Menu

زلازل سياسية تهز الشرق الأوسط... بقلم : د. محمد صالح المسفر

زلازل سياسية تهز الشرق الأوسط   د. محمد صالح المسفر ما أن اقترب الشعب التونسي الثائر على الظلم والطغيان وجور الحاكم ورهطه من تحقيق أهدافه النهائية في إقامة حكم صالح بعيداً عن بيروقراطية النظام المنحل حتى فاجأتنا الجزيرة بكشف المستور في تعاون السلطة في رام الله مع الكيان الإسرائيلي على مستقبل الشعب والأرض في فلسطين ولاجئي الشتات. وثائق " كشف المستور" لم تكتمل فصولها على شاشات التلفزة العربية والدولية نظراً للمفاجأة التي فاجأنا بها شعب مصر العظيم إنها ثورته الباسلة في وضح النهار تطالب برحيل نظام الفساد والمحسوبية والتزوير والاستبداد والإثراء غير المشروع. إن غضب الشعب المصري العظيم ضد حكامه وعملائهم، الفساد والمفسدين، أحدث زلزالاَ سياسياً واجتماعياً في كل أرجاء المعمورة، الإدارة الأمريكية انشغلت بما يجري في مصر الكنانة وأصدرت بيانات متلاحقة كان آخرها ما يوحي على لسان الرئيس الأمريكي ووزيرة خارجيته بالإنذار النهائي لرأس النظام في شرم الشيخ بالرحيل عن قمة هرم السلطة استجابة لإرادة الشعب المصري، وتوالت الإنذارات والنصائح "لفرعون مصر" من قبل ألمانيا وفرنسا وغيرهما بأن هذا النظام القائم في شرم الشيخ انتهت صلاحيته وعليه أن يرحل. مظاهرات التأييد الشعبية لثورة الشعب المصري العظيم امتدت من أمريكا إلى لندن وباريس وبرلين واسطنبول وبيروت وتونس والدوحة وأماكن أخرى من عواصم الدنيا، تطالب بالاستمرار في المسيرات والمظاهرات السلمية في جميع أنحاء مصر وخاصة بعد أن أراق هذا النظام وزبانيته دماء الأبرياء في الشوارع حتى يتم الخلاص من الظالمين والفجار الذين حكموا هذا الشعب الذي يقول عنهم رسول الرحمة والعدل والحرية محمد علي السلام "... إنهم خير أجناد الأرض، إنهم في رباط إلى يوم الدين" كم كنت أتمنى أن أرى أبو الغيط وزير خارجية شرم الشيخ المقال بعد أن اجتاحت ثورة الشعب المصري الحبيب كل مدن وقرى وأرياف مصر تطالب برحيل رأس النظام لكي اذكره بقوله "إن انتقال عدوى ثورة الشعب التونسي إلى مصر كلام فارغ" واسمع منه ما سيقول بعد أن أطاحوا به. (2) نعرف جميعنا أن الدول لها جيش وطني يحمي حدودها من كل عدو متربص، ونعرف أن لها قوات أمن تحافظ على أمن الوطن والمواطن من أي عبث قد يحدث، نعرف أن للدول جهاز مخابرات وجهاز مباحث عامة الأول يهتم بما يأتي من الخارج والثاني يهتم بما يحدث في الداخل من عبث وملاحقة المجرمين وتجار المخدرات ومهربي الأموال واللصوص، لكن تعلمنا من أحداث تونس ومصر وصنعاء أن معظم الحكام الظالمين لهم جيوش سرية تتكون من"البلطجية" ومن بين رجال الأمن وحراس القصور الذين سرعان ما يخلعون زيهم العسكري ويندسون بين المواطنين الثوار لكي يبثوا بينهم وفي البلاد بصفة عامة الرعب والخوف بين صفوف الجماهير الغاضبة على تلك الأنظمة الفاسدة. حدث ذلك في تونس وحدث أيضا في مصر يوم جمعة الغضب الوطني. (3) لكن سرعان ما تنبه الشعب الثائر في تونس والقاهرة لتلك العصابة المجرمة وراح يلاحقهم ويقوم بالقبض عليهم وتسليمهم لجهات الاختصاص. لقد شكل الثوار لجاناً شعبية لإدارة المرور وحماية المؤسسات العامة والمحلات التجارية والأحياء السكنية من عبث جيوش النظام السرية بعد أن فر أمن النظام من غضب الشعب إنها ظاهرة تستحق التقدير. لقد ضرب الجيش التونسي والجيش المصري أروع الأمثال في الانضباط العسكري وتنفيذ عقيدته العسكرية بأنه جيش الشعب للشعب لا عليه. لم يطلق الجيشان طلقة واحدة ضد أي مواطن يعلن عن رفضه لبقاء النظام الفاسد في سدة الحكم، نريد أن تعمم تلك العقيدة الأخلاقية الراقية بين جيوش الأنظمة العربية، نريد جيوشنا أن توجه قوتها وعنفها على أي عدو عبر الحدود لا حماية لحكام ظالمين مستبدين مفسدين، نريد رجال الأمن في كل أرجاء الوطن العربي أن يصطفوا إلى جانب الشعب لا إلى جانب السلطان الجائر. لقد شاهدنا في سماء القاهرة أن النظام الذي يترنح تحت زئير شعب الكنانة أمر طياريه مستخدماً طائرات (ال إف 15، 16) الحربية لترعب المواطنين في ميادين تجمع الثوار في كل المدن المصرية، إنها كانت تحلق على ارتفاعات منخفضة لإثارة الرعب بين الناس، وراح يسلط طائراته الحوامة (هليكوبتر العسكرية) فوق رؤوس المواطنين إنه أسلوب الجيش الإسرائيلي لا أسلوب جيش مصر العظيم، وعليه فإننا نهيب بكل طياري مصر العسكريين عدم ترويع أهلهم وأبنائهم وإخوانهم المتظاهرين في كل أرجاء مصر مطالبين بالإصلاح ومحاربة الفساد وإنهاء دور الظالمين في سدة الحكم. آخر القول: نناشد كل قوى الأمن في كل الدول الظالمين حكامها أن يخافوا الله في تعاملهم مع مطالب الشعب في الحرية والعدالة والمساواة، لا تضربوا لا تقتلوا إخوانكم في الدين والوطن من أجل حماية حاكم ظالم، واعلموا أن العاقبة للمتقين. صحيفة الشرق القطرية