Menu
مجزرة خان يونس..تفاصيل في أذهان الناجين

مجزرة خان يونس..تفاصيل في أذهان الناجين

قــــاوم- قسم المتابعة : لم يكن يوم الثالث من نوفمبر عام 1956 كغيره من الأيام لمواطني مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، إلا أنه كان بداية مأساة ومجزرة صهيونية بحقهم بعد ثمان سنوات من النكبة عام 48، حيث أعدم الاحتلال حوالي 500 فلسطيني وأصاب المئات بجراح في حملة مسعودة استمرت عدة أيام.   فصرخات الحاج نصوح السعدوني (57 عامًا) لم تسعف طفولته البريئة من بشاعة المجزرة، فبترت ساقه عقب إطلاق النار نصوح محمد السعدونى  (صفا)المباشر عليه، واستشهد عمه عبد الله السعدوني بينما كان يحمله.   الحاج نصوح يستذكر تفاصيل مريرة عاشها أثناء إعدام الاحتلال الإسرائيلي ثلاثة من أعمامه أمام ناظريه.   ويقول والدموع تملأ مقلتيه بصوت غلبته عبرات ساخنة: "إنَّ الجيش الصهيوني قام بإخراج أعمامه الأربعة وهم صبحي وعبد الله وإبراهيم وخميس وقام بإعدامهم واحدًا تلو الآخر على سور منزلهم، ومن هول الصدمة فر عمه الكبير خميس هاربًا معتليًا سور المنزل المجاور فطارده القتلة من منزل لآخر، حتى كتبت له الحياة".   ويضيف لـ"صفا" " إنَّ بشاعة الاحتلال وهمجيته خلال اقتراف جنوده لأبشع مجزرة بحق المدنيين الفلسطينيين بخان يونس ستبقى شاخصة في عقولنا ولن ننساها جيل بعد جيل".   ولا تزال مشاهد القتل والإعدام في مدينة خان يونس 1956 ماثلة أمام ذوي الضحايا وشهود العيان، الذين صعقهم مدى الإجرام احمد اسماعيل ابوابراهيم (صفا)الإسرائيلي الذي لم يراع حرمة كبير أو صغير أو شاب أو امرأة.   ولعل الصورة الشاهد الأكبر على الجريمة التي نفذها المحتلون بحق مواطنين عزل لا يحملون السلاح، لتمر 54 عاما وكأنها "غمضة عين" يستذكر الصغار ما حل بالكبار، ويروي الكبار مآسيهم حتى لا تنسى الأجيال المتتابعة.   وحسب ما وثق رجال ومفكرو خان يونس، وأفادت الإحصاءات الرسمية والكتب القديمة، فقد ذهب ضحية سلسلة المجازر التي امتدت من 3 نوفمبر وحتى 11 نوفمبر 1956 قرابة 500 شهيد ومئات الجرحى.   قتل دون رحمة عبدالحميد طقش (صفا)ابنة الجريح عبد الحميد طقش الذي توفى قبل عدة سنوات قالت:"إن يدي والدي بترت وكسر عموده الفقري.   وذكرت أن جنود الاحتلال اقتحموا المنزل في 3 نوفمبر بحثًا عن المصريين والفدائيين، فعندما لم يعثروا على أحد منهم أطلقوا الرصاص على من وجدوه من رجال في البيت فأصابوا والدي وقتلوا شقيقه عبد الله (25 عامًا) وأصيب أخوه الآخر".   وأضافت زينب طقش لـ"صفا" "أصابوا والدي في ذراعه اليمنى، فانكفأ على السرير تنزف دمائه بغزارة، وعاجلوه برصاصات أخرى في قفاه فاعتقدوا معها أنهم قتلوه، ولكن قدر الله كان أكبر منهم وبقى والدي عبد الحميد دون علاج لمدة يومين، مما سبب تسمم جرح الذراع فبترها".   