Menu
تقرير: 25 أسيرًا معاقًا في سجون الاحتلال الصهيوني يتعرضون للموت البطيء

تقرير: 25 أسيرًا معاقًا في سجون الاحتلال الصهيوني يتعرضون للموت البطيء

قــــاوم- غزة : أكدت اللجنة الوطنية العليا لنصرة الأسرى  أن 26 أسيرًا فلسطينيًّا يعانون من الإعاقة بأشكالها المتعددة في سجون الاحتلال، وذلك نتيجة إصابتهم بالرصاص أو القذائف أثناء وقبل عملية الاعتقال، أو بسبب اعتقال ذوى الاحتياجات الخاصة، ولا يقدم لهم العلاج المناسب لحالتهم المرضية أو نوع الإعاقة التي يعانون منها، ويتعرضون للموت البطيء فى سجون الاحتلال نظرًا لإهمال علاجهم بشكل مستمر. وأشارت اللجنة في تقرير خاص لها بمناسبة اليوم العالمي للمعاق الذي يوافق الثالث من كانون أول (ديسمبر) من كل عام اليوم الإثنين (6-12) أن هناك من الأسرى من أصيبوا بإعاقات نتيجة ممارسة وسائل التعذيب القاسية والمحرمة، ومنهم على سيبل المثال الأسير  نادر عبد القادر مسالمة (45 عامًا) من بلدة بيت عوا قضاء الخليل في الضفة المحتلة، والذي أصيب بشلل نصفى نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له خلال فترة التحقيق، حيث تعرض لضرب شديد على العمود الفقري أدى إلى شلل في رجليه، وكذلك تعرضه للإهمال الطبي خلال فترة اعتقاله، حيث أمضى في سجون الاحتلال 7 سنوات، ويستخدم كرسيًّا متحركً في تنقلاته، ولا يستطيع المشي على رجليه. وكذلك الأسير محمد مصطفى عبد العزيز، من مخيم جباليا شمال قطاع غزة والذي أصيب بشلل نصفى  نتيجة التعذيب والظروف السيئة داخل السجون، وإهمال علاجه فيما بعد، حيث إنه لم يكن يعانى من أى أعراض مرضية حين اعتقل في عام 2000، ولكنه تعرض لتعذيب قاسٍ خلال التحقيق، مما أدى إلى إصابته بإعاقة في رجليه وأصبح غير قادر على الحركة بشكل جيد، ونظرًا لإهمال علاجه بشكل متعمد ومقصود من قبل سلطات الاحتلال، وسوء الأوضاع المعيشية داخل السجون تدهورت صحته إلى أن أصيب بشلل نصفى وأصبح يتحرك على كرسي، ورفض أيضًا الاحتلال إطلاق سراحه، أو علاجه رغم انه أمضى أكثر من ثلثي مدة الحكم. اعتقال المعاقين وأوضح رياض الأشقر مسؤول الإعلام باللجنة أن الاحتلال لا يتورع عن اعتقال المواطنين الذين  يعانون من إعاقات نفسية وجسدية مختلفة، ولم تراع سلطات الاحتلال ظروفهم الخاصة، وبعضهم تم اعتقاله وهو على كرسيه المتحرك، كالأسير نادر مسالمة من الخليل، والذي اختطف قبل أسبوع دون اعتبار لحالته الصحية الخاصة، حيث إنه مقعد لا يستطيع الحركة، ويعانى من عدة أمراض، والأسير ناهض فرج الأقرع من غزة، والذي اعتقل أثناء عودته عن معبر الكرامة، من رحلة علاج في الأردن، ويعانى من بتر ساقه الأيمن من أعلاه و تهتك بالعظام في ساقه الأيسر المهدد بالبتر أيضًا، ويرقد على كرسي متحرك، وعلى الرغم من ذلك أُخضع لتعذيب قاسٍ، وحكمت عليه إحدى المحاكم الصهيونية بالسجن المؤبد 3 مرات. وكذلك الأسير خالد الشاويش من رام الله، المحكوم عشر مؤبدات، يعاني من الشلل النصفي، والأسير عبد الله حلمي الهشلمون، وهو أحد جرحى الانتفاضة، وتم بتر إحدى رجليه ولديه رجل صناعية ويعاني من مشاكل نفسية صعبة جدًّا وبحاجة إلى متابعة طبية مستمرة، وقد اعتقل الاحتلال خلال شهر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي من الخيل لوحدها ثلاثة مواطنين معاقين عقليًّا.   