Menu
عملية فتح خيبر الاستشهادية

عملية فتح خيبر الاستشهادية

  عملية فتح خيبر الاستشهادية العدو يعترف بخمسة قتلي بينهم ضابط صهيوني كبير قـــاوم- خاص: مع إطلالة العام الخامس لانتفاضة الأقصى المباركة ومع تصاعد الهجمة الصهيونية على شعبنا الفلسطيني الصامد .. و مع انهيار النظام العربي الفاضح و صراحة ووقاحة تخلي الدول العربية عمليا عن دعم و مساندة القضية الفلسطينية التي هي في مجملها قضية أولى و مركزية للعرب و المسلمين .. يزداد في هذا السياق شعور المقاومين الأحرار بالمسئولية أمام ما سيكتبه التاريخ عن هذه الحقبة السيئة التي تمت فيها السيطرة على بلاد المسلمين بتآمر الأعداء و تواطؤ الأبناء .. بهذه المسئولية الفكرية تحرك استشهاديونا الأبطال يحملون هموم وطن تنهشه أسنان الجرافات المجرمة .. و تعبث به أهواء المنتفعين .. لم يكونوا أول المقتحمين .. و لكنه نداء السابقين من المخلصين الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه .. فقضوا نحبهم و رووا بدمائهم العطرة تراب الوطن المقدس الغالي و العزيز . كان اللقاء سهلا بين الصادقين من أبناء هذه الأمة .. و كان الهدف واضحا وضوح الشمس .. كانت القدس في العيون .. و دروب الوطن الذي رسمته ذاكرة الأجداد شارعا شارعا .. و بيدرا بيدرا .. و كانت في أنوفهم رائحة ليمون يافا .. و تخضبت جباههم بحناء الحنون الممتزج بتراب الأرض التي باركها الله . شهدائنا الأبطال في نيابة عن الشعب وكل المجاهدين لم يشعر أبطالنا للحظة أنهم يمثلون أسماءهم .. بل كانوا قد انتدبوا أنفسهم نيابة عن الشعب كله .. كان جميع المقاومين و المجاهدين حاضرون بلا تسميات اللهم إلا الصدق الذي نطقت به بنادقهم .. شارك مجاهدونا الأبطال في رصد هدفهم على مدار أسابيع خلت و رابطوا على الحدود أياما طويلة لتخترق عيونهم الثاقبة تحصينات العدو التي صممها أحرص الناس على الحياة .. و كانت مغتصبة موراج تشتهر بشدة تحصيناتها و كثرة جنودها كونها تمثل امتدادا سرطانيا في قلب أرض رفح الحبيبة . وضع اللمسات الأخيرة على العملية  و في غرفة العمليات المشتركة لكل من سرايا القدس و ألوية الناصر صلاح الدين و كتائب الشهيد أحمد ابو الريش تم وضع خطة الهجوم التي أطلقت عليها غرفة العمليات المشتركة ’ فتح خيبر ’ .. و التي صممت على أساس الاقتحام ثم الكمين . حيث كان اثنين من مجاهدينا الاستشهاديين مكلفين باقتحام الموقع و الاشتباك مع العدو و قتل أكبر عدد ممكن من جنوده .. و كان على الاستشهادي الثالث أن يرابط فوق عبواته الناسفة في خط متأخر قليلا على حافة الموقع المحصن .. تفاصيل عملية ’ فتح خيبر ’ ..  تم تحديد نقطة الاقتحام بناءا على الرصد الدقيق و المتواصل حيث تقدم مجاهدونا حاملين عتادهم و اقتربوا من نقطة الاختراق في تمام الساعة العاشرة من مساء الأربعاء 8 شعبان الموافق 22/9/2004م و كمنوا في المكان حتى صلاة الفجر .. صلوا الفجر جماعة ثم تقدموا تحت ستار من عناية الله حيث كان يلفهم ظلام الفجر المتلفح بالضباب الذي ساقه الله في تلك الساعات ليكون جندا من جنوده يشارك المجاهدين شرف هذا العمل العظيم . تفاصيل العملية  قام المجاهدون الثلاثة عماد أبو سمهدانة و محمد العزازي و يوسف عمر بنصب أربع عبوات موجهة مضادة للأفراد و خامسة أرضية مضادة للدبابات ثم تقدم عماد و يوسف باتجاه الموقع .. اقتربا بجسارة من يطلب الشهادة .. تجاوزا