وفي رواية ابن الجريح مصباح سعودى عاشور الذي قال ل صفا : " في ثالث أيام المذبحة، طلبت مصباح سعودى عاشور   (صفا)قوات الاحتلال من شباب المدينة التوجه إلى المدرسة الأميرية للتفتيش".   وأضاف توجَّه والدي مع رجال الحارة، وعندما وصلوا أوقفوهم صفوفا، وطلبوا منهم رفع أياديهم إلى أعلى رؤوسهم، ثم بدؤوا في إطلاق زخات رصاصهم بلا رحمة، فقتلوا جميعا إلا أشخاصا معدودين، أصيبوا بجراح خطرة".   وتابع سعودى-الابن الأكبر للجريح مصباح عاشور- الذي توفى قبل ثلاث سنوات: "كان نصيب والدي طلقات في عظمة العجز والعصعص من الخلف"، موضحا أن "والده ومعه عدد من الجرحى تركوا في دمائهم يسبحون يوم وليلة، وبعدها نقلوا إلى المستشفى".   لا عذر للعُزَّل من جهته، قال ابن الجريح رمضان محمد الشريف الذي توفاه الله قبل سبع سنوات: " في يوم 3 نوفمبر عام 56، اقتحم جنود رمضان محمد الشريف (صفا)الاحتلال المنزل ونحن مختبئين من غارات الطائرات التي كانت تسقط فوق المخيم، فأخرجوا والدي من بين أطفاله الصغار وحاولوا قتله أمام المنزل بدم بارد".   وأكمل "الجنود أطلقوا الرصاص بكثافة على قدم والدي، فبترت ساقه اليمنى بعد نزيف متواصل، وفقد وعيه بالكامل، حتى استيقظ ووجد نفسه في المستشفى الإنجليزي "المعمداني بغزة".   أما وداد بربخ شقيقة الشهيدين مجدي وعطا بربخ فوصفت المذبحة بالمرعبة التي لا يمكن أن تسقط من ذاكرتها، وأوضحت لـ"صفا" أن جنود الاحتلال قتلوا من عائلتها ما يزيد عن 30 شهيدًا وعشرات الجرحى وسط مدينة خان يونس.   واستعرضت عائلة فياض بدورها، في ديوان العائلة صورًا ومشاهد لقوات الاحتلال وقد أعدمت عشرات من رجال العائلة ومثلت بجثثهم على طريق صلاح الدين.   إحياء الذكرى وفي السياق، بدأت لجنة إحياء ذكرى مذبحة خان يونس 56 بإحياء الفعاليات الخاصة بذكرى المجزرة، وأصدرت بالتعاون مع حمودة هاشم  (صفا)بلدية خان يونس بيان مشتركا أعلنت خلاله عن برنامج الأنشطة التي تضمنت تخصيص محاضرات في المدارس التعليمية الحكومية حول المذبحة والشهداء والجرحى على مدار 3 أيام.   كما ستعمل اللجنة على نشر ملصقات تحمل شعارات خاصة بالمذبحة على الطرقات العامة وعلى جدران المدينة.   وأفاد رئيس بلدية خان يونس محمد الفرا أن البلدية واللجنة سيضعان حجر الأساس للنصب التذكاري للجندي المجهول أمام ميدان القلعة، في الثامن من الشهر الجاري، بمشاركة نواب من مجلس الشعب المصري حيث سيعقد مؤتمر صحفي.   وطالب الفرا المؤسسات الدولية الداعمة للشعب الفلسطيني بتفعيل دورها في ملاحقة مجرمي الحرب الذين لازالوا يرتكبون المجازر بحق الشعب الفلسطيني.   وقال: "رغم بشاعة مجزرة 56 ودمويتها فلم يتم تقديم مرتكبي هذه المجزرة إلى المحاكم الدولية، ما دعا الاحتلال لمواصلة ارتكاب مجازر أخرى". المصدر : موقع صفا