إهمال طبي متعمد وبين الأشقر أن مئات الأسرى الفلسطينيين يواجهون مشكلة في أوضاعهم الصحية نظرًا لتردى ظروف احتجازهم في السجون الصهيونية، فخلال فترة التحقيق يحتجز المعتقلون في زنازين ضيقة لا تتوفر فيها أدنى مقومات الصحة العامة، ويتعرضون لسوء المعاملة، والضرب والتعذيب، والإرهاق النفسي والعصبي، كذلك تعاني السجون من افتقارها إلى الطواقم الطبية المتخصصة، وهناك بعض السجون لا يوجد بها طبيب، لذا ينتظر الأسرى فترات طويلة ليتم عرضهم على طبيب متخصص. كما أن العشرات من المعتقلين الذين أجمع الأطباء على خطورة حالتهم الصحية، وحاجتهم الماسة للعلاج وإجراء عمليات جراحية عاجلة ترفض إدارة السجون نقلهم للعيادات أو المستشفيات، ولا زالت تعالجهم بحبة الأكامول التي يصفها الأطباء لجميع الأمراض على اختلافها.   كذلك أدى تأخر إدارة السجون المعتمد في إجراء بعض العمليات للمرضى إلى بتر أطراف من أجساد معتقلين، فيما أدى التأخير في إجراء بعض الفحوصات والتحاليل الطبية وصور الأشعة  والتي تكتشف المرض في مراحله الأولى إلى استفحال الأمراض في أجساد الأسرى، فقد ينتظر الأسير المريض لشهور طويلة ولسنوات لكي تسمح له إدارة السجن بإجراء تحليل أو صورة أشعة، كذلك أدى التأخر المتعمد في إجراء عمليات جراحية عاجلة لبعض الأسرى الذين يعانون من أمراض خطيرة وصعبة إلى انعدام الأمل في الشفاء وتعرض الأسرى إلى خطر حقيقي على حياتهم.   افتقار للأجهزة وأكد الأشقر أن سجون الاحتلال تخلو من الأجهزة الطبية المساعدة لذوي الاحتياجات الخاصة، كالأطراف الصناعية لفاقدي الأيدي والأرجل، والنظارات الطبية، أو أجهزة خاصة بالأسرى الذين لا يستطيعون السير، وكذلك أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة، وهذا يزيد من معاناة الأسرى المعاقين في السجون، حتى أن الاحتلال يرفض إدخال تلك الأجهزة الطبية عن طريق مؤسسات خاصة أو منظمات حقوقية. وأن الأسرى المعاقين لا يحظون بمعاملة إنسانية خاصة نظرًا للظروف الصعبة التي يعانون منها، ويتعرضون لكافة الانتهاكات والممارسات التعسفية التي يعانى منها بقية الأسرى، ويحرمون من احتياجاتهم الخاصة، ولا تتوفر لهم الرعاية والمتابعة الطبية اللازمة، بل قد يتعرضون للضرب والإهانة خلال علميات التفتيش والقمع التي تمارسها سلطات السجون بشكل كثيف، كذلك لا تراعي إدارة السجون ظروفهم في عمليات النقل للمحاكم أو العيادات أو التنقلات بين السجون، حيث يخضعون للركوب في سيارة البوسطة التي لا تناسب الأصحاء فلا يوجد بها مكان للجلوس، وقد تستمر عملية النقل لعشر ساعات أو أكثر دون أن يسمح لهم بقضاء الحاجة أو الأكل أو الشرب. فاقدو البصر وأوضح الأشقر أن من بين الأسرى الذين يعانون من إعاقات اثنين فاقدي البصر بشكل كامل وهما الأسير المقدسي علاء البازيان، وهو معتقل منذ 25 عامًا، ومحكوم بالسجن المؤبد، والأسير عبادة سعيد بلال من مدينة نابلس محكوم بالسجن لمدة 11 عامًا، أمضى منها ثمانية، وكانت سلطات الاحتلال قد اختطفت زوجته نيللى زاهى الصفدى عند أحد الحواجز على مدخل مدينة رام الله، منذ أكثر من عام، ولا تزال معتقلة إلى الآن.  كما أن هناك العشرات من الأسرى المهددين بفقد البصر نتيجة إصابتهم بأمراض العيون دون أن توفر لهم إدارات السجون العلاجات الخاصة، أو تجرى لهم العلميات المناسبة، أو تقوم بعرضهم على طبيب عيون متخصص، مما يشكل خطرًا على سلامه البصر لدى هؤلاء الأسرى. فيما تعرض العديد من الأسرى للإصابة بالاعاقات النفسية، والعقلية نتيجة ظروف العزل الانفرادي القاسية، ومن بنيهم الأسير عويضه كلاب والذي فقد أهليته داخل السجون؛ حيث انه معتقل منذ 22 عامًا، وتم عزله لأكثر من 13 عامًا، الأمر الذي أدى إلى إصابته بمرض نفسي خطير، ولم يعد يستطيع التعرف على أهله أو زملائه فى الأسرى. وناشدت اللجنة العليا للأسرى المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، التدخل والضغط على الاحتلال لإطلاق سراح عشرات الأسرى الذين يعاون من إعاقات مختلفة، حتى يستكملوا عملية تأهيلهم  وعلاجهم في الخارج.