلى مكان عمله، يشير الهوارين إلى أنه ذهب كالعادة منذ سنوات للبحث عن لقمة عيشه وإخوته، بالعمل في البناء داخل الخط الأخضر، ليحصّل قوت يومه وأفراد عائلته، لكنه يشير إلى أن هذه المرة كان صعبة وامتازت بشدة الاعتداء الهمجي الذي نفذه الجنود برفقة كلبهم.   كما تمنع سلطات الاحتلال العامل الهوارين من الحصول على تصريح رسمي للعمل داخل الخط الأخضر بحجج أمنية كغيره من عشرات الآلاف من العمال الفلسطينيين وخصوصا الشبان منهم الذين يلجؤون إلى التهرب عبر الحواجز والجدار الفاصل للوصول إلى مكان العمل في "دولة الاحتلال".   وكان جنود الاحتلال يرابطون في العديد من الأحيان على الفتحات ويعاودون إغلاقها، ويمنعون العمال من اجتيازها، وفي أحيان أخرى كانوا يقبضون على العمال ويحتجزونهم لساعات ومن ثمّ يطلقون سراحهم، لكنه يصف الحادثة بالكمين الذي أعدّه الجنود للتنكيل بالعمال الفلسطينيين الباحثين عن لقمة عيشهم.   ويعتزم العامل رفع دعوى قضائية على سلطات الاحتلال والجنود الصهاينة الذين تسببوا في هذه الحادثة، واصفا لحظات الحادث بالمريرة جدا، وأسهمت أيضا في بتر إصبع يده وجرحه في أنحاء جسمه المختلفة، وخلّفت له إعاقة دائمة.   ليس الوحيد   ولم يكن هذا العامل وحيدا في هذه الحادثة، بل أفادت مصادر أمنية وطبية أن العامل ماجد أبو قاعود تعرض قبل يوم واحد فقط لاعتداء مماثل في ذات المكان.   وأشارت إلى أن جنود الاحتلال أطلقوا كلبا بوليسيا عليه أثناء عبوره "اللفة" للوصول إلى مكان عمله، وأصيب الآخر بجروح ورضوض وعضّات شديدة وأدخل على إثرها للمستشفى الحكومي بالخليل لتلقي العلاج.   كما أصيب العامل رائد إسماعيل النجار (20 عاما) صباح الاثنين بجروح وعضات بعدما أطلق عليه جنود الاحتلال كلبًا بوليسيًا أثناء محاولته الوصول إلى مكان عمله داخل الأراضي المحتلة عام 48، على طريق "اللفة" بالرماضين جنوب الخليل.   بدوره، يرى الباحث في مركز المعلومات الصهيوني لحقوق الإنسان موسى أبو هشهش بأن هذه الأحداث في غاية الخطورة.   ويلفت أثناء حديث صحفيه له إلى أن هذا السلوك خطير جدا، ويعد تعدّيا صارخا على حق العامل الفلسطيني في الحصول على لقمة عيشه بشتى الوسائل، نظرا لسياسات الإغلاق وعدم منح التصاريح للعمال من فئة الشباب.   نوع جديد   ويوضح أنَّ العمال الفلسطينيين بحاجة الى البحث عن أية فرص عمل، ولا يوجد لديهم أي خيار آخر سوى العمل داخل "الكيان الصهيوني" بطرق مختلفة.   ونوه إلى أن حاجتهم تدفعهم إلى الوصول بأية طريقة إلى أماكن عملهم وهذا ما يدفعهم للمغامرة، مشيرا إلى أن جنود الاحتلال يعتدون على هؤلاء العمال بطرق مختلفة، كان آخرها هذا النوع الذي استخدمت فيه الكلاب البوليسية.   ويؤكد أنَّ مثل هذه الحوادث، تتطلب فتحا فوريا لملفات للتحقيق ومحاكمة من أصدر مثل هذه الأوامر، كما تشمل أيضا محاسبة الجنود الصهاينة المتورطين في مثل هذه الاعتداءات، مشددا على أهمية محاسبة كل الجنود ومن أعطى أوامر في ممارسة مثل هذا السلوك.   ودعا المؤسسات الحقوقية إلى عدم السكوت عن هذه التعديات، وأشار إلى أنَّ مسؤولية التحقيق الرسمية في جيش الاحتلال تقع على عاتق الشرطة العسكرية الصهيونية التي يجب أن تتابع مثل هذه التعديات ومعاقبة الجنود والضّبّاط المتورّطين.