Menu
المطالبة بتوفير كاميرا لكل مقدسي لمواجهة التزييف الصهيوني

المطالبة بتوفير كاميرا لكل مقدسي لمواجهة التزييف الصهيوني

قــــاوم- وكالات : طالب الشيخ سلمان بن فهد العودة، ، بتوفير كاميرا لكل مواطن عربي مسلم في بيت المقدس، لكي يصور كل حجر وكل معلم وكل مبنى في المدينة المحتلة، لمواجهة الحملة الصهيونية الشرسة الساعية لطمس المعالم العربية والإسلامية وتغيير ملامح المدينة المقدسة. مؤكدًا أنّ التوثيق بالصورة في وقتنا الحاضر أفضل من الخرائط، لأنّ الصورة لا تقف عند إنسان واحد، ولكنها تنتشر في أماكن مختلفة ويطلع عليها الكثير من الناس. وقال الشيخ العودة في حلقة برنامج تلفزيوني: "بيت المقدس الّذي يتعرض كل يوم لمزيد من العدوان ومزيد من الانتهاك ومزيد من السطوة والسيطرة اليهودية حتى المقابر لم تسلم من عدوانهم وطغيانهم، وقد رأينا المقبرة على وسائل الإعلام، مما يعني أنّ بعد العدوان على الأحياء انتقل الأمر للعدوان على الأموات". وأشار الشيخ سلمان إلى سعي العدوان الصهيوني إلى تغيير شكل ووجه بيت المقدس. داعيًا إلى توفير كاميرا لكل مواطن عربي مسلم في بيت المقدس من أجل أنّ يصور في بيت المقدس كل شيء، "كل حجر وكل معلم وكل مبنى وكل شارع وكل ناصية وكل حدث يقع، فيتم  تصور هذه الأشياء وتوثيقها، فهناك قرى فلسطينية اندثرت وربما لا يعود لها وجود على الخارطة لولا أولئك الناس الذين بادروا وقاموا بتسجيل هذه القرى وضبطها ورسم تلك الخرائط". وأضاف الشيخ سلمان في الحلقة التي كانت بعنوان "اللاعب الأول": "لم تعد القصة فقط خرائط، بل أصبح من الممكن أن نرسم صورة واقعية تحاكي ما هو موجود تمامًا في بيت المقدس من خلال حملة نقوم بها في المواقع المختلفة في الفيس بوك وتويتر والمدونات والمواقع الإلكترونية المختلفة تُنادي بتوفير كاميرا لكل مواطن مقدسي، بحيث نناديهم بأنّ يكون هناك مواقع تستقبل هذه الصور سواء كانت صورًا فوتوغرافية أو أفلام فيديو وتقوم بتوثيق كل الأشياء الموجودة، بحيث أنها تزيد من تعرية الممارسات الصهيونية بحق هذا البلد المقدس". "سطوة الإعلام" وحول أهمية الصورة في وقتنا الحالي وقدرتها على فعل الكثير، وتوثيق الجرائم، قال الشيخ العودة: "لم تعد الصورة فقط لقطة عادية أمام كاميرا يحتفظ بها الشخص لنفسه، وإنما يلتقط الصورة ثم يرسلها فورًا إلى كل مكان ويتم تداولها والتعليق عليها وصورة من هنا، وصورة من هناك، حتى إنّ مجموعة من الناس كانوا يعذبون شخصًا ويحاولون أن يضعوا في دبره سيخًا ويقصدون تصوير هذا من أجل إذلاله، وكذلك الأمريكان في أبو غريب التقطوا عددًا من الصور، وكأن الله تعالى  أراد فضح هذه الممارسات على الناس، ولذلك ـ أحيانًا ـ المجرم نفسه يقوم بتصوير جريمته لغرض ما، ثم يتم نقل هذا التصوير ليكون دليلاً ماديًا في كشف الأمر ومعاقبة المتسبب. المدرسة الأولى في الرقي وأكّد الشيخ سلمان أنّ الإعلام هو المدرسة الأولى في رقي المجتمع، وأنّه لا ينبغي أن يكون هم كل فرد هو الربج واستقطاب الجمهور وفقط، وإلا كيف سيرتقي المجتمع، كما أننا لا نطالب الإعلامي أن يتخلى نهائيًا عن مراعاة الناس وظروفهم، وإنما نطلب منه أن يحاول أن يأخذهم من حيث هم ويرتقي بهم. وذكر فضيلته على سبيل المثال: إنّنا لما نتكلم عن الإعلام الهادف فإنّ الكثير من الشباب والبنات هم بحاجة إلى أنّ نعودهم على فنون الحياة، وهم بحاجة إلى ضخ معاني الأمل والطموح في نفوسهم ومعالجة مشكلاتهم اليومية كالبطالة أو عدم وجود كرسي في الجامعة، أو تأخير الزواج بينما تكون فرص الإشباع الحرام متاحة على مصارعها، كذلك المشكلات الأسرية والانفصال بين الزوجين، وشتات الأبناء، والعنف الأسري، حتى مشكلة النهضة وتخلف الأمة، ومشكلة التقنية. مؤكدًا أنّ تفكير الشباب ليس محصورًا فقط في الجانب الغريزي، وإنما