Menu
تقرير: شهداء يوم الأرض الأول

تقرير: شهداء يوم الأرض الأول

قــــاوم- قسم المتابعة : في الثلاثين من آذار سنة 1976، أي قبل 35 سنة صادرت قوات الاحتلال الصهيوني آلاف الدونمات من الأراضي ذات الملكية الخاصة في الداخل الفلسطيني، بخاصة في منطقة سخنين – عرابة – دير حنا في الجليل. على أثر ذلك قررت الجماهير العربية في الداخل الفلسطيني إعلان الإضراب الشامل، متحدية ولأول مرة منذ النكبة السلطات الصهيونية ، وكان الرد الصهيوني عسكريا شديدا، إذ دخلت قوات معززة من الجيش مدعومة بالدبابات والمجنزرات القرى الفلسطينية وأعادت احتلالها موقعة شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين العزل. وكان المشرف على قيادة المنطقة يومها الجنرال "رفائيل إيتان"، في حكومة "إسحق رابين" الأولى. يعتبر يوم الأرض نقطة تحول في العلاقة بين الاحتلال الصهيوني والجماهير الفلسطينية في الداخل، وكان هذا هو التحدي العلني الجماهيري الأول من قبل الجماهير الساخطة. وقد استشهد في أحداث يوم الأرض الأول ستة أشخاص هم: رجا أبو ريا (سخنين)، وخديجة شواهنة (سخنين)، ومحسن طه (كفر كنا) وخضر خلايلة (سخنين)، وخير ياسين (عرابة)، ورأفت زهيري (من مخيم نور شمس) والذي استشهد في مدينة الطيبة. كما أصيب العشرات. معركة الأرض لم تنته في الثلاثين من آذار، بل هي مستمرة حتى يومنا هذا، ولا تزال سياسات المصادرة تطاردنا، والمخططات المختلفة تحاول خنقنا والتضييق على تطورنا في المستقبل، لا بل إننا نمر بواقع مرير ومرحلة معقدة، تكثر فيها التوجهات العنصرية التي تسعى لنزع شرعيتنا السياسية وشرعية وجودنا، وليس فقط مصادرة أرضنا. ما ميّز يوم الأرض هو خروج الجماهير لوحدها إلى الشوارع دونما تخطيط، لقد قادت الجماهير نفسها إلى الصدام مع المؤسسة الرسمية، حيث بلغ وعي الخطر الداهم على الأرض أوجه في يوم الأرض، وقد اقتربت الجماهير العربية في الثلاثين من آذار إلى إطار العصيان المدني الجماعي، فتصرفت لأول مرة كشعب منظم، استوعبت فيه أبعاد قضيتها الأساسية؛ ألا وهي قضية الأرض.