Menu
مذبحة بوسليم : يقتل السجين ويتكتم على خبر مقتله لسنوات!!!

مذبحة بوسليم : يقتل السجين ويتكتم على خبر مقتله لسنوات!!!

مجزرة بوسليم تمت بوحشية إستخدمت فيها مضادات الطيران ضد السجناء العزل مايقارب من ألف سجين سياسي أو يزيدون قــُـتـلوا في بضع ساعات وبدم بارد ودون خجل أو حياء  !!! مايقارب من ألف إنسان ليبي أو يزيدون ُذبحوا – بدم بارد - في بضع ساعات وبأمر شخصي من ( الأخ !) العقيد القذافي !!؟  مايقارب من ألف مواطن ليبي - ألف شاب من خيرة شباب الوطن - ومن بني جلدتنا تم إعدامهم خارج نطاق القانون وفي بضع ساعات بلا رحمه وبلا محاكمه وأبيدوا – بشكل جماعي ! – عن بكرة أبيهم ! . بدأت القضية تظهر إلى الناس في شكل أقاويل وشائعات متناثرة ومتضاربه هنا وهناك عن مجزرة دموية رهيبة حدثت في صيف 1996 قتل فيها عدد كبير من المساجين السياسيين معظمهم من الإسلاميين داخل زنزانات وعنابر سجن بوسليم بطرابلس.  وتضاربت الأقوال من حيث تقديرعدد القتلى الذين تم قتلهم جماعيا ً وبوحشية منقطعة النظير تلك الليله بإستخدام الرشاشات ومدافع ( الميم طاء ) !! وحصيلة المجزرة حسب تلك التقديرات المتباينه كانت تتراوح مابين ثلاث مائة ِ قتيل - على أقل تقدير - إلى الف وتسعمائة كحد أعلى ولكن الشئ المؤكد والثابت من خلال تأكيد مصادر من داخل السجن نفسه وشهود عيان أن جريمة مذبحه ( أبو سليم ) قد حدثت بالفعل ولاغبار على حقيقة وقوعها على الرغم من أن أذناب النظام بل وبعض ممن ينتسبون للمعارضه ظلوا يشككون في صحة حدوثها ولم يصدقوا ولم تخرس ألسنتهم إلا بعد إن إضطر العقيد القذافي تحت إلحاح وصرخات المنظمات الحقوقيه وحركة نشطاء المعارضه الليبيه إلى الإعتراف بحدوث هذه المذبحه مع محاولة بائسه ومكشوفه لتبريرها وتمريرها ! . والقصة كما روتها بعض الجهات وبعض شهود العيان أن السجناء كانوا يعانون داخل سجن بوسليم الرهيب من معاملة غاية في القسوة وغاية في الوحشية سواء من ناحية التحقيق والتعذيب أو من ناحية الظروف المعيشيه والصحيه داخل السجن حيث ثبت من مصادر داخل السجن نفسه أن كثيرا ً منهم بدأوا يعانون من مشاكل صحيه خطيره وأن بعضهم بدأت تخور قواه الجسديه والعقليه وأن بعض المرضى منهم بدأ يموت بسبب الإهمال الطبي المتعمد !! . ثم قيل أن مجموعة صغيرة من السجناء الإسلاميين وتحت هذه الظروف الماديه والمعنويه اللانسانية القاسية والبائسه قاموا بالإستيلاء عنوة ً على سلاح أحد حراس السجن وقاموا بإحتجازه كرهينه ثم دخلوا في مفاوضات مع إدارة السجن مطالبين بتحسين ظروفهم الإنسانيه والصحيه والمعاشيه داخل المعتقل والبت في قضاياهم المعلقه وبينما كانت الأمورُ جارية ً في هذا الإتجاه تم إحضار أعداد غفيرة من كتائب الحرس والأمن ثم أعطيت إليهم الأوامر من القذافي شخصياً بسحق التمرد بالقوة وإقتحام المكان مهما كانت النتائج فأنطلقت كتائب الأمن والحرس بقيادة العقيد خيري خالد والعقيد عبدالله السنوسي تطلق الرصاص بشكل عشوائي على كل من في تلك العنابر التي سيطر عليها السجناء الغاضبون ثم قامت قوات الأمن الخاصه بإقتحام المكان حيث إستمرت في إطلاق الرصاص بشكل عشوائي على كل من تجده في طريقها ثم