التحصين الأول فالثاني حتى وصلا إلى أبراج المراقبة و كان عددها تسعة أبراج فاقتحموها جميعا و لكن للمفاجأة ! كانت الأبراج فارغة من الجنود لظن العدو أنه من المستحيل أن يصل إليهم أحد و لكن الله آتاهم من حيث لم يحتسبوا !. كان الاتصال مستمرا بين المجاهدين و غرفة العمليات المشتركة منذ اللحظات الأولى .. بعد عرض الصورة و الموقف وضع عماد و يوسف خطة سريعة للتقدم بالتشاور مع قائد غرفة العمليات المشتركة .. و في هذه اللحظات نستحضر قول الله تعالى ’ ادخلوا عليهم الباب فإن دخلتموه فإنكم غالبون ’ .    تقدم عماد و يوسف المدربين جيدا على الاقتحام داخل الموقع و مع دقات عقارب الساعة 6:45 دقيقة من صباح يوم الخميس 9 شعبان الموافق 23/9/2004 م ابتدأ الهجوم الصاعق المزلزل اقتحما بهجوم صاعق منامات الجنود .. فوجدا جنديين فقتلاهما على الفور ! واصلا التقدم و إطلاق النار في الموقع و على الفور أدركا أن الجنود جميعا في صالة الطعام يتناولون فطورهم الأخير و مع صوت الرصاص داخل الموقع سيطر عليهم الرعب فتقدم مجاهدينا و ألقوا قنبلتين داخل الصالة من الشبابيك ثم بدءا بتطهير المكان بصليات واثقة من الرصاص ..و اشتبك مجاهدينا مع من تبقى من جنود . اشتباكات عنيفة بين الاستشهاديين وجنود العدو الصهيوني  استمر فيها الاشتباك ساعتين متواصلتين .. الموقع الآن تحت السيطرة الكاملة .. هذه آخر الاتصالات .. ماذا نصنع ؟ الجواب : استعينوا بالله و اثبتوا ..و خذوا مواقعكم و استعدوا لاستقبال الإسناد القادم نحوكم . وقد كان الرصد الخارجي الخاص بغرفة العمليات المشتركة يصور المشهد من الخارج و يبلغ عن تحركات العدو أولا بأول. تحصن مجاهدينا في مواقعهم و كان دبابات العدو قد اقتربت لنجدة من في الموقع وكانت تطلق النيران بشكل عشوائي طوال الوقت .. وقد أفاد رصدنا بمعلومات مصورة أن إحدى الدبابات تقدمت من الموقع لتقتحمه ففوجئت بانفجار عادت فورا على أدراجها مخزية بمن فيها من الجبناء و اشتبك معهم مجاهدونا و هنا أدرك العدو أن الموقع خارج سيطرة جنودهم و بالتالي كان الاستنتاج الذي وصل إليه العدو أن الجميع قد قتلوا فكان القرار : الدبابات الصهيونية تقصف الموقع بأربع قذائف مدفعية أصابت قلب الموقع .. انقطع الاتصال بعماد و يوسف . استشهاد عماد ويوسف بعد معركة شرسة  أدركت غرفة العمليات أنهما استشهدا .. بعد قتال ضاري جعل العدو يعترف بالهزيمة و بالمفاجأة و الذهول ويعترف عبر تصريحاته : نحن أمام مقاتلون من نوع صلب المراس .. نحن أمام عملية نوعية من حيث التخطيط و التوقيت و قوة الهجوم . محمد يتصل : الدبابات تقصف الموقع بأربع قذائف مدفعية .. قائد غرفة العمليات المشتركة : إننا نسمع أصوات الانفجارات .. محمد : يبدوا أن أخواي قد استشهدا .. هنيئا لهما الجنة ... صمت يلف المكان .. يقطع الصمت صوت طائرات العدو .. استطلاع .. و أباتشي .. العدو يقصف الموقع بزخات من الرصاص .. ليس هناك من يرد .. العدو يخاف الترجل .. تتقدم جرافات العدو من الموقع لتدميره على من فيه للتأكد من قتل المهاجمين .. الآن العدو يصرح للإعلام : تم قتل مهاجمين تسللا نحو موقع عسكري في موراج و قد قتل في العملية ضابط و جنديين و أصيب آخران . صمت من جديد يلف المكان . الاستشهادي محمد يواصل المهمة  محمد قابع في كمينه منتظرا ..