Menu
سيناريو الوكالة اليهودية في شراء أراضي فلسطين هل يتكرر في الأردن؟

سيناريو الوكالة اليهودية في شراء أراضي فلسطين هل يتكرر في الأردن؟

قــــــاوم- قسم المتابعة : لم ولن ننسى كيف بدأت الوكالة اليهودية في بداياتها بشراء الأراضي في فلسطين منذ مطلع القرن التاسع عشر، وكيف جعلت من تلك الأراضي موطئ قدم لها في فلسطين، وكيف أصبحت تلك البقعة الورم السرطاني الذي انتشر في المنطقة وجعلَها من اكثر النقاط سخونة في العالم، وللأسف فإن هذا الورم لا علاج له الا ببتر الأجزاء التي وصلها، لكننا حتى الآن لم نستطع ذلك. الصهاينة استهلوا مخططاتهم الاستعمارية بشراء أراضٍ من فلسطينيين،وتجد ان تلك الاحداث تتكرر مرة أخرى في الأردن. وعلى هذا كان لا بد لنا من ان نسلط المزيد من الضوء على ظاهرة بيع الاراضي للغرباء ومحاولة الكثير من هؤلاء امتلاك أراضٍ في اماكن لا تصلح للسكن أو الاستثمار ، فلماذا لا تأخذ الحكومة الامر على محمل الجد خاصة ان تلك النشاطات ارتبطت بالكيان الصهيوني؟ وما هي القوانين التي تحكم مسألة بيع وشراء الاراضي وهل يتم التدقيق على اردنيين مغتربين يحضرون الى البلاد لشراء أراضٍ لا قيمة لها بآلاف الدنانير ؟ وهل يتم التدقيق على مصادر أموال وتمويل بعض الذين احترفوا مهنة السمسرة وبيع الأراضي خاصة في المناطق النائية ومن يقف خلفهم ولحساب من يعملون الحساب من يشترون هذه الأراضي ولمن يبيعونها فيما بعد؟ وهل يقدم المواطن الأردني مصلحة البلاد على مصلحته الشخصية؟ خاصة ان المجتمع الاردني يعاني من الفقر والبطالة والتخلخل الاجتماعي وتنامي بعض الظواهر غير العربية والإسلامية. زيارة ميدانية مندوب ’’اللواء’’ زار بعض المناطق التي كان لسكانها تجربة مع بعض رجال الأعمال الذين حاولوا شراء أراضيهم في مناطق نائية . إغراءات حامد القلاب من سكان محافظة المفرق قال: لقد جاء إلى منطقته بعض رجال الاعمال وبدأوا يحاولون التغلغل في المجتمع والتعرف على الكبار في العائلة وبعد هذا يبدأ التفاوض معهم على شراء الاراضي والتي لن يكون يوما لها نفع على كافة الاصعدة فلا تصلح للزراعة ولا يمكن اقامة مشروع استثماري عليها لأنه في الغالب سيكون دون جدوى اقتصادية، ولن يحاول احد السكان في تلك المنطقة لأن البنية التحتية في المنطقة سيئة جداً ولا يوجد خدمات ،ومع هذا فإن العديدين رفضوا بيع قطع الاراضي تلك لأن قيمتها ليست مادية بل معنوية وخاصة انهم ورثوها عن آبائهم وأجدادهم. أهداف غير معلنة فيما قال وهبان العضيل من سكان قرية جمالة: إن عدداً من الأثرياء ومن يسمون أنفسهم رجال أعمال أتوا بعروض لشراء بعض قطع الاراضي من أهل القرية بالرغم من ان تلك الاراضي لا تفيد إلا سكان تلك المنطقة وبشكل محدود ولا قيمة اقتصادية لها لأن عدد سكان المنطقة قليل جدا والخدمات بالمنطقة سيئة، والمعروف ان المستثمر يضع كل شيء بالحسبان من سكان وخدمات وطبيعة للمنطقة قبل وضع الأموال وتشغيلها في تلك المنطقة والأمر واضح وشراء الأراضي وراءه أهداف وغايات غير معلنة يجب ان تتيقظ لها حكومتنا قبل فوات الأوان، وحتى لا يصبح لاعدائنا محط قدم في عقر دارنا، ولكي لا تكون تلك القطع مسمارا نافذا في الجسد الاردني يستنزفه فيما بعد . استغراب فيما تحدث آخر من قرية جمالة فقال: إن الأمر كالمعجزة، ففي ليلة وضحاها تجد على باب منزلك غرباء يريدون شراء قطعة أرض لك، لا قيمة لها ولم يفكر أحد يوماً ببيعها أصلاً وبسبب ضعف الحال والفقر والحاجة والعروض المغرية المقدمة، يرضخون ويبيعون لأشخاص لا يعرفونهم ويتم التسجيل، وحتى الآن لا يعرف احد من سكان المنطقة، ما نفع تلك الاراضي وكيف سيتم استغلالها من قبل هؤلاء الغرباء. بلا جذور وأكد الدكتور محمد ابو سماقة أن كثيراً من أهالي محافظة المفرق وضواحيها كانوا قد باعوا اراضيهم للغرباء ولا يدرون حتى من أين جاء هؤلاء وما مصادر تمويلهم أو غاياتهم، كل هذا عن طريق سماسرة ووسطاء، ولأن الأهالي فقراء همهم الأول الحصول على المال بغض النظر عن السعر فمنهم من