قيل أن الأوامر صدرت من القذافي بإلإجهاز على جميع الجرحى بإطلاق الرصاص على رؤوسهم وأن يتم دفن القتلى – وهم يعدون بالمئات ! - في قبر جماعي خارج السجن يغلق بالاسمنت – لا يزال مكانه غير معروف حتى الآن ! - ومنذ عام 1996 منعت الزيارات ولا احد يعرف ماذا حدث فى سجن ابوسليم ولا غيره من السجون حتى شهر ابريل من عام 2002 حيث بدات السلطات فى تبليغ بعض عائلات من قتل دون ان تعطى لهم اية تفاصيل (!!) وبالطبع لم تسلم اليهم جثامين ابناءهم !!؟؟ .. ثم طلع علينا القذافي وولده منذ عام بإعتراف هزيل بالحادثه محاوليين  بكل بجاحه وصفاقه أن يبررا هذه الجريمه البشعه  بتبريرات غاية في السخف والإستخفاف بعقول الناس وبقيم العدل والمنطق ! .. بل أن القذافي كعادته حاول أن يصبغ علي هذا العمل الإرهابي الإجرامي  التاريخي صفة العمل البطولي الصالح و صفة الصوابيه المطلقه ! .. ولكن هيهات .. هيهات ! . شهادات حية وهاهي شهدت أحد شهود العيان ( حسين الشافعي ) تنقل إلينا صورة الجريمه كما حدثت بكل مأسويتها وبكل بشاعتها ! إنها جريمة ضد الوطن وضد الإنسانيه .. جريمه تاريخيه بشعه بكل المعايير .. جريمه كبيره وكارثة وطنيه رهيبه لايمكن نسيانها ولا السكوت عنها ... إن القذافي – الذي أعطى الأوامر – ومنفذي هذه الأوامر بالقتل الجماعي والتصفيه الجسديه هم مجرمون بكل المقاييس وبكل المعايير .. ولا مفر لهم في نهاية المطاف مهما طالت مدة هروبهم من مواجهة هذه الحقيقه ومن الوقوف أذلاء صاغرين أمام العدالة .. عدالة الأرض أو عدالة السماء ! . مازال لدي الأمل أن يكون أبي على قيد الحياة،عبارات رددتها الصغيرة نسيبة إسماعيل تربل حين كانت تروي قصتها مع فقدان الأب في مذبحة بوسليم،والأم في مذبحة الأمراض المستعصية وقد أرهقتها سنوات الفراق والألم والغياب. تقول نسيبة أن عمرها حين قبض على والدها خمسة عشر يوماً ،وقد وصفت حياتها بالمأساة جراء تصرفات الحكومة الليبية حيث أكدت أن الأمن دمروا حياتها ونفسيتها حين دخلوا في حملة مداهمة واسعة على بيتهم وأمها في الفراش إثر خروجها بعد ولادتها. كانت نسيبة تروي أحزانها في حين كانت أسئلتنا تتلاشى أمام مثل هذه العبارات التي تدوي في أصقاع بلادنا طريقة دخول الأمن على بيتنا أدى إلى إصابة أمي بالعديد من الأمراض،فقدت أسرة بكاملها الأب والأم وليس لدي أخوة أو أخوات،توفت أمي عام 2007 بسبب الضغط والسكر والقلب ،الأب في السجن ومن ثم الغياب الطويل،والأم باستمرار في الخارج للعلاج من سويسرا إلى إيطاليا وألمانيا ومصر وتونس والأردن ،كانت تعاني من 16 مرض معقد وفق ماجاء في التقارير الطبية الرسمية ،في إحدى السفريات رجعوا بأدوية بقيمة 15 ألف دولار.تقول نسيبة أن والدها المفقود السياسي إسماعيل تربل أعتقل بطريقة مروعة ،وهذا مأكدته أم إسماعيل في تصريحات أثناء جولة شملت عدة عائلات فقدت أبنائها في دهاليز سجن بوسليم.  