Menu
نصف سكان سلوان مهددين بالتهجير القسري من الاحتلال

نصف سكان سلوان مهددين بالتهجير القسري من الاحتلال

قـاوم – القدس المحتلة :   خلال العامين الماضيين كانت الواجهة الجنوبية للمسجد الأقصى المبارك بلدة سلوان، بؤرة الصراع الذي لم يتوقف أبدا في سبيل مواجهة سكانها لمخططات الاحتلال ومستوطنيه بتهويد الذين يحاولون إسقاط التوراة على أرض لسرقتها وطرد سكانها.   والبلدة البالغ عدد سكانها 52 ألف مقدسي، تهدد سلطات الاحتلال نصفهم بالتهجير في حالة تنفيذ مخططاتها الكاملة في البلدة، تواجه عمل منظم من قبل سلطات الاحتلال وبدعم أذرعتها الفاعلة من جمعيات استيطانية تتلقى كل الدعم المالي و الحماية.   يقول فخري أبو ذياب، رئيس لجنة الدفاع عن عقارات سلوان، أن الجمعيات الاستيطانية تحاول السيطرة على البلدة بالكامل من خلال إسقاط التوراة على الأرض، و الرواية الدينية اليهودي و التي تقول ان هذه البلدة أرض يهودية مقدسة، و انها تعمل على استرجاع أرث الأنبياء اليهود و خاصة فيما يتعلق بحي البستان و عين سلوان و حي واد حلوة.   فبحسب الرواية اليهودية، فحي البستان هي المنطقة التي كان داوود عليه السلام، يعزف مزاميره و من هنا تهدد سلطات الاحتلال بهدمه بالكامل و تشريد 5000 مقدسي لصالح بناء حديقة داوود التوراتية.   وفي حي واد حلوة، سيطرت الجمعيات الاستيطانية على معظمه بالسلب و القوة، حيث تقوم بنشر بتسيير قوافل السياح و "الحجاج اليهود" للمكان و تسويقه على انه منطقة يهودية كان الأنبياء يقيمون فيها.   و لم تكن عين سلوان، الواقعة في وسط البلدة، افضل حالا، فقد أغلقت المنطقة بالكامل و يعيش السكان المقدسيين فيها حية جحيم نتيجة لاعتداءات المستوطنين اليومية عليهم، حيث يقوموا بأداء طقوسهم اليهودية "بالتطهر" في العين الذين يقولون انها عين مقدسة و كان داوود يتطهر بها.   مواجهات و اعتقالات...   وعلى مدار العامين كانت المواجهات التي تجري كل يوم في أحياء البلدة، و خاصة في محيط خيمة الصمود في البستان و التي تكون نتيجتها تعزيز اعتداءات سلطات الاحتلال على المواطنين و التفنن في استخدام ادوات القمع و الترهيب بحقهم.   يقول امجد أبو عصب رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين:" خلال العام الفائت كان هناك أكثر من 700 حاله اعتقال و احتجاز من أبناء سلوان فقط، الأغلبية منهم أطفال لم تتجاوز أعمارهم ال16 عاما، قدموا لمحاكم عسكرية بعد التحقيق معهم و إرهابهم، و الكثيرين منهم تم إبعادهم إلى خارج المدين".   ويتابع ابو عصب:" حين المواجهات يقوم الجنود بتصوير الشبان الذين يكونوا في حاله الدفاع عن أنفسهم، و في الايام التالية تقوم الشرطة باعتقالهم جميعا و الحكم عليهم بالإبعاد او الإقامة الجبرية في المنازل او السجن الفعلي".   وأكثر من ذلك، تتعمد شرطة الاحتلال في حاله وقوع مواجهات إلى توسيع نطاق اعتداءاتها، فتقوم بضرب الغاز المسيل للدموع بكميات كبيرة، و الذي ثبت انه غاز سام يستخدم بشكل خاص في سلوان، و يؤدي إلى وقوع حالات اختناق واسعة في صفوف المواطنين.   إبعاد وملاحقة للشخصيات   ولمواجهة هذا الصمود من الأهالي، اتخذت قوات الاحتلال مؤخرا سياسية جديدة و هي ملاحقة الشخصيات الفلسطينية الفاعلة في مواجهة الاستيطان في البلدة، كما حدث مع مدير مركز معلومات واد حلوة جواد صيام، و الذي يقوم من خلاله المركز بفضح سلطات الاحتلال و روايته المغلوطة عن المكان.   يقول جواد صيام:" اعتقلت قبل عشر أيام، حيث قامت قوات كبيرة من المخابرات و شرطة الاحتلال باقتحام المركز، الواقع في وسط البلدة، و اعتقالي و اقتيادي إلى مركز تحقيق المسكوبية، و هناك قدمت لي لائحة اتهام، و تم تهديدي بإبعادي عن المدينة إذا لم يتم إغلاق المركز".   وتابع صيام:" مثلت بعد ذلك إمام المحكمة لأكثر من مرة، و كل مرة تقدم النيابة العامة ضدي لائحة اتهام غير مبررة، تتمثل في مجملها في عملي الشعبي في المركز و نشاطاته التي تقدم للأطفال وأهالي المنطقة". وكما صيام كان رئيس لجنة الدفاع عن عقارات سلوان فخري أبو ذياب الذي تستهدفه قوات الاحتلال منذ أيام، و عائلته بالكامل، بالاعتقال و الاستدعاء للتحقيق و التهديد بالإبعاد.   وإن كان التهديد بالإبعاد كان من نصيب أبو ذياب و صيام، فالإبعاد الفعلي كان من مصير أمين سر حركة فتح في البلدة عدنان غيث، حيث أمهلته سلطات الاحتلال حتى الثاني عشر من كانون ثان- يناير الحالي للخروج طواعية من البلدة، إلا سيكون مصيره الاعتقال و الإبعاد القسري.   يقول صيام:" سلطات الاحتلال باتت تدرك ان مخططاتها لم تنجح في إخراجنا من بلدتنا، فقامت بتطبيق سياسة استيطانية جديدة بملاحقة الشخصيات و القيادات الشعبية البارزة في البلدة لكسر شوكتهم و ثنيهم عن دورهم في التصدي لمخططاتهم.