Menu

عملية القدس رسائل فلسطينية لعتاة الصهيونية .. بقلم : هيثم الصادق

عملية القدس رسائل فلسطينية لعتاة الصهيونية   بقلم : هيثم الصادق أثلجت العملية البطولية التي نفذها مجاهد فلسطيني، في منطقة محصنة أمنياً من مدينة القدس، توجد فيها المقار الرسمية للكيان الصهيوني، قلوب الفلسطينيين جميعاً، فقد جاءت في وقت اشتدت فيه وتيرة الاستيطان والتهويد الصهيوني للمدينة المقدسة، وهدم الأحياء والبيوت العربية وإجبار أهلها على الرحيل عنها، فكانت العملية رداً على هذه السياسة العنصرية الصهيونية، وأتت هذه العملية بعد ساعات قليلة من مجزرة جديدة نفذتها الطائرات الصهيونية ضد القطاع، كان من ضحاياها طفلان، وبعد التصعيد الصهيوني المتواصل ضد القطاع بالطائرات الصهيونية والتي يذهب ضحيتها نساء وأطفال ومسنون، فحملت هذه العملية رسالة للكيان الصهيوني أن الدم الفلسطيني ليس مستباحاً وأن الشعب الفلسطيني قادر على القصاص، وأن العنف الصهيوني والسياسة العنصرية ضد الفلسطينيين لن تحقق للكيان الصهيوني أمناً. ثالث الرسائل التي وجهتها عملية القدس للكيان الصهيوني هي أن كل الإجراءات الأمنية الصهيونية لن تعوق المقاومة ولن تشكل حماية للمستوطنين الصهاينة وأن المقاومة قادرة على تحقيق اختراقات كبيرة في هذه الإجراءات، جاءت هذه العملية في وقت يبدو فيه أن موسكو ترغب في إذابة الجليد التفاوضي بين أبو مازن ونتانياهو من خلال مبادرة جديدة لتحمل -العملية- رسالة للمفاوض الفلسطيني أن المقاومة ما زالت تملك حضورها القوي والمؤثر، وأنها لن تسمح بالتنازل والتفريط بالحقوق الوطنية الفلسطينية الثابتة خاصة في مدينة القدس المباركة. العملية البطولية في القدس كشفت التمايز في الخطاب السياسي العربي خاصة المصري ما قبل الثورة وما بعدها، فرغم إعلان وزير الخارجية المصري نبيل العربي عن رفض مصر استهداف المدنيين واحترامها للاتفاقات الدولية مع الكيان الصهيوني، إلا أن العربي حذر الكيان الصهيوني من أي هجوم على قطاع غزة، وأن السياسة العدوانية الصهيونية تهدد مسيرة السلام برمتها، وبحث مع ممثلي المحكمة الدولية إمكانية ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة، وتنسجم دعوة العربي للتهدئة في غزة مع إعلان المقاومة الفلسطينية استعدادها للتهدئة إذا التزم الكيان الصهيوني بها، وعلى خلاف ما كان يقوم به الرئيس المخلوع مبارك من معاقبة جماعية للقطاع طالب العربي خلال لقائه مدير الخارجية الصهيونية رافي باراك الكيان الصهيوني بتحمل مسؤولياته كسلطة احتلال تجاه الشعب الفلسطيني مؤكداً أن مصر ستسعى لتيسير حياة الفلسطينيين في القطاع، وهو موقف لم يكن ليأتي إلا بفضل الثورة المصرية المظفرة. إن استمرار العدوانية الصهيونية لن يؤدي إلى كسر شوكة المقاومة الفلسطينية بل سيزيد من وتيرة العنف المتبادل، ويبدد كل فرص التهدئة المطروحة الآن. وعلى الكيان الصهيوني أن يدرك قدرة المقاومة على تعديل معادلة توازن الرعب خاصة بعد اعترافه بأن صواريخ المقاومة أصبحت أكثر تأثيراً وأنها أصابت 26 صهيونياً مؤخراً، وأجبرت المزيد من الصهاينة للاحتماء بالملاجئ رعباً.