باع بأسعار متدنية ومنهم من باع بأسعار مرتفعة بعد مساومات ثم أنفقوا الأموال على سيارات فخمة ومنازل فاخرة. وهؤلاء للأسف معروفون للجميع، منهم من باع كل الأراضي التي ورثها من آبائه وهو الآن كالشجرة بلا جذور، لأن الأرض هي الجذور التي لا تنمو نبته بدونها . لوم وتابع أبو سماقة: ويجب توجيه اللوم الى أجهزة الدولة في ظل غياب وعيها بأهمية تتبع هؤلاء الذين يسعون لشراء أراضٍ من أبناء الوطن بصورة مثيرة للريبة فيجب التساؤل حول هذا الموضوع ويمكن ان يكون هذا الأمر دليلاً صريحاً على ان هناك لعبة تحاك في الخفاء، فلماذا يدفع هؤلاء الغرباء تلك المبالغ الطائلة، لشراء أراضٍ لا نفع منها، تقع في مناطق معزولة ونائية، ولا تمثل أي قيمة سياحية أو تجارية؟ أسلوب صهيوني تقول الدكتورة التونسية رشيدة الكامشي المختصة في الشؤون الإسرائيلية: إن هذا هو الأسلوب الصهيوني في السيطرة على الاراضي ففي بداية الأمر تم اغتصاب الأراضي الفلسطينية واحتلالها الى يومنا هذا، وهذا ليس المثال الحي الوحيد بل للأطماع الاستغلالية الصهيونية أمثلة كثيرة في أمريكا اللاتينية مثلا، فقد قام بعض قادة الكيان الصهيوني بشراء أراضٍ في بعض المناطق في الأرجنتين من أصحابها بمبالغ زهيدة ولأن أصحابها كانوا فقراء جدا اتموا البيع بشكل سريع وبعد فترة وجيزة أصبحت تلك المناطق مشكلة للحكومة الأرجنتينية فأصبحت تعج بالنشاطات المشبوهة في وسط العاصمة (تجار مخدرات وأسلحة ومروجو دعارة وقاتلون مأجورون). وفي التشيلي أيضاً قاموا بشراء أراضٍ كثيرة في مناطق جيوب الفقر في العاصمة التشيلية واصبحت المنطقة من اكبر مشاكل الحكومة وخرجت عن القانون في دولة التشيلي ، ومارسوا هناك أسوأ النشاطات في تلك المنطقة وحتى الآن تعرف تلك المنطقة المسمية بـ’’بيرونيرو’’ بالنشاطات المشبوهة والدعارة، لذا عند إجراء أي صفقات بيع أراضٍ مع غرباء يجب التأكد من هويتهم وأنهم لا يقومون بالصفقات لصالح طرف ثالث سيخرج من جحره في يوم من الأيام محاولا تحقيق أهدافه في المنطقة. ولهذا لابد ان نرى حراكاً حكومياً نيابياً وشعبياً لوقف هذه الألاعيب ولوقف تسرب الأراضي الأردنية لأنها لو استمرت ستصبح معظم الاراضي في الاردن لغير الأردنيين، وخاصة انه لم يلتفت احد بشكل جدي لمثل هذه المشكلة . ويجب إصدار تشريعات أيضا للحفاظ على ارضنا وعدم السماح بتداولها بين ايدي رؤوس الاموال التي تبحث عن الربح والربح فقط وليس لديها أي نوازع دينية أو خلقية ،أما عن الواجهات او المواطنين الاردنيين الذين يقومون بمثل هذه الصفقات لحساب جهات أخرى فلابد ان تتم محاسبتهم دون رحمة او تهاون . التأكد قبل البيع وتحدث محمود الدرادعة من سكان منطقة البادية الشمالية لمندوب اللواء فقال: إن الأردنيين عامة يتمسكون بشكل كبير بأرضهم وترابهم ولا يستطيع احد التجاوز على الشعب الاردني الأبي، ولن نكون أبدا لعبة تحركها مصالح مشبوهة، ولهذا كان الأولى ببعض من باع ارضه لغرباء التأكد من أهدافهم قبل السؤال عن السعر لأنه في النهاية هذه هي ارضنا ونحن من يجب ان ندافع عنها لكي لا يملكها احد لا يستحق ان يقف على ترابها ويجب ان تتم مراجعة كل القوانين لمنع الاجنبي من التملك في الاردن مهما كانت جنسيته. ظاهرة ملفتة وحسب مصدر لـ’’اللواء’’ في دائرة الاراضي والمساحة فإن حركة بيع الاراضي قبل فترة لا تتجاوز العامين كانت نشطة للغاية والملفت فيها ان (المستثمرين) ذهبوا إلى كل أطراف وأرجاء الأردن لشراء الأراضي، وهذا ما كان يثير استغراب موظفي الأراضي والمساحة، لأن هذا الرجل لا يستطيع ان يستغل تلك الأرض بسبب بعدها عن الخدمات وعدم توفر بنية تحتية للمنطقة ،وتلك الصفقات تتم بين يوم وليلة، وبمبالغ كبيرة . ومن أكثر المناطق التي كانت حركة الاراضي نشطة فيها هي منطقة المفرق ومناطق الجنوب النائية والبادية الشمالية . أما فيما يخص القوانين لم نستطع الحديث مع أحد المسؤولين في الدائرة لأن الأمر ما زال مبهما بالنسبة لهم وغير واضح ولن يتم الحديث عنه الا عندما يتوضح.