Menu
قلق صهيوني من تراجع أعداد اليهود المهاجرين

قلق صهيوني من تراجع أعداد اليهود المهاجرين

قــــاوم- قسم المتابعة : يثير تراجع أعداد المهاجرين اليهود إلى الكيان الصهيوني ، القلق بين مسئوليها من احتمالات حدوث تغييرات ديموغرافية لصالح الفلسطينيين، مقابل تراجع عدد اليهود، الأمر الذي يخشاه الكيان بشدة. وقال رئيس "الوكالة اليهودية من أجل إسرائيل" ناتان شارانسكي -وهو يهودي من الاتحاد السوفيتي السابق- إن أيام الهجرة الجماعية ولت، وأضاف: "لسنا بصدد إنقاذ اليهود من المحرقة أو الاضطهاد، وإن 94% من الشعب اليهودي يعيشون اليوم في العالم الحر ويستطيعون تقرير مصيرهم بحرية". خيبة أمل وتقول صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تقرير لمراسلها في القدس، إن انخفاض أعداد المهاجرين اليهود -خاصة من الولايات المتحدة وأوروبا- يشكل خيبة أمل لقادة الكيان الصهيوني الذين أوجدوا دولتهم على أساس عقيدة تقول إن على جميع اليهود أن يعيشوا في دولة خاصة بهم. وفي ظل تزايد الحديث عن عدم اكتراث اليهود الأمريكيين العلمانيين بالكيان الصهيوني، يجادل شارانسكي بأن تلك تهكمات غير صحيحة، وأن الرابط بين اليهود الأمريكييين والكيان الصهيوني قوي للغاية. وعلى الرغم من الارتفاع النسبي في أعداد المهاجرين خلال السنتين الأخيرتين نتيجة الأزمة الاقتصادية وعدم تأثر الكيان الصهيوني بها، فإن ذلك الارتفاع لم يهدئ من روع قادة اليهود في العالم و الكيان الصهيوني على وجه الخصوص. وتتطرق الصحيفة إلى موضوع التركيبة السكانية والمخاوف التي تنتاب القادة الصهاينة من أن يأتي يوم يصبح فيه غالبية سكان "إسرائيل" من العرب، مع العلم أن عدد اليهود يفوق عدد العرب في الوقت الحاضر, لكن من المحتمل أن يتغير ذلك في ظل النمو السكاني على الجانب العربي الفلسطيني وانخفاض أعداد المهاجرين من اليهود. ويقول شارانسكي الذي هاجر إلى الكيان الصهيوني من الاتحاد السوفيتي عام 1986 إن موضوع التركيبة السكانية في كيان الاحتلال والحفاظ على اليهود كأغلبية سكانية سبب غير كاف لإقناع اليهود بالهجرة إلى الكيان، لذلك على القادة اليهود الاعتراف والعيش مع حقيقة وجود الشتات اليهودي، حسب تعبيره. هجرة عكسية وسجلت نسبة المهاجرين اليهود إلى الكيان الصهيوني خلال عام 2009 زيادة كبيرة عن العام السابق، وهو الأعلى في السنوات العشر الأخيرة، وفقًا لتصريحات سابقة لرئيس الوكالة اليهودية. إذ بلغت نسبة المهاجرين اليهود إلى الكيان الصهيوني العام الماضي 17 في المائة، مقارنة بالعام السابق، حيث بلغت نسبة المهاجرين اليهود 13.859 في المائة. وهاجر 16244 يهودًيا إلى الكيان الصهيوني عام 2009، وقدم 7120 منهم من الاتحاد السوفيتي السابق و3767 من الولايات المتحدة، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية "نوفوستي." وينال كل يهودي مهاجر إلى الكيان الصهيوني الجنسية الصهيونية تلقائيًا. وعلى الرغم من التسهيلات والمنح والحوافز المالية التي تقدم للمهاجرين الجدد إلى الكيان الصهيوني  إلا أن الهجرة العكسية باتت تثير مخاوف مستقبلية لدى الحكومة ومنظمات الهجرة اليهودية، التي تعمل جاهدة على إيقاف هذه الهجرة العكسية. وشهد الكيان الصهيوني خلال السنوات الماضية عملية نزوح عكسية تمثلت في تزايد أعداد المهاجرين اليهود منها إلى دول العالم، حيث بلغ عدد المهاجرين 760 ألف شخص حتى عام 2003، وبلغت معدلات الهجرة مستوى قياسيًا خصوصًا إبان اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وذلك على ما يبدو بفعل الخوف.