وتتسآل نسيبة بقولها هل تملك الدولة أن ترجع لنا الفرحة والابتسامة،هل تملك أموال الدنيا أن ترجع لي أبي وأمي. أما أم إسماعيل تحدثت عن تفاصيل الاعتقال والمداهمات وغياب ثلاثة أبناء جراء الاعتقالات المتكررة التي شملت زوج أبنها المفقود جمال الربع وقريب لها من نفس العائلة( فقدان إسماعيل أثر في حياتنا،أخذته قوات الأمن من باب البيت،أنا أعاني من الضغط والمرض ،وقد داسوا على ممتلكاتنا مثل كل العائلات ،طرقوا باب البيت وطلبوا إسماعيل ،حشد من سيارات الأمن أمام البيت وطلبنا من الجيران أن يدخلوا معهم،ومن تلك اللحظة لم نشاهد إسماعيل ،أما خالد بوراوي تربل الذي بلغونا عن وفاته تمكنت أمه من مشاهدته في زيارة واحدة،ثلاثة أبناء فرج وإسماعيل وفتحي كانوا معتقلين،فتحي وفرج الذي كان يعمل ضابط في الأمن الخارجي واعتقل بحجة عدم التبليغ عن شقيقه إسماعيل خرجوا من السجن،أما إسماعيل لم نشاهده منذ لحظة وداعه لنا). وتابعت الحاجة فاطمة الشويهدي بقولها قالوا لنا خمسة دقائق ،وبعدها يبقى لعام وعامين ولم نراه إلى هذه اللحظة. غير أنها مازال لديها الأمل أن يكون على قيد الحياةعقلي يقول إن شاءالله مازال حي،لم أفقد الأمل حتى هذه اللحظة،السنوسي الوزري يقول أكتبوا عريضة لمعمر وماصار شيء. وتروي الحاجة فاطمة لحظة القبض على إسماعيل بقولها ( يوم قبضوا على إسماعيل نصرخ إلى نهاية الشارع،الأمن كانوا يقولوا على أولادي زنادقة ضد الحكومة،وأنا تذرف دموعي،ولو كان وقع قضاء الله يبلغونا بالحقيقة). ولاتتردد الأم المكلومة من الإستعانة بطرف دولي محايد للتحقيق في وقائع الحادثة لإظهار الحقيقة. أم السجناء عبدالكريم وإدريس وعبدالمنعم الغزالي لم تتمالك الأم كبح جماح دموعها حين كانت تقفز على الأحداث ،وتروي لحظة دخولها سجن أبوسليم لزيارة أبنائها( إدريس كان طالب في معهد الطيران المدني بالسبيعة،وعبدالكريم ملازم أول في القوات المسلحة ،اعتقلوه بعد عودته من أداء الواجب في تشاد،ولا نعرف حتى اليوم أسباب اعتقالهم،لم يعثروا معهم على سلاح ،وليس لديهم انتماء حزبي ،ولانتجه إلى أحد سوى الله سبحانه وتعالى). كانت الأم تتحايل على حراس سجن أبوسليم ،لتتمكن من سماع الأخبار عن أبنائها ،تقول( كنت أخشى عليهم جميعاً،وكان يشغلني عبدالكريم اعتقلوه وكان يمشي على أطراف صناعية نتيجة إصابته في حرب تشاد،إذا كانوا مرضوا كانوا سلموا لنا أولادنا ليموتوا عندنا،نبيع في حاجياتنا لنأخذ مايلزم إلى السجن،أتمنى أن يسلموا لنا الجثث،أصبت بمرض السكر نتيجة مفأجاة مسئول في السجن أسمه إبراهيم التبروري قال لنا أين ملابس إدريس الغزالي حين كنا في زيارته،ومن تلك اللحظة أصبت بالسكر،ودخلت العناية المركزة،كل مانريده أولادنا،أي جهة تستمع إلى صراخنا في الداخل والخارج نتمنى أن تتضامن معنا من أجل إدريس وعبدالكريم ). لكن قعيدة الكرسي المتحرك والدة السجين السياسي بن عيسى أجعودة حميدة حسين الجويلي قالت كل أمنياتي أن أشاهد أبني الذي اعتقل قبل عشرين عاماً . وذكرت والدة قائد طائرة الركاب الليبية صالح جعودة التي سقطت فوق مدينة طرابلس عام 1992 أنها فقدت أثنين من أبنائها الأول عيسى في حادثة القتل الجماعي والآخر في حادثة سقوط الطائرة الليبية،والذي أدى إلى إعاقتها. في حين يقول أحمد نجل المفقود السياسي مصطفى الشريف الذي هزت صورته أمام محكمة شمال بنغازي مشاعر الكثيرين منذ إن كان عمري ثلاثة أشهر لم أشاهد أبي،وبالتالي لاأعرف في هذا الوقت ملامحه .