تقسيم السودان امتداد للمؤامرة
بقلم / الشيخ : زهير القيسي
( عضو القيادة المركزية للجان المقاومة )
سياسة التقسيم ذلك النهج البغيض الهادف لتفتيت و إضعاف الأمة الإسلامية لصالح أعدائها من قوى الشر و العدوان الصليبية و الصهيونية الحاقدة و سرقة مقدرات شعوبها و إخضاعها , قبل عدة عقود قام هؤلاء المجرمون - الذين سموا أنفسهم "الاستعمار" و هم الخراب بعينه - بتقسيم بلاد المسلمين إلى أقاليم و دول متناحرة و متناقضة و ذلك حتى يضمن استمرار تحقيق أطماعهم ومشاريعهم الخبيثة بعد انسحابهم من بلاد المسلمين عندما أدركوا أن لا مقام لهم في أرض المسلمين . لكنهم تركوها بعد أن تم تجزئة العالم الإسلامي إلى دويلات هزيلة و تركوا عليها من يحرص على هذه التجزئة و هذا التفتيت راضيا بكرسي هزيل و عرض من الدنيا زائل . وفي ظل هذا الهوان نجح الغرب و اليهود بزرع كيان دولة العدو الصهيوني في قلب فلسطين , و تسللوا للعراق فدمروها و الأمة غارقة في التسابق الاستهلاكي لأحدث الصيحات و الموضات .
و تتواصل سياسة التقسيم لتأخذ شكلا آخر و أسلوبا جديدا بهدف تطويق الأمة الإسلامية و إضعافها و إنهاكها , ليتسلل العدو الصهيوني للقارة السمراء بما تشكله من عمق استراتيجي للأمة الإسلامية و بدا يضرب أوتاد التآمر على منابع النيل مشكلا بذلك تهديدا خطيرا على أمن مصر و السودان .
و بلغ الخطر مداه في أكبر نكبة تمر على العالم العربي و الإسلامي بعد نكبة فلسطين بأن نجح التآمر المستمر بتقسيم السودان إلى شمال محاصر و مهدد و جنوب صهيوني التوجه مدعوم و مؤيد من اليهود و أعوانهم .
إن الألم يعصرنا ونحن نستقرئ الواقع العربي الهزيل لكننا على يقين بأن الخير باق في أمة محمد صلى الله عليه وسلم , إننا نحذر امتنا من أن زلزالا كبيرا سيقع بتقسيم السودان و أن على الأمة أن تتدارك الأمر و أن تقوم بمساندة السودان للتصدي لهذا المشروع الخطير الذي لا يستهدف السودان وحده بل يستهدف الأمة كلها .
إنها صرخة القلب المؤمن إلى أحفاد خالد بن الوليد و صلاح الدين الأيوبي و طارق بن زياد , فالخطر زاحف و متواصل و هجمته شرسة و سيمتد كالسرطان لينتشر في جميع الأنحاء ليصل لبنان و سوريا و اليمن , ستؤكلون كما أكل العراق و كما أكلت فلسطين من قبل .
آن الأوان أن يقف كل مسئول عربي عند مسئوليته يجب وقف هذا المشروع الخطير بكل السبل الممكنة و إلا فلتصرخ الشعوب لتبدد الصمت البئيس والمتآمر .. ولتحذو حذو تونس الشموخ و الكبرياء و حق لها أن تفعل ذلك .
يجب أن نسرع في دعم أحرار السودان الذين يرفضون مؤامرة التقسيم و يجب أن نشد على أيديهم بكل السبل الممكنة لعلهم يفشلون المؤامرة , و يجب على الرئيس السوداني / عمر البشير عدم التوقيع على وثيقة تقسيم السودان وعدم السقوط في شراك الاستفتاءات الغربية الخبيثة و التي تم التمهيد لها عبر سنوات من الحصار و التآمر على السودان , و نؤكد للبشير بأن كل شبر من السودان سيلعنك إن فعلت ..وإذا كنت تعتقد أنك ستنجو بذلك من محكمة لاهاي الصليبية فإن في انتظارك محكمة العدل الربانية .. هذه أرض المسلمين و واجبك الشرعي الدفاع عنها و حمايتها فهو فرض عين عليك أولا و على كل سوداني مسلم ثانيا و على كل عربي مسلم ثم على المسلمين كافة إن عجزت قواك أيها البشير . فهي ميراث الصحابة الأوائل و هي عمقنا و مددنا الاستراتيجي .