Menu
دراسة: لا علاج للصواريخ السورية القادرة على ضرب الكيان الصهيوني

دراسة: لا علاج للصواريخ السورية القادرة على ضرب الكيان الصهيوني

قـــــاوم- قسم المتابعة : قالت دراسة أمنية صهيونية جديدة إنّه عندما ناقشت إسرائيل كيفية الدفاع عن نفسها بعد التوصل إلى اتفاقية تسوية مع سورية، قرر وزير الأمن آنذاك أنه بدون الجولان لا تستطيع الدولة العبرية الدفاع عن نفسها، متسائلة: كيف يمكننا الخروج من مأزق اتفاقية سلام تتضمن تسليم السوريين مرتفعات الجولان؟ وأضافت إنّ الحل تمثّل في إدراج ترتيبات أمنية في أي اتفاق سلام تُبعد الجيشَ السوري مسافة بعيدة عن الحدود شرقاً في ما يُسمح للجيش الصهيوني بالتمركز على ضفاف نهر الأردن القريب من مرتفعات الجولان، وشددت على أنّه بناء على هذا الحل، سيكون يوماً مشؤوماً عندما يدرك الكيان الصهيوني أن السوريين يستعدون لخوض حرب وأن فرقهم العسكرية تقترب من هضبة الجولان، وعليه ستسارع القوات الصهيونية المتمركزة في منطقة قريبة من الجولان إلى إعادة احتلال المنطقة لكي تحدث المواجهة مع السوريين على جبهة قريبة من الخطوط التي تحتلها القوات الصهيونية اليوم. وقد اعتمدت هذه المقاربة على افتراضات خمسة تبيّن أنها جميعاً مضللة، بيد أنه كان يكفي أن يكون أحد تلك الافتراضات فقط خاطئاً لينهار المفهوم برمّته، وهو أنه في استطاعة القوات الصهيونية الدفاع عن نفسها بعد تخلّيها عن مرتفعات الجولان. وجاءت هذه الأقوال في دراسة حول الاحتياجات الأمنية الحيوية لإسرائيل في المرحلة المقبلة، أعدّها ما يُسمى بمركز أورشليم (وهو الاسم العبري للقدس) للدراسات والأبحاث السياسية، وأشارت إلى أنّ الدولة العبرية أجرت في عامي 1999 و2000 مفاوضات مفصلة ومتقدمة مع السوريين ومع الفلسطينيين في آن معاً، وتبيّن أن الكيان الصهيوني في حاجة إلى التنازل عن الأراضي لكلا الطرفين: التنازل عن مرتفعات الجولان من أجل التوصل إلى اتفاق مع سورية، والتنازل للفلسطينيين عن جزء كبير من الضفة الغربية، إن لم يكن التنازل عن معظمها، في حين يُفترض أن تعوّض الترتيبات الأمنية الصهيونية عن تنازلها عن تلك الأراضي، لافتة إلى أنّه كان صحيحا أن هذه المقاربة كانت محقةً جزئياً في ذلك الوقت في كلا المسارين، لكنها كانت قصيرة النظر جداً أيضاً. وبرأي معدي الدراسة فإنّ الأحداث التي وقعت في السنين العشر الماضية أظهرت تغيّراً ملحوظاً في أنواع التهديدات التي ينبغي توقع بروزها عقب إقامة دولة فلسطينية أو نتيجة للكيان الفلسطيني القائم، تنطوي هذه التهديدات على اللجوء إلى 3 أنواع من الأسلحة تتعارض جميعها مع التوجيهات التي نوقشت تمهيداً للتوصل إلى ترتيبات أمنية. وأضاف أنّه سيكون ضرب كافة المناطق في الكيان الصهيوني أمراً سهلاً بواسطة الصواريخ والمقذوفات المنتشرة في مختلف أنحاء الضفة الغربية. وستكون الصواريخ المتطورة المضادّة للطائرات قادرة على إسقاط الطائرات المدنية التي تهبط في مطار اللد الدولي، فضلاً عن الطوافات وحتى الطائرات المقاتلة، كما أنّه يمكن لصواريخ مضادّة للدبابات ذات مدى فعال يصل إلى 5 كلم ضرب المراكز الإستراتيجية مثل الطريق السريع 6 الذي يبدأ بأقصى شمال إسرائيل وينتهي بجنوبها، فضلاً عن مراكز تتجاوز ذلك. كما أكدت على أنّ القاسم المشترك بين سائر ما تقدم هو سهولة تهريب الأسلحة وصنعها خفية، كما هي الحال اليوم في غزّة، ولا يوجد نظام مراقبة يمكن إقامته ويستطيع الحيلولة دون حصول ذلك، ولا يمكن الحيلولة دون تهريب هذه الأسلحة إلاّ بالسيطرة الفاعلة على وادي الأردن الذي يمتدّ بموازاة الحدود الصهيونية الأردنية. ولفتت إلى أنّه حتى المنظومات المتطورة تكنولوجياً لن تكون ملائمة لاعتراض صاروخ أُطلق من مسافة كيلومتر واحد أو كيلومترين، وعليه يتحتم على تل أبيب المحافظة على مساحات تكتيكية تحت سيطرتها في محاولة لدرء هذا الخطر، على حد وصفها. وأوضحت أيضا أنّه بالإضافة إلى ما تقدم، فإذا كانت القوات الصهيونية ستنسحب إلى خطوط الهدنة لسنة 1949، ستصبح المنطقة الواقعة شرقيّ الحدود مقرَّ السلطة الفلسطينية، وكذلك قاعدةً للأعداء المحتملين أيضاً، منهم حزب الله وسورية، وهذا يعني أنه عندما يراد وضع ترتيبات أمنية خاصة بالضفة الغربية، يتعيّن أن تتضمن المقاربة إقامة حدود تتجاوز حاجات إسرائيل المرتبطة بالفلسطينيين، على حد قوله. وخلصت إلى القول إن الدولة العبرية دخلت مجدداً في مفاوضات مع سورية في عهد حكومة أولمرت، وإن كانت مفاوضات غير مباشرة لعب الأتراك دور الوسيط فيها للتوصل إلى اتفاق دائم بين البلدين، لافتا إلى أنّ الأمر المفاجئ هو أنه برغم حقيقة أنه لم يتم إجراء دراسة أمنية على يد محترفين للوقوف على مضامين الانسحاب من الجولان، كانت القوات الصهيونية مستعدة خلال تلك المفاوضات غير المباشرة للإعلان عن إمكانية الانسحاب من الجولان، مشددةً على أنّه منذ العام 2000 وحتى اليوم، لم تجر مناقشة أو معاينة بواسطة المحاكاة، حتى على المستوى الأساسي، لمعرفة قدرة القوات الصهيونية على الدفاع عن نفسها بدون الجولان، وبالتالي فإنّه لا يمكن للطبقة السياسية الزعم بأنّ في استطاعتهم القيام بهذه المجازفة إلاّ بعد إجراء تلك المحاكاة، مما يجعل إجراءها شرطاً ضرورياً مسبقاً، على حد قولها .