Menu
بكيرات: من يسكت على تجريف "مأمن الله" سيسكت على هدم الأقصى

بكيرات: من يسكت على تجريف "مأمن الله" سيسكت على هدم الأقصى

قــــاوم- قسم المتابعة : دعا رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك الشيخ ناجح بكيرات إلى محاكمة الكيان الصهيوني، أسوة بما قامت به تركيا ضد الكيان إزاء ارتكابه مجزرة "أسطول الحرية"؛ وذلك لقيام سلطات الاحتلال بتدمير مقبرة مأمن الله التي تضم رفات الشهداء والعلماء والمجاهدين المسلمين. وقال الشيخ بكيرات في تصريحات للـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "واضح أن تركيا انتهجت طريقًا جيدًا حينما حاكمت الكيان الصهيوني على الاعتداء على سفينة أسطول الحرية". وتساءل: "كيف يُعتدَى على 70 ألف من المجاهدين والأعيان والحكام الذين عاشوا في القدس ودفنوا في مقبرة مأمن الله ولهم الحرمة العالمية حسب القانون الدولي في حماية الأموات؟!"، مذكِّرًا بوجود قانون لحماية القبور والأموات. وقال إذا تم السكوت عن تجريف هذه المقدسات فإنه سيسكت أيضًا عن تجريف المسجد الأقصى وهدمه، ومن ثم على العالمَيْن العربي والإسلامي أن يتحملا مسؤولياتهما وأن يقفا موقفًا حازمًا تجاه هذه القضية الخطيرة وألا يتهاونا فيها. وذكر الشيخ بكيرات أن مقبرة مأمن الله مقبرة تاريخية ذكرت في التاريخ الإسلامي باعتبارها مقبرة كبيرة من مقابر المسلمين في بيت المقدس، وتحتوي على شهداء وعلماء المسلمين وتضم رفات علماء وأجساد مفكرين ومجاهدين. ولفت إلى أن المقبرة تقع غرب البلدة القديمة على بُعد 100 متر من باب الخليل أحد أبواب مدينة القدس؛ فهي المقبرة الوحيدة التي استصدر بها كوشان طابو رسمي بتاريخ (22-3-1938) بـ134 ألف متر مربع، وفيها وثيقة تسجيل كوشان طابو ضمن أراضي الوقف الإسلامي. وأشار إلى تعرض هذه المقبرة منذ العام 48 وحتى اليوم للعديد من الاعتداءات؛ "فقد سجلت فيها أكثر من 35 انتهاكًا من قبل قوات الاحتلال". وقال إنه لم يتبقَّ من هذه المقبرة سوى دونمين فقط، أي 2% من أراضيها التاريخية العريقة، وإن أهم هذه الانتهاكات التي جرت عليها هو تحويل الجزء الغربي منها إلى موقف للسيارات، ثم تحويل معظمها إلى متنزه للعامة، وفي التسعينيات تم حفر قنوات وتجريف لمقابر حتى تكشفت عظام الأموات، وقمنا آنذاك بالاحتجاج أيام المرحوم سعد الدين العلمي رئيس الهيئة الإسلامية في العام 1991. وبيَّن أنه "في الثمانينيات قمنا بالاحتجاج على الاعتداء على المقبرة عندما أضيفت بعض البنايات الصغيرة إلى أطراف المقبرة". وذكر أنه "منذ العام 1997 وحتى يومنا هذا طالعتنا سلطات الاحتلال بفكرة إنشاء متحف على جماجم هؤلاء العظماء، وآخر هذه الانتهاكات الأسبوع الماضي عندما قامت جرافات بلدية الاحتلال بالاعتداء عليها من الناحية الغربية منها وجرفت ما يزيد عن 35 قبرًا، كما تم الاعتداء على فندق الأوقاف الذي كان مبنيًّا بجانب هذه المقبرة، بحيث جرى تفريغه من الداخل". وأوضح الشيخ بكيرات أن الهدف من الاعتداء على هذه المقبرة منذ 63 عامًا -رغم أنها مسجلة في "يونسيكو" ومحمية، ورغم أنه في العقيدة اليهودية ممنوع تدمير القبور ونبشها- قلع هذه المقبرة نهائيًّا، فحوَّلت سلطات الاحتلال أراضيها التي تمتد في سوق مأمن الله إلى سوق تجاري، وحوَّلت معظم أراضيها إلى متنزهات. وأعرب عن اعتقاده أن المقبرة ستزول من الوجود خلال خمس أو عشر السنوات القادمة، ولن يبقى هناك شيء اسمه مقبرة مأمن الله سوى عدد قليل من القبور الظاهرة، وكأنها عبارة عن شعرة في جلد كبير. واعتبر الشيخ بكيرات أن الكيان الصهيوني لا يستهدف الأحياء، وإنما يستهدف الأموات؛ فهو لا يستطيع أن يرى عربيًّا في القدس ولا بناءً ولا أثرًا إسلاميًّا، ومن ثم لا يريد أن يرى الأموات، ويريد أن يقول للعالمَيْن العربي والإسلامي: حتى تاريخكم القديم والماضي لا نريد أن نراه في هذه المدينة، وكما أننا نهوِّد المدينة والمقبرة تمامًا نريد أن نهود أقدس ما عندكم من مقابر تاريخية ومقدسات إسلامية، مثل المسجد الأقصى المبارك.