مضت الآن بضع ساعات .. العدو يغير من معالم الموقع لتغطية الفضيحة التي لم يتمكن من إخفائها رغم كذبه الواضح .. محمد على الهاتف : جرافة تقترب من العبوة الأرضية .. لا يا محمد انتظر فالصيد الثمين قادم نحوك .. بالفعل ترجل الجنود و تقدموا للتمشيط .. الآن يا محمد .. فجر عبواتك الآن يامحمد ..سقط عدد من الجنود .. و ارتبك المكان ثانية و ارتبكت تصريحات العدو .. محمد يطلق لرشاشه العنان لينفث نارا من غضب نحو العدو المضطرب الخائف الجبان .. نيران كثيفة أطلقها العدو نحو المجاهد محمد : دبابات تقصف .. طائرات تقصف .. العدو يقول نحن أمام مقاتل عنيد .. كان محمد يتنقل بين كمائنه التي جهزها مع الفجر .. محمد يقبع مرة أخرى و يسود المكان صمت من جديد . الاستشهادي محمد يهاجم المؤتمر الصحفي للجيش الصهيوني العدو يصرح أنه سيطر على الموقف و يدعوا الصحافة العسكرية للترجل لعمل تقرير عن المكان و نقل رسالة الناطق الرسمي الكذاب باسم الجيش الصهيوني .. محمد يهاجم موقع انعقاد المؤتمر الصحفي كالصاعقة .. و يطلق نيران بندقيته التي عاهدته ألا تخذله .. و عاهدها ألا يفلتها من يده .. أصيب الجمع بنيران محمد و كان من بينهم مراسل جيش العدو .. لينقل صورة حية و عملية عن هول ما رأي في هذا الكابوس المريع .. الآن اقتربت ساعة الارتقاء إنها الثانية عشرة وعشرون دقيقة من ظهر الخميس .. الدبابات تقصف و تطلق نيرانها في كل مكان و فيكل اتجاه يمكن أن يكون فيه محمد أو شبحه المرعب لجنود العدو .. محمد يسقط شهيدا .. كان العدو يبث مجبرا وقائع المعركة الحية التي استمرت حسب اعترافاته لأكثر من ست ساعات .. نحن نقول أن الاشتباك الفعلي كان لمدة ست ساعات و لكن المعركة الفعلية ابتدأت منذ لحظة الاقتحام أي في العاشرة من الليلة السابقة أي تكون المعركة قد استغرقت 14 ساعة . العدو يعترف بمقتل خمسة جنود صهاينة من بينهم ضابط كبير أما خسائر العدو الصهيوني فنحن لا نقدح بالغيب و لكن العدو قد اعترف بمقتل خمسة من جنوده من بينهم ضابط كبير و هو نائب مسئول أمن مجمع مغتصبات غوش قطيف و إصابة ثلاثة .. ثم اعترف بإصابة المراسل العسكري و هذا ما لا يمكن إنكاره طبعا .. و لكن نترك التقدير الحقيقي للأيام القادمة .. فقصف الموقع بأربع قذائف من دبابات العدو يشير إلى يقين العدو بمقتل جميع جنوده الذين كانوا متواجدين فيه و إلا لما أقدم على قصفهم و هم أحياء ! كان قلوب المؤمنين في كل مكان تدعو للمجاهدين بالنصر و الثبات و كان أبناء رفح و خانيونس يفكرون جميعا بكيفية المساندة و يحلمون لو كانوا معهم .. و كانت صدور المكلومين و المعذبين من عوائل الشهداء و الجرحى تنتشي فرحا و شفاءا .. و هكذا تسدل الملائكة ستارا من حرير على فصل من حياة ثلاثة من أصدق المجاهدين .   أبطال ’ موقعة فتح خيبر ’ و هم:  1- الشهيد المجاهد عماد عطوة عودة أبو سمهدانة من رفح من ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية في فلسطين.  2- الشهيد المجاهد محمد زهير العزازي  من رفح من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين .  3- الشهيد المجاهد يوسف عبد الله عمر من غزة من كتائب الشهيد أحمد أبو الريش الجناح العسكري لحركة فتح .   هكذا أيها الرجال الأحرار .. كل الناس تموت و لكنكم اخترتم كيف تموتون .. كل الناس تموت و يفنى ذكرهم و لكنكم حفرتم أسماءكم و صوركم و أعمالكم مع الخالدين في ذاكرة فلسطين التي ستورثها للأجيال قصة مشرفة تزين سطور تاريخ المقاومة الفلسطينية .