هناك جوانب حياتية وشخصية وطموح داخل نفوسهم. "الجمهور عاوز كده" وأكّد الدكتور العودة أنّه لا يمكن أن نتخيل إعلامًا مثاليًا لواقع أو مجتمع غير مثالي، ولذلك فإنّ بعض أنماط الإعلام ما يسمى بالإعلام الهادف أو أحيانًا قد يُسمى بالإعلام الإسلامي، تجد أنها لا تحاكي الواقع كما هو، وإنما قد تكون برامج تريد أن ترتقي بالمشاهد وفي الغالب يغلب عليها قدر من التكلف والصنعة، ففرق بين أن أشعر أنني أدخل إلى معسكر كل شيء مرتب ومعد بطريقة ليست واقعية، وإنما بطريقة مقصودة ومدروسة ومخططة وبين لما آتي إلى مكان وأجد أنّ الأشياء فيه تحاكي الجانب الفطري والعفوي. وأشار فضيلته إلى أنّ المتلقي يتحمل جزءًا من التبعة والمسؤولية، ولكن هناك هامش للمرسل يستطيع من خلاله أن يرتقي بهذا المتلقي أو أنّ ينحط به، فليس من الضروري أنّ أفرض أن الإعلام سيرتقي بالمتلقي إلى آفاق عليا، ولكنه يحاول أن يعطيه مستوى أفضل، وهذا شيء مقدور عليه بخلاف بعض وسائل الإعلام التي تخاطب المتلقي وتقول: "هو عاوز كده"، ولكنها أيضًا تنحط به أكثر وأكثر بحيث تجد أن كثيرًا من المتلقين قد ينتقدون مثل هذه المشاهد والصور والأنماط، حتى لو كانوا أناسًا عاديين لا ينطلقون من منطلق أخلاقي أو تقيمي أو غيرة اجتماعية، وهذا النقد يجعل هناك نوعًا من تراجع هذه الوسائل للحفاظ على مستوى المنافسة بين الأدوات الإعلامية. الإعلام التقليدي وعمّا يُشاع عن أنّ الإعلام يكون في كثير من الأحيان خاضعًا للضغوط السياسة أو ربما المالية، قال العودة في الحلقة التي تحدث فيها عن الإعلام وأهميته: "كان يُعاب على الإعلام التقليدي في وقت مضى أنّه كان يحاكي الصورة الرسمية، فالأخبار هي الأخبار الرسمية، والعناوين الرئيسية تتعلق بشكل منتظم بجهات رسمية، وحتى الإنجازات يتم تجييرها والحديث عنها وكأنها خاصة بفئة معينة وليست منجزًا وطنيًا، بينما الإعلام الجديد من ميزته أنّه أعطى قدرًا من التوازن ما بين كل مكونات المجتمع، وهذا أفاد حتى الإعلام التقليدي أنك تلحظ أنّ الإعلام التقليدي بدأ يعدل من أسلوبه حتى  يحافظ على وجوده وعلى منافسته، ولذلك ـ على سبيل المثال ـ نرجع إلى حملة أوباما الإعلام التقليدي كان له دور ضخم فيها، والسبب هو أنّه طور من تقنياته وآليته ومصداقيته ولذلك نجح في المنافسة". أخبار مفبركة وأضاف الشيخ سلمان: إنّ الديمقراطية الجديدة أو ما نسميه بالإعلام الجديد من عيوبه أنّ بعض الصور الّتي يتم نشرها قد تكون صورًا مفبركة أو مدبلجة، وهناك بعض الأخبار قد لا تكون أخبارًا صحيحة، ولذلك هنا الخطورة وكان هذا خطر كبير جدًا في الإنترنت أنّه ناس يتسترون تحت أسماء وهمية، وربما يقدمون صورة غير واقعية قد يكون فيها تشهير وادعاء وفيها فضائح ومبالغات. وأشار فضيلته إلى أننا نلمس تطورًا وتحولاً حميدًا في الشبكات الاجتماعية الجديدة، حتى أصبح الناس يتكلمون بأسمائهم الصريحة، ومن هنا لم يعد الإنسان يعبر عن نفسه  من وراء حجاب، وإنما يعبر عن شخصيته الحقيقية تبعًا لذلك أصبح الإنسان مسؤولاً  عن قوله ويمكن محاسبته على أفعاله". وتابع: "ومن هذا التحول حرص الناس على دقة المعلومات وحتى الكثير من الجهات تشترط التوثيق والدليل، لأنه هنا منافسة قوية، فبعض المواقع الإخبارية مثلاً تضم 11 مليون مشترك، فهذا الرقم الهائل ليس بالأمر السهل ومن خلال ذلك يستفيدون منه فيما يتعلق بالإعلان لأنّ كل مشترك يذكر اسمه ورقمه وعنوانه وبريده، ولذلك هذه مادة هائلة جدًا تزود بها شركات الإعلام، ولذلك يقولون ما بين 60: 80% من الاقتصاد اليوم مرتبط بتقنيات الثورة المعرفية الجديدة، وقد تجنبت هذه المواقع الطرق غير الشرعيّة في الحصول على المعلومة يعني قد تكون المعلومة صحيحة، ولكن الإنسان حصل عليها بطريقة غير شرعية أو غير مناسبة، يتم رفض ذلك".