Menu
إعترافات صهيونية : الإرهابي إيلان مالكا قائد لواء جفعاتي الصهيوني أمر بقصف عائلة السموني وأباد أكثر

إعترافات صهيونية : الإرهابي إيلان مالكا قائد لواء جفعاتي الصهيوني أمر بقصف عائلة السموني وأباد أكثر من 30 فرداً من أفراد العائلة أثناء الحرب على غزة

قـــــاوم- قسم المتابعة : لا يزال أحمد الساموني يتذكر تلك اللحظات الفظيعة عندما وقعت عيناه على أشلاء إخوانه وأخواته وأبنائهم وأبناء عمومته في غرفة في أحد منازل العائلة في طرف حي زيتون، جنوب مدينة غزة، الذين تجمعوا فيه في مطلع يناير (كانون الثاني) 2009 للاحتماء من الصواريخ والقذائف الصهيونية، بعد بدء الهجوم البري الصهيوني على قطاع غزة. لقد كانت تلك الغرفة تضم أشلاء نحو ثلاثين شخصا من العائلة قتلوا جراء قصف مدفعي، لتكون أكبر حصيلة من القتلى في هجوم على منزل واحد خلال الحرب. ورغم تفاوت طبيعة الجرائم التي ارتكبها الجيش الصهيوني خلال الحرب التي بدأها في 28 ديسمبر (كانون الأول) 2008، فإن القاسم المشترك بين الكثير منها حقيقة أن منفذها هو لواء المشاة «جفعاتي»، رغم مشاركة ألوية أخرى في الهجوم وهي: «غولاني»، و«المظليين» و«الناحل». فقد دللت التحقيقات التي أجراها الجيش الصهيوني في مسار الحرب أن الذي أمر بقصف عائلة منزل الساموني هو العقيد إيلان مالكا قائد «جفعاتي»، رغم أنه تبين أن هناك من حذره من وجود مدنيين فقط في المنزل. ودلت الشهادات التي أدلى بها جنود خلال الحرب ووثقتها منظمة «يكسرون الصمت»، وهي مجموعة من الضباط في الاحتياط تعمل على توثيق جرائم الجيش الصهيوني أن ضابطا في «جفعاتي» أمر خلال الحرب بإطلاق النار على عجوز فلسطيني شرق مدينة غزة، وقتلها، في حين عرضت قنوات التلفزة الصهيونية شهادات حية لجنود في «جفعاتي» وفي غيره من الألوية تؤكد أن جنودا في هذا اللواء قاموا خلال الحرب بالتبول في خزانات مياه الشرب، علاوة على استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية. وارتكب قادة وجنود من كل ألوية الجيش الصهيوني جرائم ضد المدنيين، وتؤكد الصحافية اليسارية عميرة هاس الكاتبة في «هآرتس» أن هذه الجرائم تمت بتوجيهات مباشرة من الهيئات القيادية العليا في الجيش. ومع ذلك فإن هناك أسبابا تفسر احتكار «جفعاتي» العدد الأكبر من هذه الجرائم. ولعل أهم هذه الأسباب حقيقة أن «جفعاتي» يستقطب عددا كبيرا من أتباع التيار الديني الصهيوني الذي يتبنى مواقف بالغة التطرف من الفلسطينيين، وينتمي إليه معظم المستوطنين اليهود في الضفة الغربية والقدس المحتلة. وتدل المعطيات الرسمية الصادرة عن شعبة القوى البشرية في الجيش الصهيوني على أن نحو 60% من الضباط في الوحدات القتالية هم من أتباع التيار الديني الصهيوني، على الرغم من أن أتباع هذا التيار يشكلون فقط 15% من مجمل السكان. تحريض من الحاخامات على قتل الفلسطينيين ويرى عاموس هارئيل المراسل العسكري لصحيفة «هآرتس» أن هناك علاقة وثيقة بين سلوك الجنود والتثقيف الديني، مشيرا إلى أن الحاخام الرئيسي للجيش خلال الحرب الجنرال آفي رونتسكي حرص على التشديد على مسامع الجنود على أنه لا يوجد بين الفلسطينيين مدنيون، كما اصطحب رونتسكي عددا من أكثر حاخامات اليهود تطرفا ونظم لهم محاضرات أمام الجنود قبيل خروجهم للقتال، ومنهم الحاخام شموئيل إلياهو، حاخام مدينة صفد الذي وقع على فتوى تؤكد أنه يجوز تطبيق حكم التوراة في «العماليق» الذين كانوا يتواجدون في فلسطين قبل قدوم بني إسرائيل قبيل ألفي عام، على الفلسطينيين حاليا، علما بأن هذا الحكم يدعو إلى وجوب قتل رجال ونساء وأطفال وشيوخ وحتى بهائم العماليق. ومن الأسباب التي جعلت «جفعاتي» أكثر جرأة على ارتكاب الجرائم، حقيقة أن الجيش الصهيوني أوكل إليه منذ اندلاع الانتفاضة الأولى مهمة مواجهة المقاومة الفلسطينية. يذكر أن وسائل الإعلام الصهيونية عكفت على نشر الكثير من التفاصيل حول الجرائم التي ارتكبها قادة لواء «جفعاتي»، سيما الجنرال آيفي إيتام الذي قاد اللواء خلال الانتفاضة الأولى، إذ اتهمته النيابة العسكرية بالقيام شخصيا بتحطيم أيدي شابين فلسطينيين بعد احتجازهما في بستان برتقال قرب مخيم البريج وسط قطاع غزة. وعلى الرغم من توجيه هذه التهمة لإيتام، فإنه واصل التقدم في الترقيات العسكرية إلى أن أصبح قائدا للجيش في جنوب لبنان، وبعد تسريحه انضم لحزب «المفدال» الديني، ومثل الحزب كوزير للإسكان في حكومة شارون الأولى. لقد دلت الترقيات الأخيرة في قيادة الجيش الصهيوني بشكل لا يقبل التأويل على أن المس بالمدنيين الفلسطينيين هو إحدى «المزايا» التي تؤخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ القرار بشأن هذه الترقيات. فالمعلق السياسي الصهيوني عكيفا إلدار يتساءل عن السر وراء ترقية العميد أفيف كوخافي إلى رتبة لواء وتعيينه رئيسا لشعبة الاستخبارات العسكرية، رغم أن كل ما علق في ذاكرة الصهاينة والفلسطينيين بشأنه هو إصداره الأوامر لجنوده عندما كان يقود لواء المظليين أثناء حملة «السور الواقي» بتحطيم جدران الفلسطينيين في مخيم بلاطة شرق نابلس لكي ينتقل جنوده من منزل إلى آخر وتقليص هامش الخطر عليهم. كما أن تحمس رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه إيهود باراك لتعيين يوآف غلانت رئيسا للأركان خلفا لغابي أشكنازي جاء فقط بسبب «إنجازاته» خلال قيادته للحرب على غزة، بصفته قائدا للمنطقة الجنوبية في الجيش الصهيوني، وهي الحرب التي قتل فيها أكثر من 1500 فلسطيني ما يزيد عن 85% منهم من المدنيين.